(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)
قال النائب السابق الدكتور محمد أبو هديب إن التفاف الأردنيين بكل أطيافهم ومشاربهم خلف المنتخب الوطني يعكس حقيقة راسخة مفادها أن الشعب الأردني شعب محب لوطنه، عاشق للأردن، ومستعد دائمًا لبذل الغالي والنفيس في سبيله، معتبرًا أن هذا المشهد الوطني يشكّل دلالة واضحة على وعي الأردنيين وصدق انتمائهم.
وأوضح أبو هديب أن ما قاله الشهيد وصفي التل عن الأردنيين ما زال حاضرًا، فالشعب الأردني من أحسن العرب، ويحب الصدق والفعل الحقيقي المدفوع بالغيرة الوطنية، مشيرًا إلى أن الشباب الأردني في المنتخب الوطني يجسّد هذا المعنى، رغم قلة الإمكانيات وضعف البنية التحتية الرياضية مقارنة بدول أخرى، ورغم غياب الملاعب والأكاديميات التي تتوافر في دول عربية غنية أو حتى أقل ثراءً.
وبيّن أن هذا الجيل من اللاعبين يحمل انتماءً صادقًا ورغبة حقيقية في رفع اسم الأردن وعلمه عاليًا، الأمر الذي يدفع الأردنيين طبيعيًا إلى الالتفاف حوله، لافتًا إلى أن الأردنيين شعب وُلد من رحم الأزمات والصعاب، ويحب المخلصين والصادقين كما يحب الجيش العربي والأجهزة الأمنية لأنهم يقدمون أرواحهم فداءً للوطن.
وأضاف أن المنتخب الوطني يقوم بدوره بروح قتالية ورجولة واضحة، ويتحمل لاعبوه الإصابات والتضحيات، كما حدث مع اللاعب يزن النعيمات، رغم الفرص الاحترافية والعقود الكبيرة التي قد تكون بانتظارهم، مؤكدًا أن هؤلاء اللاعبين يضعون اسم الأردن فوق كل اعتبار.
وتساءل أبو هديب عن أسباب عجز بعض السياسيين والحكومات عن كسب ثقة الشارع الأردني، معتبرًا أن الإجابة واضحة وتكمن في الأداء والنوعية، إذ إن الأردنيين يحبون الفعل قبل القول، ويقدّرون الصدق والإخلاص، فيما لم ينجح كثير من السياسيين في ترسيخ هذا الشعور، باستثناء قلة خلدهم التاريخ بإنجازاتهم ووطنّيتهم العالية.
وأشار إلى أن مشهد حضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بين الجماهير في المدرجات شكّل حالة استثنائية من التواضع والقرب، ومنح اللاعبين دافعًا معنويًا كبيرًا، مؤكدًا أن المنتخب اليوم يرفع الروح المعنوية للشعب، ويخفف من الإحباط، ويملأ الأجواء بطاقة إيجابية يحتاجها الأردنيون في مختلف مناحي الحياة.
وختم أبو هديب بالتأكيد على ضرورة أن تدرس الدولة العميقة هذه الظواهر الوطنية بجدية، لفهم أسباب تراجع الثقة بالحياة السياسية، والالتفات إلى الشباب الواعي المنتمي، وإبعاد الفساد الإداري والمالي، ودفع الكفاءات الصادقة إلى مواقع المسؤولية، معربًا عن ثقته بأن الشباب الأردني، بقيادته الهاشمية، قادر على بناء الأردن ورفع اسمه عاليًا في المرحلة المقبلة.