حامد حمدان .. من مخيم المغازي إلى نجومية الفدائي

mainThumb
حامد حمدان.. من مخيم المغازي إلى نجومية الفدائي

09-12-2025 10:07 AM

printIcon

أخبار اليوم - قدّم معظم لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم المشارك في بطولة كأس العرب 2025 في قطر أداءً لافتاً خلال مباريات الدور الأول ومباراة التصفيات، لكن متوسط الميدان حامد حمدان خطف الأضواء، وبرز كأحد أهم نجوم البطولة بوجه عام.

حمدان ابن مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، كان بمنزلة رمانة الميزان في صفوف "الفدائي" وقدم مستويات مبهرة، نال بفضلها التقييم الأعلى بين جميع لاعبي المنتخب في دور المجموعات وفق موقع سوفاسكور العالمي بتقييم بلغ (7.40).

وبخلاف تألقه ومساهمته في المباريات ضد ليبيا وقطر وتونس وسوريا، على الصعيدين الدفاعي والهجومي، سجّل حمدان أحد أجمل أهداف البطولة على الإطلاق بتسديدة صاروخية أمام "نسور قرطاج" في الجولة الثانية.

وحجز حمدان لنفسه مكاناً يستحقه في التشكيلة المثالية لدور المجموعات في بطولة كأس العرب، وفقاً لمعظم المحللين والنقّاد الرياضيين، عطفاً على ما قدّمه من مستويات ومردود.

مطلوب في الأهلي والزمالك

ولا يعدّ تألق حمدان في كأس العرب أمراً مفاجئاً لمن يعرف اللاعب الشاب، فقد كان قبل البطولة محور صراع بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك للتعاقد معه وإقناع ناديه الحالي بتروجيت المصري بالسماح له بالرحيل.

لكن مع بروزه في البطولة العربية، فإن التنافس سيزداد حدّة، وقد بدأت وسائل الإعلام المصرية تُفرد مساحات واسعة للحديث عن حمدان ورغبة الناديين الكبيرين بالتعاقد معه، في وقت بات وكيل أعماله سمير الحاوي ضيفاً دائماً على القنوات الرياضية المصرية.

وكشفت تقارير صحفية مصرية أن الدنماركي ييس توروب، مدرب الأهلي، طالب إدارة القلعة الحمراء بضرورة التعاقد مع حمدان في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، والمقرّر لها في شهر يناير القادم.

وأشارت إلى أن توروب دعا إلى ضرورة الإسراع بضمّ حمدان بعد متابعة حثيثة للاعب سواء مع فريقه بتروجيت في الدوري المصري أو بعد ذلك في بطولة كأس العرب الجارية حالياً في قطر.

تفرّغ تام لكأس العرب

أما حمدان نفسه، فأكد في أكثر من تصريح صحفي أنه متفرّغ تماماً في الوقت الحالي لمباريات كأس العرب، ولا يشغل تفكيره كثيراً بالحديث عن مستقبله، الذي بات محسوماً بالرحيل عن بتروجيت، لكن الوجهة لا تزال مجهولة.

وتشير مصادر مقربة من اللاعب إلى أن التنافس على استقطاب حمدان لن ينحصر بعد كأس العرب على الأهلي والزمالك، بل إن العديد من الأندية الخليجية بدأت بمراقبة اللاعب للظفر بخدماته.

ويأتي تألق حمدان في كأس العرب في وقت تعيش عائلته في غزة – كما هو حال جميع أهالي القطاع – ظروفاً صعبة جرّاء العدوان الإسرائيلي، ومع ذلك حرص على التواجد مع الفدائي بكأس العرب، في رسالة تعبّر عن إصراره وتحدّيه للاحتلال الذي أراد قتل أي مَعْلَم للحياة في غزة.

وخلال حرب الإبادة على غزة فقد حمدان العشرات من أفراد عائلته وأقاربه في مخيم المغازي ومناطق أخرى في القطاع، فيما دمّر جيش الاحتلال منزل عائلته وأشقائه، وعاش طوال عامي الحرب في حالة نفسية سيئة خصوصاً مع صعوبة تواصله مع عائلته.

دافع تمثيل الفدائي

ومع ذلك شدّد اللاعب الشاب على أن "أكبر دافع لأي شخص فلسطيني هو تمثيل فلسطين والتألق من أجلها، ولأننا وُلدنا من رحم المعاناة، فإن حلم كل فلسطيني أن يكون شخصاً ناجحاً؛ من أجل التعبير عن بلده أمام العالم كله، وهو ما أحاول فعله في ملاعب كرة القدم".

وبعد تأهل الفدائي إلى ربع نهائي كأس العرب، قال حمدان إن الصعود هدية بسيطة لأبناء الشعب الفلسطيني، مضيفاً: "الحمد لله، شعبنا شعب عظيم ويستحق الفرح، كل دقيقة يستحقون فيها الفرح، والقادم أفضل بإذن الله".

المصدر / فلسطين أون لاين