5 إستراتيجيات حاسمة لقوات "ردع العدوان" بمعركة تحرير سوريا

mainThumb
5 إستراتيجيات حاسمة لقوات "ردع العدوان" بمعركة تحرير سوريا

08-12-2025 10:24 AM

printIcon

أخبار اليوم - "ردع العدوان" هي عملية عسكرية أطلقتها فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال غربي سوريا يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وشكلت من أجلها ما تسمى "إدارة العمليات العسكرية"، وقالت إنها تهدف إلى توجيه "ضربة استباقية لقوات النظام السوري"، وتُعد أول اختراق لخطوط التماس بين الطرفين في محافظة إدلب منذ الاتفاق "التركي الروسي" لوقف إطلاق النار في مارس/آذار 2020.

وجاءت العملية في وقت شهدت فيه مناطق ريف حلب الغربي اشتباكات وقصفا عنيفا متبادلا بين الجيش السوري والمليشيات الإيرانية من جهة، والمعارضة السورية في الشمال من جهة أخرى، في ظل تصعيد الجيش قصفه للمناطق المدنية.

وفي اليوم الـ12 من المعركة أعلنت المعارضة السورية سيطرتها على العاصمة دمشق وإسقاطها حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من 50 عاما.


لكن هناك تفاصيل كثيرة عن المعركة تُكشف تباعا، فقد كشفت مصادر ميدانية عن أبرز التكتيكات العسكرية التي اعتمدتها قوات ردع العدوان خلال معارك تحرير القرى والبلدات والمدن السورية، والتي ساهمت في تغيير مسار المواجهة مع قوات النظام وإسقاط خطوط دفاعه.

هذه الإستراتيجيات يكشف عنها مراسل منصة "سوريا الآن" أحمد أمين، وكيف تنوعت بين العمل النوعي وقطع الاتصالات وتوظيف أبناء المناطق والتمويه الميداني، وصولا إلى الإيمان الشعبي بصمود المعركة.

أولا: قوات النخبة وضرب العدو في العمق
على مدى سنوات قامت قوات المعارضة السورية بتدريب مجموعات خاصة ضمن معسكرات مغلقة، لتكون قادرة على تنفيذ عمليات التفاف والوصول إلى عمق مواقع جيش الأسد.

هذا النوع من المهام لا يمكن أن يؤديه أي مقاتل، بل يتطلب أفرادا مدربين بدقة على التخفي والمناورة واستهداف النقاط الحساسة من الداخل، مما سرّع انهيار دفاعات جيش بشار الأسد وإسقاط المناطق.


ثانيا: استهداف أبراج الاتصالات لتقطيع أوصال جيش الأسد
من اليوم الأول للمعركة جرى تنفيذ ضربات دقيقة على أبراج الاتصالات في محاور حساسة، خاصة في منطقة قبتان الجبل بريف حلب الغربي، إضافة إلى محاور الشيخ عقيل وتلة الراقم.



وتم استخدام طائرات مسيّرة انتحارية لضرب الدشم والآليات، مما أحدث شلا في شبكة القيادة والسيطرة لدى قوات النظام السابق.

ثالثا: "أهل مكة أدرى بشعابها".. توظيف أبناء المناطق
اعتمدت إدارة العمليات العسكرية على مقاتلين من أبناء كل منطقة، فأبناء حلب شاركوا في تحرير حلب، وأبناء حمص في تحرير حمص، وهكذا.

هذه الإستراتيجية ضمنت معرفة دقيقة بديمغرافية الأرض والمباني والمسالك، كما عززت الروح القتالية لدى المقاتل الذي يدافع عن بيته وقريته، مما رفع فعالية الهجوم وسرّع وتيرته.


رابعا: التمويه وإرباك خطوط الدفاع
اتبعت قوات ردع العدوان تكتيك نشر الإشاعات عند اقتراب انطلاق عمليات عسكرية، مما دفع قوات النظام السابق إلى الحشد المسبق على خطوط الدفاع الأولى، ثم كان يتم تبريد الأخبار وإعادة تكرارها، وهو ما أنهك العدو وأجبره على استنزاف قواته بين الخطوط الأمامية والخلفية.

كما لجأت قوات ردع العدوان إلى أساليب تمويه ميدانية، مثل قطع الكهرباء عن الطرق المؤدية إلى جبهات القتال، ونقل القوات ليلا وإعادتها قبل ساعة الصفر لإخفاء التوقيت الفعلي للهجوم.

وأخيرا، الإيمان الشعبي بالصمود والنصر
إلى جانب الاستراتيجيات الميدانية كان هناك عامل معنوي بارز تمثل في صمود الشعب وإيمانه بحتمية النصر، وهو ما وصفته المصادر بأنه "إيمان من شعب صبر وصمد وانتصر"، ليبرهن على أن إرادة المستضعفين قادرة على قلب موازين القوى.

الجزيرة