أخبار اليوم - نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته كاتي روجرز ولوك برودووتر، قالا فيه إن البيت الأبيض سعى يوم الاثنين للحفاظ على اتفاق السلام في غزة، حيث أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم المتزايد من أن بنيامين نتنياهو، قد يفكك الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وكان نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، متجها إلى إسرائيل، حيث كان من المقرر أن ينضم إلى ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس، اللذين كان لهما دور فعال في التوسط للاتفاق.
في الوقت نفسه، حذر الرئيس ترامب من أنه سيسمح للقوات الإسرائيلية “بالقضاء” على حماس إذا استمر العنف في القطاع.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض يوم الاثنين: “لقد أبرمنا صفقة مع حماس، كما تعلمون، ستكون جيدة جدا. سيحسنون التصرف. سيكونون لطفاء. وإذا لم يفعلوا ذلك، فسنذهب وسنقضي عليهم إذا اضطررنا لذلك. سيتم القضاء عليهم. وهم يعلمون ذلك”.
كان من المفترض أن يضيف وصول فانس المتوقع بعدا رمزيا إضافيا لتوضيح التزام الإدارة بالحفاظ على الاتفاق. توسطت الإدارة في وقف إطلاق النار هذا الشهر في حرب استمرت عامين بين إسرائيل وحماس. لكن جولة جديدة من العنف يوم الأحد سلّطت الضوء على هشاشة وقف إطلاق النار. ووفقا للجيش الإسرائيلي، قتل جنديان وجرح آخر عندما أطلق مسلحون فلسطينيون صاروخا مضادا للدبابات على مركبة عسكرية.
قال عدد من مسؤولي إدارة ترامب، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن هناك قلقا داخل الإدارة من أن نتنياهو قد ينسحب من الاتفاق. ويقول المسؤولون إن الاستراتيجية الحالية تتمثل في أن يحاول فانس وويتكوف وكوشنر منع نتنياهو من استئناف هجوم شامل على حماس.
تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك الهدنة بعد تفجر العنف مرارا وتكرارا في الأيام الأخيرة. لكن كلا الجانبين أكدا التزامهما بالحفاظ على الهدنة.
في الوقت الحالي، يعتقد الرئيس أن قادة حماس مستعدون لمواصلة المفاوضات بحسن نية، وأن الهجوم على الجنود الإسرائيليين نفذه عنصر هامشي من الحركة، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض تحدث على انفراد لنقل وجهة نظر الرئيس.
في الواقع، خالف ترامب التصريحات الإسرائيلية بأن حماس انتهكت الاتفاق. يوم الاثنين، وصف القتال الحالي في غزة بأنه “تمرد” في حماس لا يمثل قيادة المنظمة. وقال إن بعض مقاتلي حماس “أصبحوا مشاغبين للغاية”، ولكن إذا استمر العنف فإن الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بالقضاء على المنظمة بالعنف.
قال خالد الجندي، الباحث الزائر في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون: “هذه هي اللحظة الحاسمة. هذا ما سيحدد مصير وقف إطلاق النار، وكيفية استمراره، أو حتى معناه. كل هذا يتم تحديده الآن”.
وعندما سئل يوم الاثنين عن الوضع في غزة، جادل ترامب بأن الأمر متروك للدول الأخرى لتطبيق الاتفاق. ويجتمع حاليا مفاوضون يمثلون بعض الحكومات العربية التي ساعدت في التوسط بالاتفاق وفقا لمسؤول البيت الأبيض الذي تحدث عن التخطيط.
وقال ترامب في وقت سابق من يوم الاثنين: “الأمر الآن في أيدي الآخرين. كما تعلمون، لدينا 59 دولة وافقت على الاتفاق”.
ويقول ويتكوف وكوشنر بأن الوضع “حساس للغاية” وأن اتفاق السلام الذي تفاوضا عليه معرض لخطر الانهيار، وفقا لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية. وتتمثل أهدافهما في استقرار الوضع، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإعادة جثث الرهائن الإسرائيليين المتوفين إلى عائلاتهم.
في محاولة للعثور على الجثث، تعمل الولايات المتحدة مع تركيا على إرسال فريق متخصص.
ويعمل ويتكوف وكوشنر أيضا على بعض الجوانب الأكثر تعقيدا التي تُركت دون تحديد في اتفاقهما الأولي، والذي نجح في إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء. وتشمل هذه الجوانب إنشاء قوة استقرار بقيادة مصر، والبدء في نزع سلاح حماس، والذي لم يُحدد له جدول زمني.
ومن بين التعقيدات أيضا، حملة حماس الدموية على منافسيها في غزة منذ الاتفاق، وهو تطور أشاد به ترامب في البداية باعتباره محاولة للقضاء على العصابات، لكنه بدأ يُشكك فيه منذ ذلك الحين.
ويجب على حماس نزع سلاحها كجزء من الاتفاق، لكن الوصول إلى هذه النقطة سيكون صعبا. وإذا بدا أن حماس تتراجع عن تعهداتها بنزع السلاح، فإن إسرائيل ستحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة للقضاء عليها بالقوة، كما قال ترامب. ويعمل الفريق الأمريكي أيضا على جلب مطورين إلى المناطق التي لم تعد تسيطر عليها حماس، وإنشاء مناطق معفاة من الرسوم الجمركية لإعادة إعمار تلك الأجزاء من غزة.
صرح فانس يوم الأحد أن “أفضل سيناريو” سيكون سلسلة من “الهجمات المتقطعة” بين الإسرائيليين وحماس.
وقال: “ستطلق حماس النار على إسرائيل، وسيتعين على إسرائيل الرد”.
وأضاف فانس أنه من الصعب معرفة “الواقع على الأرض” بدقة عند التعامل مع حماس. وقال إن لدى المنظمة “حوالي 40 خلية مختلفة”.
وقال: “من المرجح أن تلتزم بعض هذه الخلايا بوقف إطلاق النار. العديد من هذه الخلايا، كما رأينا بعض الأدلة اليوم، لن تلتزم. قبل أن نتمكن فعليا من ضمان نزع سلاح حماس بشكل صحيح، سيتطلب ذلك، كما نعلم، من بعض دول الخليج العربية إرسال قوات إلى هناك لتطبيق بعض القانون والنظام وحفظ الأمن على الأرض”.