أخبار اليوم - أصيب فلسطينيان برصاص مستوطنين في قرية شمال شرق الخليل في الضفة الغربية المحتلة، وسط تعزيز جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته واعتقالاته للفلسطينيين في ظل تجديد وزير المالية الإسرائيلي يتسلئيل سموتريتش دعوته لتنفيذ خطة تعزيز احتلال الضفة.
فقد أصيب فلسطينيان برصاص مستوطنين خلال هجوم على منطقة خلة العيص في بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل.
ووفق مصادر محلية، فقد أطلق المستوطنون الرصاص الحي باتجاه المنازل وأضرموا النيران في مساحات زراعية بالبلدة، وسط حماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المنطقة.
وكان عشرات المستوطنين اقتحموا البلدة القديمة في مدينة الخليل تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أغلقت مداخل البلدة ومنعت الفلسطينيين من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي وأداء الصلاة فيه.
ووفقا للمصادر فإن اقتحامات المستوطنين تنفَذ كل يوم سبت وتتزامن مع إغلاق المحال التجارية وتشديد الإجراءات العسكرية في محيط البلدة القديمة.
من جهتها ذكرت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو (غير حكومية)، في بيان، أن مستوطنين تابعين لبؤرة سخارمان الرعوية ومستوطنة معون تسللوا أمس السبت إلى أراضي مواطنين فلسطينيين شرق بلدة يطا جنوب الخليل، ومعظمها مزروعة بأشجار الزيتون يتجاوز عمرها 5 سنوات، فأتلفوها باستخدام المناشير الكهربائية والمقصات.
وقالت المنظمة الحقوقية إن "هذه الاعتداءات تمثل استمرارا للسياسات الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين وحرمانهم من أراضيهم الزراعية".
وفي منطقة واد السبع شمال غرب الخليل اعتدى مستوطنون بالضرب على 6 من أفراد عائلة الشهيد مروان القواسمي ومنعوا طواقم الإسعاف الفلسطينية من الوصول إليهم.
وقال شريف القواسمي، النجل الأكبر في العائلة، للجزيرة إن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة واحتجزت أفراد العائلة لساعات، قبل أن تسلمهم للهلال الأحمر الفلسطيني، حيث نُقلوا إلى مستشفى الخليل لتلقي العلاج.
وذكر الهلال الأحمر أن طواقمه تسلم "عائلة تم الاعتداء عليها في منطقة واد السبع وتم نقلهم إلى المستشفى"، مشيرة إلى تسلمهم قرب معسكر للجيش الإسرائيلي، وجميعهم مصابون برضوض وجروح.
ووسط الضفة، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن مستوطنين هاجموا بحماية قوات الاحتلال المنطقة الجنوبية من قرية المغيّر شمال شرق مدينة رام الله، واعتدوا على شاب بالضرب، مما أدى لإصابته برضوض.
كما اقتحم جيش الاحتلال القرية ذاتها واعتقل أحد السكان بعد مداهمة منزله وسط إطلاق للرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع، دون إبلاغ عن وقوع إصابات.
وفي جنين شمال الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام منازل فلسطينيين في مخيم المدينة ومحيطه، وتحويل المدينة إلى ثُكُنات عسكرية. ويسوق الاحتلال ذريعة أن تلك المنازل تقع في مناطق عمليات عسكرية.
وإلى جانب قوات الاحتلال، اعتقلت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية شابين من قرية السيلة الحارثية قرب مدينة جنين.
وفي شمال القدس المحتلة، أفادت مصادر، للجزيرة، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم قلنديا للاجئين. وأضافت أن قوات الاحتلال اعتقلت، الليلة الماضية، 16 فلسطينيا على الأقل خلال حملة واسعة نفذتها في بلدة "عَـناتا".
كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة رام الله التحتا في رام الله وأطلقت قنابل الصوت والغاز المدمع خلال تنفيذ عملية الاقتحام، واقتحم جيش الاحتلال كذلك مخيمي بلاطة والعين في مدينة نابلس.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن المستوطنين نفذوا 431 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال أغسطس/آب الماضي، كما أقاموا 18 بؤرة استيطانية جديدة الشهر الماضي.
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، قتل الجيش والمستوطنون الإسرائيليون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1018 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
جندي إسرائيلي يلقي قنبلة صوتية على فلسطينيين خلال عملية عسكرية في مدينة نابلس بالضفة الغربية (الأوروبية)
سموتريتش وتعزيز احتلال الضفة
وبالتزامن مع هذا التصعيد، جدد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أمس السبت، دعوته إلى الإسراع في تنفيذ خطة تعزيز احتلال الضفة الغربية المحتلة، قائلا إنه "حان وقت السيادة".
ويحاول سموتريتش، الدفع بالإعلان عن تعزيز احتلال الضفة، في خطوة استباقية لإعلانات مرتقبة بعد نحو أسبوعين، لدول غربية بينها فرنسا وبريطانيا وأستراليا، الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخاطب سموتريتش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات على منصة إكس قائلا إن "كل شعب إسرائيل سيدعمك ويقف إلى جانبك.. لقد حان وقت السيادة"، على حد زعمه.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية أمس السبت أن أغلبية مطلقة من وزراء حزب الليكود، ومن بينهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أعربوا عن دعمهم الساحق لما يسمونه "خطة السيادة الواسعة" في الضفة الغربية على 82% من الأراضي، التي طرحها سموتريتش الأسبوع الماضي.
وتمهيدا لتعزيز احتلالها، تكثف إسرائيل منذ بدئها حرب الإبادة على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، من ارتكاب جرائم بالضفة الغربية المحتلة، بينها هدم منازل وتهجير فلسطينيين ومصادرة أراضيهم وتوسيع وتسريع البناء الاستيطاني.
الجزيرة + وكالات