موت بطيء ومعاناة صامتة .. شتاء غزة يفاقم مأساة جرحى الحرب

mainThumb
موت بطيء ومعاناة صامتة.. شتاء غزة يفاقم مأساة جرحى الحرب

17-12-2025 09:37 AM

printIcon

أخبار اليوم - مع دخول فصل الشتاء وما يحمله معه من ظروف صعبة في غزة ما بعد الحرب، تتفاقم معاناة الجرحى وتزداد آلامهم وأوجاعهم، في ظل برد قارس وأمطار غزيرة وغياب لأدنى مقومات الرعاية الطبية، مع منظومة صحية شبه منهارة.

ويجد عشرات الآلاف من الجرحى في غزة أنفسهم محاصرين بين جروح لم تلتئم وظروف معيشية قاسية تهدد حياتهم، وسط مناشدات ودعوات لضرورة فتح معبر رفح لتمكينهم من السفر وتلقي العلاج خارج القطاع.

معاناة مستمرة

الجريح محمد بلال (21 عاماً) أصيب قبل 6 أشهر برصاصة في أسفل ظهره خلال محاولته الحصول على مواد غذائية لإطعام عائلته، ومنذ ذلك الحين يعاني الأمرين بسبب الآلام الشديدة وصعوبة تمكنه من الحركة.

يقول بلال لـ "فلسطين أون لاين" إن معاناته ازدادت بشكل كبير مع دخول فصل الشتاء، وأصبح يشكو من أوجاع شديدة تجعله عاجزاً عن النوم طوال الليل، دون أن تجدي بعض المسكنات التي يحصل عليها نفعاً.

ويضيف: "برودة الطقس والعيش داخل خيمة بالية وسط ظروف صعبة في منطقة مواصي خان يونس، كلها عوامل زادت من شعوري بالألم بطريقة أكبر بكثير مما كان عليه الحال في فترة ما قبل حلول فصل الشتاء".

ويشير الشاب بلال إلى أن ذلك كله يتزامن مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية لحالته، إذ يكتفي الأطباء بإعطائه بعض المسكنات التي لا تخفيف ولو قليلاً من آلامه.

أما الجريح عبد اللطيف العرقان (45 عاماً)، فيعاني بدوره من كسور في منطقة الذراعين، وينتظر منذ أكثر من عام السفر إلى خارج غزة لتلقي العلاج اللازم في إحدى المستشفيات العربية.

ويتفق العرقان مع سلفه في أن المعاناة تصبح أشد بالنسبة للجرحى في فصل الشتاء، ليس بسبب البرد الشديد فقط؛ بل كذلك بفعل الظروف الصعبة الناجمة عن دخول فصل الشتاء وغياب أدنى مقومات الحياة سواء داخل الخيام أو المراكز الطبيعة التي يتلقون فيها العلاج.

ويشير العرقان لـ"فلسطين أون لاين" إلى أنه عملية التعافي والتئام الكسور في يديه تأخرت كثيراً بفعل البرد القارس والواقع الصعب الذي يعيه مع أسرته داخل خيمة، بالتزامن نقص الأدوية والمستلزمات الضرورية التي يمنع الاحتلال إدخالها لغزة.

واقع مأساوي

من جانبه، حذر الدكتور ماهر شامية وكيل مساعد وزارة الصحة، من تفاقم معاناة الجرحى في فصل الشتاء، مؤكداً أن واقع مصابي الحرب مأساوي جداً وبحاجة مُلحّة لمساعدتهم وتوفير أدنى المقومات لهم في رحلة التعافي.

وقال شامية لـ"فلسطين أون لاين": "في الأوضاع الطبيعية يتأثر الجرحى بانخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، لكن مع ظروف غزة الحالية فإن المعاناة أكبر بكثير وقد اجتمعت عدة عوامل في وقت واحد عليهم".

وأوضح شامية: "غالبية الجرحى في غزة يعيشون داخل خيام لا يمكنها أن تقيهم من البرد الشديد وتتسرب إليها المياه الأمطار الملوثة بالصرف الصحي وتتبلل أغطيتهم، وهو ما يزيد من صعوبة الواقع الذي يعيشونه".

وفيما يتعلق بعملية التعافي في هذه الظروف يلفت شامية إلى أن "المياه الملوثة تتسبب في العادة بالتهابات خطيرة للجرحى، الأمر الذي ينتج عنه أمراض خطيرة وصعوبات في الشفاء أو التئام الجروح".

وبحسب شامية فإن المعاناة تمتد إلى داخل ما تبقى من مستشفيات عاملة في غزة، يرقد فيها عدد كبير من الجرحى، إذ تسببت الأمطار الغزيرة بتسرب كميات كبيرة من المياه إلى داخل تلك المستشفيات الأمر الذي فاقم من معاناة المصابين.

وقال شامية في هذا الصدد: "فوجئنا بتسرب المياه الملوثة إلى بعض الأقسام في مستشفى الشفاء، كما غرقت بعض النقاط الطبية، والمتضرر الأول من ذلك كله كان الجرحى والمصابين، في وقت لا يسمح الاحتلال بإدخال المواد اللازمة لترميم وتأهيل تلك الأقسام ولو بالحد الأدنى لضمان عدم غرقها بالمياه".

 فلسطين أون لاين