أخبار اليوم - حذرت منظمة حقوقية فلسطينية، الاثنين، من "تهجير ناعم وتطهير صامت" تنتهجه إسرائيل في الضفة الغربية ضد التجمعات البدوية بالأغوار الشمالية، وطالبت بحماية دولية للمدنيين بالمنطقة.
وقالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، في بيان، إن منطقة الأغوار "تشهد تصعيدا خطيرا ضمن سلسلة الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين بحق الفلسطينيين".
وأوضحت أن ما تتعرض له التجمعات البدوية في الأغوار يعد "تهجيرا ناعما وتطهيرا صامتا" للفلسطينيين بالمنطقة.
وأضافت أن اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي "ليست أحداثًا عشوائية، بل جزءا من سياسة إسرائيلية منهجية تهدف إلى تفكيك البنية الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين في الأغوار".
وتمتد منطقة الأغوار من منطقتي بيسان حتى صفد شمالا ومن عين الجدي حتى النقب جنوبا، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربا.
وتشكل الأغوار نحو 30 بالمئة من الضفة، بمساحة إجمالية 720 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) تتبع إداريا ثلاث محافظات: طوباس ونابلس شمالي الضفة وأريحا وسطها، ويقطنها نحو 70 ألف نسمة، وفق مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (حكومي).
ووفق المنظمة الحقوقية، تعد الأغوار من أهم المناطق الزراعية والرعوية في الضفة الغربية، وتشكّل مصدر رزق أساسي لمئات العائلات التي تعتمد على تربية الأغنام والزراعة كمصدر عيش.
وقالت المنظمة: "الممارسات الاستيطانية الأخيرة تعد سعيا حثيثا لخلق بيئة طاردة للسكان الفلسطينيين من خلال استهداف الثروة الحيوانية، مصادر المياه، والمراعي الطبيعية".
وأشارت إلى مجموعة اعتداءات بينها تسميم قطيع من المواشي، ما أدى إلى نفوق بعضها، وإطلاق الأبقار والمواشي في أراضي الفلسطينيين الزراعية، ما يؤدي إلى إتلاف المحاصيل، إضافة إلى سياسة هدم المنازل واقتحام التجمعات والاعتداء على البيوت وساكنيها.
من جهته، قال المشرف العام على المنظمة حسن مليحات، للأناضول، إن عدد التجمعات البدوية في الضفة يصل إلى 212، تم تهجير 64 منها، ويصل تعداد أفرادها المهجرين إلى نحو 9 آلاف شخص.
ودعا مليحات إلى إرسال مراقبين دوليين دائمين إلى الأغوار لحماية المدنيين، وفتح تحقيقات دولية مستقلة بشأن جرائم المستوطنين هناك.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) أن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا خلال يوليو/ تموز الماضي ألفا و821 اعتداء في الضفة بما فيها مدينة القدس الشرقية، بينها 466 اعتداء ارتكبها مستوطنون وأدت إلى مقتل 4 مواطنين فلسطينيين.
وأشارت في تقرير شهري إلى محاولة المستوطنين إقامة 18 بؤر استيطانية جديدة، ودراسة الجهات التخطيطية المختصة 39 مخططا هيكليا لصالح مستعمرات الضفة الغربية وداخل حدود بلدية الاحتلال في القدس، خلال يوليو الماضي.
وبموازاة حرب الإبادة في غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشنّ، بدعم أمريكي إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الجماعية بغزة أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.