بقلم المحامي محمد اللصاصمه

حين أسأل نفسي هذا السؤال هل أنا مواطن صالح....لا أبحث عن إجابة تقال في لحظة بل عن مرآة تعكس علاقة الإنسان بوطنه ومسؤوليته تجاه مجتمعه وأمانته أمام الأجيال القادمة....

المواطنة ليست بطاقة هوية ولا جواز سفر نرفعه في المطارات بل هي التزام أخلاقي وسلوك يومي....أن أكون مواطنا صالحا يعني أن أزرع الأمل حيث يكثر الإحباط وأن أبني حيث يهدم الآخرون وأن أحمي كرامة الوطن كما أحمي كرامة بيتي وأهلي....

المواطن الصالح ليس ذاك الذي ينتظر الدولة لتفعل كل شيء بل هو الذي يرى نفسه شريكا أصيلا في الإنجاز وحارسا يقظا للقيم وناقدا شجاعا حين يرى تقصيرا أو إعوجاجا....فصلاح المواطن يقاس بقدرته على أن يوازن بين حقه في النقد وواجبه في البناء....بين حريته الفردية ومصلحته العامة....بين تطلعه الشخصي وحلمه الجماعي....

ولأن الوطن لا يبنى بالحناجر وحدها بل بالعقول والسواعد فإنني حين أكون مواطنا صالحا أكون مخلصا في عملي نزيها في معاملاتي عادلا في موقفي رحيما بالضعيف جريئا في قول الحق وأمينا على ثروات بلدي وسمعته....

أما من يظن أن الصلاح يقتصر على الطاعة الصامتة أو على رفع الشعارات فقد غاب عنه أن المواطنة الحقة هي فعل يومي متواصل يبدأ من إحترام القانون في أبسط تفاصيله ولا ينتهي عند أعظم التضحيات دفاعا عن الوطن....

إنني أريد لكل أردني وأردنية أن يسأل نفسه هل أنا مواطن صالح....
فالإجابة ليست في الكتب ولا في خطب يوم الجمعة بل في السلوك في نظافة الشارع في صدق الكلمة في نزاهة المسؤول في تفاني المعلم في إجتهاد الطالب في صبر العامل وفي إخلاص الجندي المرابط....

المواطنة الصالحة لا تفرض بقانون بل تصنع بإرادة وتغرس في القلوب تربية وتختبر في المواقف الصعبة.... وحين ينهض كل فرد فينا بدوره يصبح الوطن بأسره حصنا منيعا لا تهزه الرياح....

فلنسأل أنفسنا كل يوم هل كنا عند حسن الظن هل صنا العهد هل كنا أوفياء لهذه الأرض الطيبة التي أكرمنا الله بها....

إن الجواب الصادق على هذا السؤال هو الطريق نحو أردن أقوى وأمة أرفع وغد يليق بتاريخنا ومكانتنا بين الأمم .