مبادرات فردية تحاول سد فجوة الكهرباء بغزة

mainThumb
مبادرات فردية تحاول سد فجوة الكهرباء بغزة

29-10-2025 10:20 AM

printIcon

أخبار اليوم - تحاول جهود فردية ومبادرات خاصة، يقودها مواطنون وشركات صغيرة، بما تملكه من موارد محدودة، أن تُعيد التيار الكهربائي إلى بعض المناطق في قطاع غزة.

ومنذ أن شنّ الاحتلال حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يعيش سكان القطاع في ظلام شبه تام بعد أن دُمّرت معظم شبكات الكهرباء خلال الحرب الأخيرة.

وأمام الواقع القاسي، برزت مبادرات محلية لتوليد الكهرباء عبر مولدات تجارية أو أنظمة طاقة شمسية محدودة، تغطي بعض الأحياء وتوفّر ساعات قليلة من التيار يوميًا، لكنها تبقى باهظة التكلفة على معظم السكان.

في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يقف المواطن أبو رضوان اصليح أمام باب منزله، يراقب الأسلاك الممتدة من مولد كهرباء خاص نصبته إحدى الشركات المحلية في نهاية الشارع.

تبدو على وجهه علامات ارتياحٍ مشوبٍ بالحذر، فبعد انقطاع دام أكثر من عامين، وصل التيار الكهربائي أخيرًا إلى بيته لبضع ساعات يوميًا.

يقول بصوت متعب لـ "فلسطين أون لاين": "نسينا شكل الضوء الطبيعي عامان كاملان كنا نعيش على بطاريات صغيرة ومصابيح شحن مؤقتة لا ثلاجة تعمل، لا مروحة، ولا حتى شحن للهواتف. كنا نعيش في عزلة تامة."

ويضيف وهو يشير إلى الأسلاك التي تغذي الحي من مولد صغير: "هذه الشركة العائلية حاولت أكثر من مرة مدّ خطوط الكهرباء، لكنها كانت تتعثر كل مرة بسبب نقص الأسلاك وقطع الغيار. الآن نجحوا أخيرًا، لكن الكهرباء مكلفة جدًا، وسعر الكيلوواط الواحد يصل إلى 25 شيكلًا. ومع ذلك، نحن مضطرون للدفع، لأننا لا نملك خيارًا آخر."

في منزل آخر، يسعى المواطن يوسف العبويني وإخوته للحصول على الكهرباء، خصوصًا وأن اثنين من أبنائهم يواصلان التعليم الجامعي عن بُعد.

ويقول العبويني إن غياب الكهرباء لفترات طويلة يجعل متابعة الدروس عبر الإنترنت صعبة جدًا، ويجعل الاعتماد على الهواتف المحمولة والحواسيب المحمولة أمرًا شبه مستحيل عندما تنفد البطاريات أو تتوقف شحناتها.

ويتابع موضحًا الصعوبات اليومية:"أحيانًا تتوقف الكهرباء فجأة، ونجد أنفسنا مضطرين للعيش على الشموع أو بطاريات صغيرة. الكهرباء ليست رفاهية بالنسبة لنا، بل ضرورة للبقاء على قيد الحياة ولإنجاز أبسط الأعمال اليومية."

أما فادي وشاح، صاحب إحدى المبادرات لتوصيل الكهرباء للمنازل، فيقول إن مشروعه جاء نتيجة تعاون مع مجموعة من أصدقائه الذين قرروا مواجهة أزمة الكهرباء الطاحنة في القطاع.

"اتفقنا على توفير مولد كهرباء صغير، والعمل على توزيع التيار إلى عدد من المنازل"، يقول لـ "فلسطين أون لاين".

ويبلغ ثمن الكيلوواط الواحد 30 شيكلًا أسبوعيا. وعن ذلك يقول وشاح: نحن مدركون أن السعر مرتفع، لكن تكلفة التشغيل كبيرة جدًا في ظل الظروف الحالية.

ويضيف :"التحديات أمامنا هائلة، خصوصًا مع ندرة الوقود الناتجة عن منع الاحتلال توفير كميات كافية لمحطة الكهرباء ، إضافةً إلى تعطل شبكات الكهرباء وصعوبة الحصول على قطع الغيار اللازمة لصيانة المولدات."

وقدرت سلطة الطاقة في غزة، خسائر قطاع الكهرباء جراء الحرب نحو 750 مليون دولار، مشيرًة إلى أن الاحتلال دمّر أكثر من 85% من البنية التحتية لقطاع الطاقة.

المصدر / فلسطين أون لاين