آرسنال يحدد الطريقة المثالية لتحقيق حلم البريميرليج

mainThumb
آرسنال يحدد الطريقة المثالية لتحقيق حلم البريميرليج

25-10-2025 01:09 PM

printIcon

أخبار اليوم - في الوقت الذي يواصل فيه آرسنال فرض نفسه كأحد أبرز المرشحين للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، يبدو أن السرّ الحقيقي وراء انطلاقته المذهلة لا يكمن في هجومه، بل في صلابة دفاعه التاريخية، التي تحولت إلى حجر الأساس في مشروع ميكيل أرتيتا لبناء فريق بطل قادر على كسر صيام النادي عن اللقب منذ عام 2004.

عندما أنهى آرسنال الموسم الماضي بأفضل خط دفاع في البريميرليغ، لكنه سجّل 17 هدفا أقل من البطل ليفربول، بدا واضحا أن الفريق يحتاج إلى تطوير قدراته الهجومية ليكون أقرب إلى اللقب. غير أن أرتيتا سلك طريقا مغايرا، فبدلا من المجازفة في الهجوم، ضاعف من قوّة المنظومة الدفاعية التي أصبحت أشبه بآلة منظمة يصعب اختراقها.

فبعد مرور ثماني جولات من الموسم الحالي، لم يستقبل آرسنال سوى ثلاثة أهداف فقط، ليعتلي الصدارة بفارق ثلاث نقاط، وهو رقم مذهل يعكس التوازن والصلابة التي يتمتع بها الخط الخلفي بقيادة ويليام ساليبا وجابرييل ماجاليس، ومن خلفهما الحارس دافيد رايا الذي يعيش أفضل فتراته.

اللافت أن الفريق لم يحتج إلى زيادة كبيرة في معدله التهديفي - الذي بلغ هذا الموسم 1.88 هدف في المباراة - لأن منظومته الدفاعية تكفي لإبقاء المنافسين في مأزق دائم، وكأن أرتيتا قرر أن "أفضل طريقة للهجوم هي ألا تتلقى أهدافا".

دفاع تاريخي بالأرقام

بحسب معدل استقبال الأهداف الحالي، 0.38 هدف في المباراة الواحدة، فإن آرسنال يسير نحو موسم دفاعي قد يدخل كتب التاريخ. فلو حافظ على هذا المعدل حتى نهاية الموسم، سينهي الدوري وقد استقبل 14 هدفًا فقط، محطما الرقم القياسي الذي سجله تشيلسي بقيادة جوزيه مورينيو موسم 2004-2005 (15 هدفا فقط).

وفي المقابل، بمعدل تهديف بلغ 1.88 هدفا في المباراة، سيصل الفريق إلى نحو 71 هدفًا بنهاية الموسم، أي أقل بثلاثة عشر هدفًا من متوسط البطل التاريخي (84 هدفا)، لكنه سيتفوّق من حيث الصلابة الدفاعية بشكل غير مسبوق.

بهذه الأرقام، سيصبح آرسنال نسخة حديثة من تشيلسي مورينيو: فريق لا يُقهر أكثر مما هو لا يُوقف. فبدلا من الاعتماد على وفرة الأهداف، يعتمد أرتيتا على تماسك المنظومة والضغط الجماعي والانضباط التكتيكي، وهي سمات باتت تميّز فريقه عن جميع منافسيه.

النضج والسيطرة

قد يتساءل البعض: إذا كان آرسنال يمتلك أفضل دفاع منذ موسمين، فلماذا لم يُتوّج باللقب من قبل؟ الإجابة تكمن في النضج.

في الموسمين الماضيين، رغم جودة الأداء الدفاعي، كان الفريق يفتقر إلى السيطرة الكاملة على إيقاع المباريات، وغالبا ما انهار تحت الضغط في المراحل الحاسمة.

لكن هذا الموسم، بدا الفريق أكثر هدوءا في المواقف الصعبة. يعرف متى يضغط، ومتى يهدئ الإيقاع، وكيف يدافع ككتلة واحدة من المقدمة وحتى خط المرمى. أسلوب أرتيتا بات يشبه إلى حد كبير فلسفة بيب جوارديولا، لكن بلمسة أكثر واقعية ومرونة تكتيكية.

حتى الإصابات التي ضربت الفريق - مثل غياب أوديجارد، مادويكي، جيسوس، وهافيرتز - لم تؤثر على صلابته. فبدلا من أن يفقد توازنه، أعاد أرتيتا توظيف لاعبيه لتغطية النواقص، دون الإخلال بالبنية الدفاعية المحكمة.

الفوز بالدفاع فقط أمر نادر

تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يثبت أن الفوز باللقب اعتمادا على الدفاع وحده أمر استثنائي. فمن بين 33 بطلا سابقا للبريميرليج، هناك ستة فقط (بنسبة 18%) فازوا باللقب رغم تسجيلهم أهدافا أقل من منافسيهم المباشرين، مع امتلاكهم أفضل خط دفاع.

آخر من فعل ذلك كان ليفربول 2019-2020 بقيادة يورجن كلوب، حين أحرز اللقب رغم تسجيله 17 هدفا أقل من مانشستر سيتي، بفضل التماسك الدفاعي الرهيب لفان دايك وأليسون.

اليوم، يسير آرسنال في طريق مشابه، لكن مع إمكانات رقمية أكثر إبهارا. فإذا واصل استقبال أقل من نصف هدف في المباراة، فإنه لن يحتاج إلى أن يكون الأفضل هجوميا، يكفيه أن يظل "الأصعب كسرا".

مقارنة مع عمالقة الدفاع

الحديث عن دفاع آرسنال الحالي يستدعي مقارنة مع الأساطير الدفاعية في تاريخ الدوري.

تشيلسي 2004-2005: استقبل 15 هدفا فقط بفضل جون تيري وريكاردو كارفاليو وبيتر تشيك، وحقق 10 مباريات متتالية بشباك نظيفة.

مانشستر يونايتد 2008-2009: كسر الرقم القياسي بـ14 مباراة متتالية دون تلقي الأهداف، بفضل فيديتش، ريو فرديناند، وفان دير سار.

آرسنال 1997-1998: حافظ على نظافة شباكه في 8 مباريات متتالية بين يناير/كانون الثاني ومارس،آذار في طريقه إلى اللقب تحت قيادة آرسين فينجر.

العامل الذهني والحافز التاريخي

من الناحية الذهنية، يبدو أن لاعبي آرسنال أكثر وعيا بأهمية الدفاع كطريق نحو اللقب. في الموسم الماضي، تسببت الأخطاء الفردية والارتباك في لحظات الضغط بخسارة نقاط حاسمة، لكن هذا الموسم، بات الفريق أكثر صرامة، وأكثر التزاما بالتعليمات التكتيكية.

كما أن التنافس مع ليفربول ومانشستر سيتي يمنح أرتيتا ولاعبيه دافعًا إضافيا، لأنهم يدركون أن كل هدف يُستقبل قد يكون الفارق بين المجد والإحباط في مايو/أيار.