ابتكار أردني لإنقاذ الأرواح بلا غسيل كلى .. من يتبناه؟

mainThumb
ابتكار أردني لإنقاذ الأرواح بلا غسيل كلى.. من يتبناه؟

13-12-2025 06:22 PM

printIcon
  • تطوير نموذج أولي لكلية صناعية

    - الطرايرة: الابتكار الصحي استثمار وطني لا ترف

    - قلة الإمكانيات.. التحدي الأصعب

    أخبار اليوم - في وقت تتزايد فيه أعداد مرضى الفشل الكلوي وتتضاعف الأعباء الصحية والاقتصادية المرتبطة بجلسات غسيل الكلى يبرز ابتكار أردني واعد يقوده الباحث والمبتكر أسامة الطرايرة يتمثل في تطوير نموذج أولي لكلية صناعية تهدف إلى إنقاذ حياة المرضى وتحريرهم من الاعتماد اليومي على الغسيل الكلوي.

    هذا الابتكار انطلق من معاناة إنسانية واقعية، حيث يحمل أبعادا علمية وصحية واقتصادية، لكنه يقف اليوم عند مفترق طرق، حيث يصبح الدعم والتبني العامل الفاصل بين فكرة باقية في المختبر، وإنجاز وطني قادر على إحداث فرق حقيقي.

    وفي هذا السياق، أكد المبتكر والباحث الأردني أسامة الطرايرة في مقابلة مع "الرأي"، أن الابتكار الحقيقي لا يولد في المختبرات فقط، بل في لحظات المواجهة المباشرة مع معاناة الإنسان، مشددا على أن دعم البحث العلمي والابتكار الصحي لم يعد خيارا، بل ضرورة وطنية تمس صحة المواطنين واقتصاد الدولة ومستقبلها.

    وأوضح أن ابتكاره الحالي يتمثل في نموذج أولي لكلية صناعية تهدف إلى إنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي، وتحريرهم من الاعتماد الدائم على جلسات غسيل الكلى المرهقة، مشيرا إلى أن فكرة الابتكار ولدت من واقع إنساني مؤلم شاهده عن قرب.

    وقال "رأيت حجم التعب الذي يعيشه مرضى الغسيل الكلوي، وكيف تصبح حياتهم معلقة بجهاز وساعات انتظار وألم متكرر، عندها سألت نفسي : لماذا لا نصنع حلا فعليا يغير حياتهم، لا مجرد مسكن مؤقت".

    وبين الطرايرة أن المشكلة الأساسية التي يسعى ابتكاره لمعالجتها لا تقتصر على الجانب الطبي فقط، بل تمتد إلى الوقت والكرامة الإنسانية والقيود القاسية على حياة المرضى، فأي ابتكار لا ينعكس مباشرة على حياة الإنسان لا يمكن اعتباره ذا قيمة حقيقية.

    وحول مراحل تطوير الابتكار، أشار إلى أنه بدأ من الفكرة، ثم انتقل إلى نموذج مخبري، وصولا إلى القياسات والتجارب، معتبرا أن أصعب محطة لم تكن تقنية بقدر ما كانت نفسية، وهي إقناع نفسك بالاستمرار رغم قلة الإمكانيات، لكن الإيمان بالفكرة وبأثرها غلب كل شيء.

    وأكد الطرايرة أن دراسته في الأحياء والتكنولوجيا الحيوية شكلت الأساس العلمي للمشروع، فيما ساعدته خبراته العملية السابقة في مؤسسات صحية مختلفة على فهم احتياجات المرضى الحقيقية بعيدا عن التنظير، مشددا أن المريض ليس رقما على ورق، بل إنسان له حياة تنتظر الحل.

    وعن تقييمه لواقع الابتكار في الأردن، شدد الطرايرة على أن المملكة تمتلك عقولا شابة قادرة على الإبداع والمنافسة، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في ضيق المساحة المتاحة أمام هذه العقول، لافتا إلى أن الأردن بدأ يتغير في هذا الملف، لكن الطريق لا يزال طويلا ويحتاج إلى تسريع حقيقي.

    وكشف عن أنه لم يتلق أي دعم حتى الآن، موضحا أن ما يحتاجه الشباب المبتكرون ليس إجراءات معقدة أو وعودا مؤجلة، بل بيئة حاضنة تقوم على ثلاث ركائز أساسية، هي الفرصة، الثقة، والتشجيع الحقيقي على الاستمرار.

    وأكد الطرايرة أن الابتكار ليس ترفا أو كماليات، بل ركيزة من ركائز التنمية، وهو صحة، واقتصاد، وسمعة وطن، وأحيانا دعم فكرة واحدة قادر على نقل بلد كامل إلى مستوى مختلف.

    وفي حديثه عن اكتشاف المبدعين في المدارس والجامعات، إعتبر أن المبدع ليس بالضرورة المتفوق أكاديميا فقط، بل صاحب السؤال المختلف والفكرة غير المألوفة، ويجب أن نقول له أكمل واستمر.

    وحول الأثر المتوقع لابتكاره في حال تبنيه، أكد أنه سيسهم في تقليل معاناة الاف المرضى، وتخفيف عبء اقتصادي كبير عن الدولة، إلى جانب ترسيخ صورة الأردن كدولة منتِجة للتكنولوجيا الصحية لا مستهلكة لها فقط.

    وختم الطرايرة حديثه بالتأكيد على حلمه الشخصي والوطني، قائلا "حلمي أن أرى هذا الابتكار واقعا حيا، وأن يكون للأردن موقع واضح على خريطة الابتكار الصحي عالميا، وأنا جزء من هذا التغيير".
  • (الرأي - سائدة السيد)