الطرق البديلة .. المستعجل يدفع

mainThumb

31-08-2025 12:38 PM

printIcon

في وقت تتسارع فيه جهود الحكومة لتحديث البنية التحتية، يظهر مشروع "الطرق البديلة" كأحد الحلول المهمة لتخفيف الضغط على الطرق الرئيسية وتحسين حركة المرور، ومع ذلك، هناك من يرى أن الهدف الوحيد من هذه المشاريع هو الجباية، ولكن هذا الطرح بعيد كل البعد عن الحقيقة، لان استخدام هذه الطرق اختيارياً وليس اجبارياً.

الحديث عن الجباية أصبح مكررًا ومملًا في الواقع، ويستخدمه البعض للوصول إلى شعبويات زائفة لا تفيد ولا تغني ولا تسمن من جوع، ففي حين أن الحكومة تعمل على تحديث البنية التحتية، يتمسك بعض المعارضين بفكرة أن كل مشروع تنموي هو مجرد وسيلة لزيادة الإيرادات الحكومية فقط، لكن هذا الادعاء ليس له أساس من الصحة.

لا يمكن لنا ان نتجاهل حقيقة أن فرض الرسوم على الطرق البديلة يأتي لضمان استدامتها وتحسين جودتها،فهذه الرسوم ستساهم في الحفاظ على الطرق وصيانتها المستمرة، كما ستمكن من إضافة خدمات مثل الإنارة بالطاقة الشمسية، وهذا يعني أن الفائدة النهائية ستكون للمواطن، حيث سيحسن المشروع من جودة الحياة ويوفر وسائل نقل أكثر أمانا وراحة.

على سبيل المثال، طريق "الحرانة - العمري"، الذي كان يشكل خطرا حقيقيا على مستخدميه، تمت إعادة بناءه وصيانته وفقا لأعلى المعايير،وها هو اليوم، أصبح هذا الطريق يسهم بشكل ملحوظ في تقليل تكاليف المحروقات والصيانة، فضلا عن توفير الوقت والجهد للمواطنين، كما ستسهم في تسريع "حركة المرور" وتخفيض تكاليف النقل، مما يجعلها ضرورة اقتصادية تساهم في تحسين البنية التحتية وتعزز من فرص الاستثمار.

قد يتساءل البعض، هل يعني فرض الرسوم أن هناك تمييزا بين من يملك ومن لا يملك؟ وهنا الجواب بكل بساطة هو أن "المستعجل يدفع"ليس تمييزا بقدر ما هو استثمار في خدمة أفضل لمن يرغب ومن يرى في وقته اهمية، فالرسوم ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لضمان أن هذه المشاريع ستكون مستدامة مفيدة على المدى الطويل.

واما من الناحية الاقتصادية،توفر هذه الطرق البديلة فرصا لزيادة الحركة بين المدن، وتعزيز الاستثمار، وخفض تكاليف النقل، كما أن تحسين البنية التحتية سيخلق "فرص عمل"جديدة ويحفز الاستثمارات في مختلف القطاعات. هذه المشاريع ليست مجرد استجابة لاحتياجات اليوم، بل هي خطوة نحو المستقبل، نحو مجتمع يتمتع بشبكة طرق آمنة، سريعة، فعالة.

خلاصة القول، الرسوم المفروضة على الطرق البديلة هي "ببساطة تكلفة مقابل خدمة أسرع وأفضل" كما إنها استثمار يعود بالنفع على الجميع، فالطريق البديل ضرورة في زمن يتطلب التطوير المستمر، والاهم من كل هذا ان كافه الطرق القائمة حاليا والتي نستخدمها ستبقى مجانية وجاهزة ومصانه على مدار العام.