(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)

قال الخبير الاقتصادي منير دية إن حجم إنفاق الأردنيين على السياحة الخارجية، والذي يُقدَّر بنحو ملياري دولار سنويًا، يحتاج إلى مراجعة دقيقة وتدقيق معمّق، خاصة في ظل الزيادة السنوية المتواصلة التي تتراوح بين 5 و10 بالمئة، ما يفرض التساؤل حول الأسباب والدوافع التي تقف خلف هذا الارتفاع.

وأوضح دية أن المنافسة السياحية في الإقليم تشهد تصاعدًا ملحوظًا عامًا بعد عام، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في السياسات السياحية المحلية، بما يضمن استفادة الاقتصاد الوطني وقطاع السياحة الداخلية من هذه الأرقام الكبيرة، بدل استمرار تسربها إلى الخارج.

وأشار إلى أن ما يقارب مليار ونصف دينار تُنفق سنويًا خارج الأردن، وهو ما يعني ضياع فرص اقتصادية حقيقية كان يمكن أن تنعكس إيجابًا على قطاعات واسعة داخل المملكة، مؤكدًا ضرورة مراجعة أسعار المنتج السياحي المحلي والعروض المقدّمة، بحيث تتناسب بشكل أكبر مع قدرة المواطن الأردني الشرائية.

وبيّن دية أن توفير منتج سياحي داخلي بأسعار تفضيلية وتنافسية من شأنه أن يجعل السياحة الداخلية أكثر جاذبية وقادرة على منافسة الوجهات الخارجية، لافتًا إلى أن استقطاب جزء من هذا الإنفاق لصالح الداخل سينعكس مباشرة على قطاعات النقل البري والجوي، ومكاتب السياحة، والمطاعم، والفنادق، إضافة إلى دعم الأيدي العاملة الأردنية العاملة في هذا القطاع.

وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب إعداد سياسات واضحة ومتكاملة تمكّن السياحة الداخلية من استقطاب أكبر عدد ممكن من الأردنيين، بما يسهم في الحد من ارتفاع الإنفاق الخارجي، ويعزز دور قطاع السياحة في دعم الاقتصاد الأردني بشكل عام.