أخبار اليوم – تالا الفقيه - حذّر الدكتور حسن البراري من خطورة فتح معبر رفح في اتجاه واحد، معتبرًا أن السماح بخروج الفلسطينيين دون إمكانية عودتهم ليس إجراءً لوجستيًا عابرًا، بل يحمل دلالات سياسية عميقة تتعلق بمنطق التهجير بدل الإغاثة الذي تروّج له سلطات الا حـتـ.ـلا ل.
وأوضح البراري أن اتفاق شرم الشيخ نص على ضرورة عمل المعبر في الاتجاهين لضمان حركة طبيعية للمدنيين وتعزيز صمودهم داخل أرضهم، إلا أن تحويله إلى ممر أحادي الوجهة يجرده من وظيفته الإنسانية ليصبح أداة ضمن هندسة تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها تحت ذرائع تبدو إنسانية لكنها تحمل في جوهرها مشروع اقتلاع السكان من أرضهم.
وبيّن أن الصراع مع الا حـتـ.ـلا ل تجاوز البعد السياسي والأمني إلى صراع ديموغرافي صريح يستهدف تقليص عدد الفلسطينيين على مساحة أقل من الأرض، ضمن منطق صهيوني يرى وجود الشعب الفلسطيني مشكلة عدد يجب تقليصه لا شعبًا له حق طبيعي وتاريخي في وطنه.
وأضاف أن فتح المعبر بهذا الشكل يخلق مشهدين متضادين: أمام الفلسطينيين باب بلا عودة، وأمام العالم صورة مُغلّفة بالإنسانية تخفي جوهرًا يقوم على تغيير الواقع السكاني في غزة خدمةً للمشروع الاستعماري القديم بثوب جديد.
وأشار البراري إلى أن هذا النهج ليس جديدًا على الا حـتـ.ـلا ل، الذي سبق أن فرغ اتفاق أوسلو من مضمونه وحوله إلى محطة على طريق استكمال مشروعه في الضفة الغربية والقدس، محذرًا من أن الهدف الأخطر ليس الحرب ذاتها، وإنما الحسم الديموغرافي الذي يراد له أن يرسم مستقبل الأرض والناس بالقوة، داعيًا إلى الحذر والتنبه أمام هذا التحول الخطير.