أخبار اليوم – تالا الفقيه - أكد الدكتور عايش النوايسة أن للأسرة دورًا محوريًا وحاسمًا في بناء شخصية الأطفال وانعكاس ذلك على تحصيلهم الدراسي وسلوكياتهم، مشددًا على أن البيت هو المكان الأساسي الذي تتشكل فيه شخصية الطفل وتتحدد معالم تربيته.
وأوضح النوايسة أن تأثير الأسرة يظهر في جانبين رئيسيين؛ الأول يتعلق بالتحصيل الدراسي، حيث يسهم الدعم الأسري من خلال متابعة الوالدين لواجبات أبنائهم والتواصل المستمر مع المدرسة في رفع دافعية التعلم لديهم، ما يؤدي إلى تحسين مستواهم الأكاديمي. وأضاف أن الاستقرار النفسي الذي توفره الأسرة المستقرة يعد عاملًا مهمًا في تهيئة الأبناء للتعلم بفاعلية، فضلًا عن دور الوضع الاقتصادي للأسرة في توفير المتطلبات الأساسية والقدرة على دعم العملية التعليمية ماديًا.
وبيّن أن الأسرة تشكل نموذجًا وقدوة للأبناء، فإذا كان الوالدان – حتى وإن لم يكونا متعلمين – يبدون اهتمامًا واضحًا بتعليم أبنائهم، فإن ذلك يشكل حافزًا كبيرًا يدفع الأبناء نحو تحصيل دراسي مرتفع.
أما الجانب الثاني، بحسب النوايسة، فهو التأثير على السلوكيات، حيث أشار إلى أن أسلوب التربية المتبع يعد عاملاً حاسمًا، فالتربية الإسلامية والديمقراطية التي تقوم على الحوار والتشجيع وتعزيز السلوكيات الإيجابية مثل الاحترام والتعاون والانضباط الذاتي، تنشئ أبناء واثقين بأنفسهم قادرين على مواجهة التحديات. في المقابل، فإن التربية السلطوية التي تفرض القسوة وتغيب عنها لغة الحوار غالبًا ما تضعف شخصية الطفل وتنتج سلوكيات سلبية.
وشدد على أهمية الالتزام بالقيم والمبادئ الأسرية كالصداقة، وتحمل المسؤولية، وتوزيع المهام داخل البيت، لما لذلك من أثر في تنمية التكيف الاجتماعي لدى الأبناء. وأضاف أن الأسر المستقرة نفسيًا واجتماعيًا عادة ما تنشئ أبناء ملتزمين سلوكيًا وذوي ثقة عالية بالنفس، فيما يواجه أبناء الأسر المضطربة تدنيًا في التحصيل الدراسي وصعوبات سلوكية واجتماعية.
وختم النوايسة بالتأكيد على أن بناء جيل متوازن أكاديميًا وسلوكيًا يبدأ من الأسرة، باعتبارها الحاضنة الأولى للتنشئة والتربية، والمصدر الأهم لغرس القيم وتعزيز القدرات.