مصطفى عابد: ذوو الإعاقة البصرية في غزة يواجهون الإقصاء والموت البطيء

mainThumb
مصطفى عابد: ذوو الإعاقة البصرية في غزة يواجهون الإقصاء والموت البطيء

07-09-2025 09:46 AM

printIcon

أخبار اليوم - قال مدير برنامج التأهيل المجتمعي في جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، مصطفى عابد: "إن حياة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في قطاع غزة تشهد تدهوراً مأساوياً بفعل الحرب والنزوح المستمرين، مؤكداً أن هذه الفئة تعيش أوضاعاً كارثية وغير إنسانية تتجاوز حدود الاحتمال."

وأوضح عابد لصحيفة "فلسطين" أن المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية يواجهون صعوبات يومية هائلة بسبب محدودية الحركة وغياب البنية التحتية المهيأة، إضافة إلى فقدان الأدوات المساندة مثل العصي البيضاء والأجهزة الخاصة.

وأضاف عابد: "الحرب جعلت العديد منهم يشعرون أنهم عبء على أسرهم، فهم يعيشون خوفاً دائماً وإرهاقاً نفسياً شديداً، خصوصاً مع القصف المتواصل والفقر المدقع."

وأشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية تزيد من معاناتهم، حيث فقد معظمهم مصادر دخلهم، ولا يستطيعون الوصول بسهولة إلى المساعدات الإنسانية بسبب الاكتظاظ في مراكز الإيواء وغياب وسائل تنقل مناسبة.

كما لفت إلى أن الوضع الصحي والبيئي يضاعف المخاطر عليهم، في ظل شح المياه الصالحة للشرب وتفشي الأمراض، وتجمع مياه الصرف الصحي في مناطق النزوح، ما يعرضهم للسقوط والإصابات.

وبيّن أن الحالة النفسية والاجتماعية لذوي الإعاقة البصرية من بين الأكثر تضرراً، إذ يعانون من ضبابية المستقبل وقلق دائم، خاصة عند التعرض للقصف المفاجئ. وأضاف أن الحرب خلفت عدداً كبيراً من المصابين الجدد الذين فقدوا بصرهم جراء الإصابات المباشرة، في وقت جرى فيه تدمير مراكز التأهيل الخاصة بالمكفوفين، ما حرمهم من خدمات حيوية مثل تعليم برايل وتوفير العصي البيضاء.

وحمّل عابد الاحتلال المسؤولية عن تفاقم أوضاع هذه الفئة، مشيراً إلى أن غياب التحذيرات المسبقة بوسائل مناسبة وتدمير الاتصالات منع الكثير من ذوي الإعاقة البصرية من النزوح الآمن، وهو ما حوّلهم إلى ضحايا مباشرين.

توصيات عاجلة

وشدد عابد على ضرورة تبني استجابة إنسانية شاملة ومخصصة لهذه الفئة، مقترحاً عدة خطوات عملية أبرزها، توفير أدوات مساعدة عاجلة مثل العصي البيضاء والساعات الناطقة وأجهزة برايل المحمولة، وتطوير أنظمة إنذار مبكر صوتية ملائمة لاحتياجاتهم، وتهيئة مراكز الإيواء بمسارات إرشاد ولمسات آمنة وحمامات مناسبة، وإطلاق برامج دعم نفسي واجتماعي، خاصة للذين فقدوا بصرهم حديثاً، وإعادة تأهيل مراكز المكفوفين المدمرة وتزويدها بخدمات حديثة، وإشراك ذوي الإعاقة البصرية في صنع القرار ودعم منظماتهم المحلية، وتوفير مواد تعليمية بتقنية برايل وملفات صوتية لضمان استمرار تعليم الطلبة المكفوفين.

واختتم عابد حديثه بالقول: "ذوو الإعاقة البصرية في غزة اليوم يعيشون بين الموت البطيء والإقصاء القسري، والاستجابة العاجلة ليست خياراً، بل واجباً إنسانياً وأخلاقياً على المجتمع الدولي."

شهادات صادمة

ووفقاً لتقديرات منظمات محلية، هناك أكثر من 10 آلاف شخص من ذوي الإعاقة البصرية في غزة. الحرب الأخيرة أضافت أعداداً جديدة إلى هذه الفئة، إذ تشير تقارير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن أكثر من 1500 شخص أصيبوا بالعمى الدائم بسبب القصف، فيما يعاني نحو 4000 آخرين من مشكلات بصرية خطيرة تتطلب تدخلاً عاجلاً.

وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيان حديث أن الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة ذوي الإعاقة البصرية، من أكثر الفئات تضرراً في النزاعات، حيث يُحرمون من الخدمات الصحية والتعليمية، ويواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى المساعدات.

أما مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد شددت على ضرورة توفير ممرات آمنة وخدمات خاصة للمكفوفين خلال النزوح، باعتبارهم من الفئات الأكثر هشاشة، لكن هذه النداءات بقيت ـ كما يقول نادر ـ "حبراً على ورق لا يصل إلينا في غزة."

 فلسطين أون لاين