(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)
قال الناشط الشبابي هاشم الدبارات إن حالة الحوار الوطني الدائرة في بعض الصالونات السياسية والاجتماعية التقليدية في الأردن باتت تعكس مشهدًا مشوشًا ومقلقًا، مشيرًا إلى أن عددًا من اللقاءات والحوارات التي يشارك فيها سياسيون ومسؤولون سابقون تقلدوا مواقع حكومية عليا، تقوم على سرديات وصفها بالمنفصلة عن الواقع، وتفتقر إلى الدقة والمصداقية.
وأوضح الدبارات أن ما يُطرح في هذه الحوارات يتضمن روايات “منسوجة من الوهم”، تسهم في طمس الحقائق والوقائع المرتبطة بتاريخ الدولة الأردنية ومسارها، معتبرًا أن التوسع في سرد البطولات والإنجازات بطريقة تخالف المنطق والواقع يشكّل عبئًا على الوعي العام، خاصة لدى مجتمع يدرك تفاصيل البدايات ويعي طبيعة التحولات التي مرّت بها الدولة.
وأشار إلى وجود ما وصفهم بـ“حراس الذاكرة والمشهد”، الذين يكتفون بالحفاظ على المظهر العام دون الدخول في معترك الروايات المنقوصة أو المنقولة بلا توثيق، لافتًا إلى أن المفارقة تكمن في أن بعض من يتحدثون اليوم بلغة البطولات داخل دوائر صنع القرار، يظهرون لاحقًا بصفة الضحية عند فتح ملفات المكاشفة وجرد الحسابات.
وبيّن الدبارات أن السرديات تشهد تحولات لافتة بين مسؤول حالي يسعى إلى التمدد في موقعه، ومسؤول سابق يتطلع إلى العودة للأضواء عبر ما وصفه بـ“بطولات كرتونية”، في حين يبقى الخاسر الحقيقي في معادلة المكاسب والمناصب هو الوطن ذاته.
وأضاف أن القضايا الوطنية التي تمس الشارع الأردني باتت تُدار ضمن مسارين؛ الأول يخص من خرجوا من دائرة الدولة، والثاني يخص من فقدوا حاضنتهم الشعبية، ليجد بعضهم نفسه ينتقل من دور المشاكس إلى حالة الساعي للعودة إلى المشهد العام، بعيدًا عن كواليس الدولة ومصالحها العليا.
وختم الدبارات حديثه بالتأكيد على أن قراءة الواقع الماضي والحاضر تكشف عن مشهد وصفه بـ“كريم مفضوح وفارس مذبوح”، داعيًا إلى صون الذاكرة الوطنية، واحترام الحقيقة، والابتعاد عن السرديات التي تسيء إلى الوعي العام وتحمّل الوطن كلفة أخطاء الأفراد.