ماذا يعني اغتيال رائد سعد لمسار التهدئة في غزة؟ محلل سياسيّ يُجيب

mainThumb
ماذا يعني اغتيال رائد سعد لمسار التهدئة في غزة؟ محلل سياسيّ يُجيب

14-12-2025 07:56 PM

printIcon

أخبار اليوم - رأى المحلل السياسي د. إياد القرا أن اغتيال القائد في كتائب عز الدين القسام رائد سعد يشكّل تحولًا خطيرًا في مسار التعامل الإسرائيلي مع اتفاق وقف إطلاق النار، ويؤسس عمليًا لمرحلة جديدة من سياسة الاغتيالات الممنهجة، بما يقوض أي التزام فعلي بالتفاهمات القائمة.

وأوضح القرا، عبر منصته على "تليجرام"، أن الاحتلال لا يتعامل مع التهدئة بوصفها نهاية للحرب، بل كمرحلة عملياتية مختلفة تُدار فيها المواجهة بأدوات أقل صخبًا وأكثر دقة، وعلى رأسها الاغتيالات والاستهدافات الانتقائية، مشيرًا إلى أن اغتيال سعد يمثل كسرًا واضحًا لقواعد الاشتباك التي يفترض أن تحكم فترة ما بعد الاتفاق.

وأضاف، أن الهدف الأساسي من هذه السياسة يتمثل في ترسيخ شرعية الاستهدافات، وتحويلها إلى أداة دائمة لإدارة الصراع بدل كونها إجراءً استثنائيًا، بما يسمح للاحتلال بالحفاظ على زمام المبادرة الميدانية دون تحمل كلفة سياسية مباشرة.

وبيّن القرا أن الاحتلال يسعى من خلال الاغتيال إلى استدراج المقاومة لرد فعل محسوب، يتم استثماره سياسيًا وإعلاميًا لتصويرها كطرف أنهى الاتفاق، وإعادة تحميلها مسؤولية انهيار التهدئة أمام المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن محاولة مقصودة لإعادة ضبط قواعد الاشتباك دون إعلان رسمي عن انهيار التفاهمات، بما يتيح للاحتلال هامش مناورة واسعًا، ويجنبه تبعات سياسية وقانونية مباشرة.

وأضاف القرا، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يوظف التصعيد وتوسيع دائرة الخروقات كرسالة استباقية قبيل أي تحرك سياسي باتجاه واشنطن، في محاولة لفرض وقائع ميدانية جديدة، وتعزيز موقعه التفاوضي.

كما لفت إلى أن هذا التصعيد يخدم نتنياهو على الصعيد الداخلي، في ظل أزماته السياسية المتلاحقة، ومساعيه الدائمة لإعادة ترميم صورته الأمنية أمام الرأي العام الإسرائيلي.

وأكد على أن الاحتلال يراهن على انتزاع غطاء أمريكي يسمح له بمواصلة سياسة الاغتيالات والتصعيد في المرحلة المقبلة، ضمن واقع أمني جديد تُفرغ فيه التهدئة من مضمونها، وتتحول إلى حالة هشّة بلا ضمانات حقيقية.

وفي وقت سابق، نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، القائد في مجلسها العسكري العام رائد سعيد سعد (أبو معاذ)، قائد ركن التصنيع العسكري، الذي استشهد يوم السبت الماضي إثر عملية اغتيال نفذها جيش الاحتلال في مدينة غزة.

وقالت الكتائب في بيان عسكري، يوم الأحد، "نزف رجلاً من رجالاتنا الكبار، وقائداً من قادة مجلسنا العسكري العام: الشهيد القائد/ رائد سعيد سعد "أبو معاذ"، قائد ركن التصنيع العسكري، الذي ارتقى مع عدد من إخوانه المقاومين بعملية اغتيال جبانة نفذها العدو أمس، في خرقٍ فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار".

وحملت القسام الاحتلال مسؤولية التصعيد المستمر وعمليات الاغتيال، مؤكدة أن استهداف القادة والمقاتلين، إلى جانب الاعتداءات المتواصلة على قطاع غزة، يمثل تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء.

وقالت، "إن العدو النازي باغتياله لقادتنا وأبناء شعبنا، وعدوانه اليومي والمتواصل على أهلنا في مختلف مناطق قطاع غزة قد تجاوز كل الخطوط الحمراء، وهو يضرب بعرض الحائط "خطة ترامب".

كما وحمّلت القسام، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء مسئولية هذه التجاوزات الخطيرة، وهذه العربدة المتكررة بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته والقادة، مضيفة: "إن حقنا في الرد على عدوان الاحتلال مكفول، ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا بشتى الوسائل".

وفي السياق، أعلنت القسام أنها كلفت قائدًا جديدًا لتولي المهام التي كان يشغلها سعد، مشددة على أن مسيرة العمل العسكري لن تتوقف، وأن سياسة الاغتيالات لن تنال من قدرتها على الاستمرار.