أخبار اليوم - أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الدورة العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية التي عُقدت الخميس جاءت في ظروف استثنائية، إذ يشهد الوضع العربي والدولي حالة من التوتر بينما يتسم الوضع في الشرق الأوسط بالكثير من الوحشية نتيجة التصرفات الإسرائيلية.
وقال أبوالغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر في ختام أعمال الدورة، إن جميع المناقشات انصبت على القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى وجود اتفاق عربي على أن المخطط الإسرائيلي تجاوز حرب الإبادة إلى محاولة تصفية القضية الفلسطينية سواء عبر التهجير أو عمليات الضم في الضفة الغربية.
وأوضح، أن الوزراء العرب اتفقوا على أن يتجه التحرك في المرحلة المقبلة إلى مسارين رئيسيين يتمثلان في السعي لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والحفاظ على مشروع الدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن مصر والسعودية تقدمتا بمشروع قرار حول التعاون العربي في الشرق الأوسط تضمن مجموعة من الأسس والمبادئ وقد تبناه المجلس بالإجماع.
وأكد أبوالغيط، أن القرار يلخص الموقف العربي من القضية الفلسطينية ويشدد على التمسك بمبدأ سيادة الدول العربية ورفض أي محاولات إسرائيلية للمساس بها، فضلًا عن التأكيد على حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء التوترات الإقليمية والانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.
كما أوضح، أن مشروع القرار المصري السعودي استحوذ على مناقشات معمقة نظرًا لما تضمنه من فقرات مهمة من بينها إدانة أي طرح يهدد وحدة وسيادة الدول العربية والتأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
وأشار الأمين العام إلى أن الوزراء شددوا على رفض أي ترتيبات للتعاون أو التكامل الإقليمي في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي أو التهديد بالضم، مؤكدًا أن معالجة جذور الصراع تظل مرتبطة بتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
وردًا على سؤال حول قرار الولايات المتحدة بعدم منح تأشيرات للوفد الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، قال أبوالغيط إن وزراء الخارجية العرب دعوا واشنطن لإعادة النظر في هذا القرار اتساقًا مع التزاماتها الدولية، مؤكدًا أن العرب سيتحركون بشكل فردي وجماعي للتأثير على الموقف الأميركي.
وفي ما يتعلق بطرح قوات عربية لحفظ الأمن في غزة بعد وقف الحرب، أشار أبوالغيط إلى تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي أبدى فيها استعداد فلسطين للموافقة على ذلك، موضحًا أن هناك مشروعًا تدعمه مصر بهذا الخصوص مع إمكانية وجود مكون عربي دولي مشترك.
من جانبه، أكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، أن الدورة 164 لمجلس الجامعة توصلت إلى توافق بعد مناقشات مستفيضة حول مختلف البنود، وجدد موقف بلاده الراسخ بأن ضم الضفة الغربية أو أي أراضٍ فلسطينية محتلة خط أحمر وأن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيقوض الأمن الإقليمي.
وأضاف، أن الإمارات مستمرة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتواصل العمل مع الدول العربية من أجل التوصل إلى حل يوقف الحرب ويمهد لعودة الاستقرار.
وفي السياق نفسه، شدد أبوالغيط على أن وزراء الخارجية العرب أعربوا عن دعمهم الكامل للموقف الإماراتي بشأن رفض ضم أراضي الضفة الغربية باعتباره خطًا أحمر، مؤكدًا أن المسار العربي في هذه المرحلة يقوم على تنفيذ المبادرة السعودية الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي لتفعيل حل الدولتين والحصول على أكبر قدر من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، وهو مسار طويل المدى لكنه سيحقق هدفه في النهاية.