أخبار اليوم - اختتم منتدى شوشا العالمي الثالث للإعلام أعماله، امس الاثنين، بجلسات نقاشية مكثفة، ركزت على محاور التحولات الرقمية وتعزيز مرونة المعلومات والإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي، ومحو الأمية الإعلامية كضمان لأمن المعلومات، ودور الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي.
وأكد المتحدثون خلال الجلسات أن الثقافة الإعلامية لا تقتصر على تلقي المعلومات فحسب، بل تمتد لتشمل تقييمها والتحقق من مصداقيتها ومصدرها.
وشددوا على ضرورة الاعتماد على مصادر متنوعة وموثوقة، محذرين من وجود منصات إخبارية لا تلتزم بمبادئ الدقة والموثوقية، ما يؤدي إلى انتشار الأخبار الكاذبة التي تثير البلبلة وتتلاعب بالرأي العام، وقد تفضي إلى صراعات اجتماعية.
وأشاروا إلى أن التثقيف الإعلامي هو السبيل الوحيد لمنع هذه المواقف، وأن تزويد الذات والمحيطين بالمعلومات الصحيحة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوعي، وعدم قبول أي مشاركة دون التحقق منها، أصبح ضرورة ملحة.
كما أوضح المتحدثون أن الثقافة الإعلامية تمكن المجتمع من التفكير النقدي، حيث لا ينبغي للأفراد قبول ما يسمعونه ويقرأونه فورًا، بل عليهم تعلم تقييم دقته.
ولفت المتحدثون إلى أن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل له دور قيادي في تشكيل الرأي العام، ولتوفير بيئة إعلامية سليمة للمجتمع، مؤكدين ضرورة تعزيز العمل التربوي وغرس الثقافة الإعلامية في جميع شرائح المجتمع.
وأشاروا إلى أهمية تبادل أحدث الأفكار التكنولوجية، فضلاً عن أهمية التعاون الدولي مع ممثلي وسائل الإعلام.
وشددوا على ضرورة أن يعمل الصحفيون على تحليل المعلومات التي يقدمونها للمجتمع ونقلها بشكل صحيح، مؤكدين أن إحدى المهام الرئيسية لوسائل الإعلام هي غرس التفكير النقدي في المجتمع.
وفي سياق متصل، قالوا إن الحقائق التي يعرضها برنامج (شات جي بي تي) هي نصوص بحاجة إلى تدقيق، وأن "على الصحفيين العمل على تمكين الجمهور من تمييز هذه الحقائق وان هناك الكثير من المعلومات المتحيزة، ويجب التحقيق فيها بعمق أكبر".
يذكر أن المنتدى استضاف حوالي 140 ضيفًا أجنبيًا من 52 بلدًا، بما في ذلك ممثلون عن أكثر من 30 وكالة أنباء و7 منظمات دولية و80 مؤسسة إعلامية.
وكانت هذه الفعالية بمثابة منصة للنقاش والعمل المشترك حول العديد من القضايا الحيوية المتعلقة بالإعلام والذكاء الاصطناعي والرقمنة ومكافحة الأخبار المضللة.
وفي ختام اليوم الثالث للمنتدى زار المشاركون العديد من المواقع التاريخية في شوشا، ومنها أسوار قلعة شوشا ومتحف ماسوليوم الملا وتماثيل لشخصيات أذربيجانيةمثل عزير حاجي بايلي، وبلبل، وخورشيدبانو ناتوان، الواقعة في الساحة المركزية للمدينة، ومسجد أشاغي جوهر آغا، الذي بناه المهندس المعماري كاربلايي صفيخان كاراباخي في عامي 1874 و1875.
ويُعد مسجد يوخاري جوهر آغا من بين المعالم الأثرية ذات الأهمية التاريخية والثقافية الوطنية في أذربيجان.