ضاهر: المعرفة بلا تطبيق خطر خفي يسرق الوقت ويهزّ الثقة بالنفس

mainThumb
ضاهر: المعرفة بلا تطبيق خطر خفي يسرق الوقت ويهزّ الثقة بالنفس

13-10-2025 08:52 PM

printIcon

(أخبار اليوم – تالا الفقيه)

وجهت المدربة المعتمدة وأخصائية الصحة النفسية والذكاء العاطفي آلاء ضاهر رسالة مطوّلة لمتابعيها عبر قناتها الخاصة، تناولت فيها موضوعًا وصفته بـ"المعضلة الكبرى" في زمننا الحديث، وهو خطر كثرة المعرفة دون تطبيق، مؤكدة أن هذا السلوك أصبح شائعًا بين الناس ويؤثر سلبًا على جودة حياتهم وصحتهم النفسية.

وقالت ضاهر في بداية حديثها: "يا مساء الخيرات والمسرات والبركات لكل العظماء الموجودين في قناتي، اللي خصصتها إلكم حتى نحكي عن صحتكم النفسية وتعزيز جودة حياتكم اليوم وبكرا". وأوضحت أن التسجيل الذي أعدته يأتي ضمن برنامج تدريبي يتوزع على محاضرتين، مشيرة إلى أنها تحرص في كل جلسة على استحضار نية التعلم قبل البدء، لأن النية هي التي تحدد مدى الاستفادة.

ودعت المتابعين إلى الهدوء والتركيز وتحضير دفاترهم لتدوين الملاحظات، مؤكدة أن موضوع اليوم "كثير مهم"، لأنه يتعلق بكمّ المعرفة الهائل الذي يتلقاه الناس من فيديوهات وبرامج ودورات تدريبية وكتب دون أن يطبقوا ما يتعلمونه، وقالت: "المعرفة بدون تطبيق خطر حقيقي… عم بتتعلم كثير، بس ما بتطبق، يعني عم تأجل أهم بداية بحياتك".

وبيّنت أن الخطر الأول في هذا السلوك هو "تأجيل البداية الحقيقية للنمو"، لأن الأشخاص الذين يقرأون ويتعلمون دون تجربة فعلية يؤجلون التطور الفعلي في حياتهم، مشيرة إلى أن التدريب والتطبيق هو الذي يخلق الأثر الحقيقي. وسألت ضاهر جمهورها: "هل أنت عم تخلق أثر جوات حالك؟ هل عم تنور محيطك؟ هل عندك أثر واضح في حياتك اليومية؟".

وأضافت أن من أبرز أسباب عدم التطبيق الخوف من الخطأ، معتبرة أن هذا الخوف عميق الجذور في النفس البشرية وقد لا يكتشفه الإنسان بسهولة. أما السبب الثاني فهو الخوف من الانتقاد وعدم الثقة بالنفس، موضحة أن الإنسان الذي يخشى أن يُخطئ أو أن يفشل يؤجل كل شيء حتى يضيع الوقت، وقالت: "وهذا التأجيل يسرق وقتك… والوقت هو أثمن ما تملك".

وتابعت ضاهر موضحةً أن السبب الثالث هو تشتيت الفكر والطاقة نتيجة تعدد المصادر، فكل مدرب أو معلم يقدم المعلومة بطريقة مختلفة، مما يجعل المتلقي في تضارب دائم. وأضافت: "معلومة من هذا ومعلومة من ذاك… من بودكاست، من يوتيوب، من صديق، من جارة… النتيجة: تشتت فكري وطاقي، وعدم وضوح في المسار". وأشارت إلى أن الحل هو التركيز على مصدر أو كتاب واحد في كل فترة زمنية، والالتزام بتطبيق ما ورد فيه قبل الانتقال لغيره.

وقالت إن كثرة المعرفة دون تطبيق تؤثر سلبياً على النفسية، لأنها تخلق مقارنة مستمرة بين المتعلم وغيره، وتولد شعوراً بعدم الكفاءة والإحباط عندما لا يرى الشخص تقدماً ملموساً رغم كل الجهد في التعلم. وأضافت: "هذا الشعور يضرب ثقتك بنفسك ويهزّ دافعك الداخلي، فتدخل في حلقة من الشك والقلق".

ودعت ضاهر المتابعين إلى تحويل المعلومة إلى معرفة حقيقية بالتطبيق العملي، وشرحت أن العملية تبدأ بالقراءة ثم التجربة ثم التقييم والتعديل، قائلة: "اقرأ، جرّب، قيّم، عدّل… هاي معادلة ذهبية. لما بتجرب المعلومة بتصير جزء من حياتك وذاكرتك وبتثبت فعلاً". وأوضحت أن المتابعة الذاتية ضرورية، حيث يجب على المتعلم أن يسأل نفسه بعد أسبوع أو شهر: ماذا طبّقت؟ ما الذي تغيّر؟ ما الذي يحتاج إلى تطوير؟

وتحدثت ضاهر عن أهمية مهارة التركيز، ووصفتها بأنها مهارة لا تُكتسب نظرياً بل تحتاج إلى تدريب عملي متواصل، مشيرة إلى أن التركيز هو ما يجعل المعلومة تتحول إلى أثر إيجابي في الحياة. وقالت: "كل شيء في الحياة يحتاج إلى تدريب… والتركيز أهم تدريب ممكن تقوم فيه".

وأضافت في حديثها عن إدارة الوقت: "كل الكوكب يشترك بـ 24 ساعة… طيب ليش في ناس بتلحق وناس لا؟ ليش في ناس بتقدر تحقق نجاح وثراء وناس بتضل بمكانها؟ الفرق مش في الوقت، الفرق في استثماره". ودعت المتابعين إلى استثمار أوقاتهم بالتعلم الحقيقي والممارسة اليومية لما يتعلمونه.

وشددت ضاهر على ضرورة اختيار مصادر التعلم بعناية، قائلة: "اختاروا مصدر أو مدرب تثقوا فيه، شوفوا آراء العملاء، لا تكثروا المصادر لدرجة التشتت… بدنا نركز على القليل المفيد المطبّق". وأكدت أن النجاح لا يأتي من الكمال أو المثالية، بل من الخطوات الصغيرة اليومية، حتى لو كانت بسيطة مثل المشي لخمس دقائق في الصباح أو الالتزام بعادة واحدة جديدة.

وختمت حديثها بالقول: "المعرفة ما بتكون قوة إلا لما تتحول إلى فعل. لا بدي ياك تكون مثالي، بلش بخطوة صغيرة، باللي معك، واليوم قبل بكرا". وأضافت: "نجاحك وسلامك الداخلي وجودة مشاعرك لا تُقدّر بثمن. هاي مكافأتك الحقيقية".

واختتمت الجلسة بتمنياتها لمتابعيها قائلة: "استثمروا بأنفسكم، بوقتكم، وبتدريبكم… لأن الأثر اللي بتخلقوه بحياتكم راح يرجع لكم سلام داخلي لا يُقدر بثمن. ليلتكم أنس ومباركة، ونلتقي غداً بموضوع جديد يؤثر على حياتكم للأفضل بإذن الله".