أخبار اليوم - يستعد مارك بيرنال، لاعب وسط برشلونة الشاب، لكتابة فصل جديد في مسيرته بعد أن تجاوز واحدة من أصعب المحن في مشواره الرياضي.

فصاحب الـ18 عامًا، الذي تعرض الموسم الماضي لقطع في الرباط الصليبي الأمامي للركبة اليسرى مع إصابة مصاحبة في الغضروف الخارجي، تلقى في شهر سبتمبر/أيلول الماضي التصريح الطبي الكامل للعودة إلى الملاعب، ليبدأ موسمًا جديدًا بطموح متجدد وإصرار على إثبات نفسه في الفريق الأول.

اللاعب الكتالوني الشاب تحدث في تصريحات لصحيفة "ARA" الإسبانية عن تلك التجربة القاسية، مؤكدًا أن الماضي أصبح خلفه.

وقال: "الإصابة أصبحت جزءًا من الماضي. عندما ألعب لا أفكر فيها على الإطلاق. أحيانًا أشعر بإحساس بسيط غير مريح، لكنه لا يعني شيئًا. كنت قلقًا في البداية من فكرة أن أشعر بآلام أو قيود، لكن حتى الآن لا شيء من ذلك يحدث".

واستعاد بيرنال أصعب لحظات فترة التعافي، مشيرًا إلى أن الأيام الأولى كانت الأصعب في حياته: "الليلة الأولى بعد الإصابة كانت الأطول والأقسى. وبعد العملية، لم أكن أستطيع فعل أي شيء. لا أستطيع المشي، ولا حتى تبديل ملابسي بنفسي. كانت فترة قاسية جدًا استمرت حوالي شهر ونصف"، مضيفًا أن زميله في الفريق جافي كان قد حذره من صعوبة الأيام الأولى بعد الجراحة، لكنه أكد له أيضًا أن كل شيء سيتغير عندما يعود إلى الجري ولمس الكرة من جديد.

مارك بيرنال أظهر شخصية ناضجة رغم صغر سنه، إذ تجاوز الصدمة النفسية التي ترافق إصابات الركبة عادة، وبدأ يستعيد تدريجيًا ثقته في نفسه. في تدريبات برشلونة الأخيرة، بدا أكثر تحركًا وثقة، وسط إشادة من الجهاز الفني بقدرته على العودة إلى نفس المستوى الذي كان عليه قبل الإصابة.

وخلال المقابلة الصحفية، خضع بيرنال لاختبار سريع كشف من خلاله عن بعض الجوانب الشخصية والمفضلات التي تميزه.

فعندما سُئل عن اللاعب الذي يتمنى مواجهته، أجاب دون تردد: "جوليان ألفاريز."

وعن اللاعب الذي يتمنى أن يراه بقميص برشلونة قال أيضًا: "جوليان ألفاريز."

إعجابه بالنجم الأرجنتيني، لاعب أتلتيكو مدريد الحالي، يعكس ميله إلى نوعية المهاجمين المقاتلين الذين يجمعون بين المهارة والإصرار.

يُذكر أن جوليان ألفاريز ارتبط اسمه بالانتقال لصفوف برشلونة، خلال الأسابيع الماضية ليكون خليفة البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

لكن ألفاريز قال في تصريحات لشبكة ESPN "أنظر، أنا هادئ جدًا حيال كل ذلك. الناس دائمًا يتحدثون. العام الماضي أيضًا كان هناك الكثير من الكلام، لكن الموسم لا يزال في بدايته، وتركيزي منصب على التطور يومًا بعد يوم، وبذل قصارى جهدي من أجل النادي، ومساعدة زملائي، وتحقيق الانتصارات هنا. هذا كل ما أفكر فيه. الشائعات التي تُقال على وسائل التواصل الاجتماعي لا تعنيني على الإطلاق".

تفاصيل طريفة

كما كشف بيرنال عن عدد من التفاصيل الطريفة عن حياته داخل وخارج الملعب. فقد أوضح أن أكثر من أدهشه في التدريبات هو الهولندي فرينكي دي يونج، لما يتمتع به من هدوء وتحكم مذهل بالكرة.

أما أكثر اللاعبين مرحًا في غرفة الملابس، فهو زميله فيرمين لوبيز، في حين وصف باو كوبارسي وجيرارد مارتين بأنهما أقرب أصدقائه داخل الفريق.

ومن بين أحلامه التي لم تتحقق بعد، أكد مارك بيرنال أنه يتمنى اللعب في ملعب "سانتياجو برنابيو" يوماً ما، وهو ما يعكس طموحه لخوض المباريات الكبرى بألوان برشلونة في أجواء المنافسة الحقيقية مع الغريم ريال مدريد.

أما على الصعيد الشخصي، فقد أطلق بعض التصريحات العفوية التي أظهرت جانبه الإنساني البسيط، حيث قال ضاحكًا: "أنا من منطقة بيرجيدا، لكني لا أحب الفطر إطلاقًا!"

وأضاف مبتسمًا أنه يملك وشمًا واحدًا على ذراعه وينوي إضافة المزيد لاحقًا، لكنه لم يقرر بعد ماذا سيرسم هذه المرة.

خريج أكاديمية "لا ماسيا"

مارك بيرنال، الذي يُعد من أبرز خريجي أكاديمية "لا ماسيا" في السنوات الأخيرة، يعيش الآن مرحلة مفصلية في مسيرته. فبعد أن تجاوز واحدة من أقسى الإصابات التي يمكن أن تصيب لاعب كرة قدم، يبدو مستعدًا لفرض نفسه في كتيبة المدرب هانز فليك، الذي يُعرف باهتمامه الكبير بتطوير المواهب الشابة.

رحلة بيرنال تمثل مزيجًا من الألم والأمل، من السقوط والنهوض، وهي قصة شاب لم يتجاوز الثامنة عشرة بعد، لكنه يملك عزيمة لاعب مخضرم.

ومع اكتمال تعافيه وعودته إلى الميدان، تنتظر جماهير برشلونة أن ترى من جديد لمسات لاعب الوسط الواعد، الذي يسعى لأن يكون أحد الوجوه الجديدة في مستقبل الفريق الكتالوني القريب.