أخبار اليوم – سارة الرفاعي

قال الناشط الحقوقي عبد السلام هماش إن التوقف اليوم عند موضوع الإنترنت وحقوق الإنسان أصبح ضرورة بعدما بات العالم الرقمي جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، نتعلم من خلاله ونتواصل ونعمل، وفي المقابل ظهرت تحديات تمس جوهر الحقوق الأساسية للإنسان، وفي مقدمتها الخصوصية وحماية البيانات وصون الكرامة الإنسانية.

وأوضح أن الاعتداء الإلكتروني لم يعد مجرد رسالة مزعجة أو اختراق بسيط، بل قد يتحول إلى انتهاك مباشر لحقوق الإنسان، سواء عبر الابتزاز أو التشهير أو انتحال الشخصية أو تسريب الصور الخاصة أو الإساءة عبر المنصات، وهي جميعها ممارسات تهدد الأمن النفسي والاجتماعي وقد تدمر حياة الضحية بالكامل.

وبيّن أن السؤال الجوهري اليوم هو: أين تقف الحماية القانونية؟ فالقوانين الحديثة في الأردن، ومن ضمنها قانون الجرائم الإلكترونية، جاءت لتؤكد أن الفضاء الرقمي ليس ساحة بلا رقابة، بل مجال تُحترم فيه الحقوق كما تُحترم على أرض الواقع، من خلال تجريم الاعتداء على الخصوصية، وإساءة استخدام البيانات، ونشر المحتوى المسيء، وكل فعل يمس كرامة الإنسان عبر الإنترنت، ومع تطور الجريمة تتطور أدوات التتبع والتحقيق للوصول إلى الجناة وحماية الضحايا.

وأكد أن المنظومة القانونية وحدها لا تكفي، فالمواطن جزء أساسي من الحماية عبر الوعي والحذر وعدم التردد في الإبلاغ عن أي اعتداء، وهي خطوات ضرورية لصون الحق في الأمان الرقمي.

وختم بالقول إن العالم الرقمي فرصة كبيرة لكنه يحتاج إلى مسؤولية ووعي وتطبيق قانون صارم، وعندما يفهم الإنسان حقوقه ويدافع عنها يخطو خطوة حقيقية نحو حماية نفسه ومجتمعه وتعزيز ازدهار وطنه.