جمال الدويري
حمد الدبيخي يعلل خسارة المنتخب السعودي بنصف نهائي كأس العرب بعدم التحضير النفسي للمواجهة.
بعكس المنتخب الأردني الذي كان تحضيره النفسي أفضل.
يا حمد...
يا رجل، انت بتسولف جدّ؟
معقول هاظ تحليل وتعليل رياضي منطقي معقول؟
ويسوق الدبيخي أمثلة ومبررات لزعمه النفسي: فشل خط الوسط السعودي بالاستلام والتسليم، ولا يريد الاعتراف بأن الاغلاق المحكم للمساحات الذي أتقنه النشامى هو الذي أفسد على الأشقاء السعوديين خططهم ومحاولاتهم للوصول الى الثلث الأخير للملعب.
عمّ دبيخي، وكيف يكون لفريق عريق قوي مثل السعودي ان يتعثر ويخرج من البطولة لفشله بالتحضّر نفسيا؟
وماذا يقول المنتخب الأردني إذًا، وهو المصدوم والمتألم حتى ثنايا الوجدان وزوايا الروح بإصابة زميلهم وعماد هجومهم الصريح الوحيد يزن النعيمات، شافاه الله، إضافة الى حضورهم أصلا للبطولة بدون غالب تشكيلتهم الأصلية الضاربة، مثل التعمري، يزن العرب، ابو النادي وغيرهم من أعمدة فريقهم الفاعلة.
صحيح أن الأردنيين قد لعبوا بحرارة وحماسة وفعالية أكثر وأنجع، ودعني أقول يا حمد، بأنهم قاتلوا لوطن يدفعهم ويرفع من عزمهم وعزيمتهم وتحفيزهم، وأجادوا الأداء وحصلوا على العلامة الكاملة حتى الآن، وبشكل مشرف ومحترف لا يُنازع، وقد عطّلوا بذلك الآلة السعودية فوق البساط الأخضر، وأفشلوا نجاعة هجومهم حتى عجزوا عن التسجيل، وحسم المباراة، لكن هذا لا يمكن ان يأتي بنفسيات اللاعبين، او مجسات الاداريين الوجدانية، بل بالتفاوت المتراكم للقدرات الفعلية للاعبين المتنافسين، رغم ان المردود المالي والامتيازات والراحة العامة للأشقاء تفوق بفراسخ ضوئية تلك المتاحة للحالة الرياضية الأردنية ولا تنافسها او تقترب منها بالمطلق.
وهنا نخلص الى:
أولا، ان المال وحده لا يصنع النجاح الكروي، رغم انه للموضوعية، يرفده ويساعده.
ثانيا، التحضير النفسي مهم، ولكنه ليس العامل الحاسم المفضي للنجاح وإيجابية النتائج.
ثالثا، ولا أريد هنا أن أفشي سرا، لأن الجميع، من مختصين ومتابعين والضالعين بعمق بالشأن الكروي، باتوا يدركون بأن الروح القتالية والمثابرة الشخصية والأداء الجماعي والاندفاع الوطني لممثلي الكرة الأردنية من إتحادها الى جامع كراتها، الى التخطيط الممنهج السليم للغد الكروي، هي العوامل المسؤولة عن نجاحنا وتفوقنا وطول باعنا في السنين الأخيرة والمستقبل إن شاء الله.
وما نجاح المدرب الأردني القدير جمال السلّامي باللعب الناجح بلاعبي الدكة، وشبيبة المنتخب، لدليل آخر لتخطيط سليم ومسار تعبوي ناجع ومبشر على صحة التوجه الذي تقوده الإرادة والنزعة الوطنية للنجاح وتمثيل الأردن العظيم، المتواضع الامكانيات المادية، والبنية التحتية الرياضية العامة، بتفائل مبرر وآمال عريضة لمستقبل الكرة الأردنية إن شاء الله.
ومما يريح النفس ويحفز العمل، فزنا إن شاء الله، أو أخفقنا لا سمح الله، يوم الخميس القادم، فقد علق الأردنيون الجرس الكروي في الاقليم، بل ان تأهلهم المباشر كأول العرب لتظاهرة الكرة العالمية في ٢٠٢٦ لأوضح وأعمق الإشارات المقنعة، بأن عصرا ذهبيا واعدا بانتظار الكرة الأردنية، وشبابنا المتعطش للنجاح والإنجاز ومنصات التتويج الكروي الاقليمي والدولي، دون أن نغفل ما وصل اليه الأردنيون من نجاحات وألقاب في مجالات أخرى مثل الرياضات القتالية، وكرة السلة وغيرها.
باختصار...الأردنيون قادمون.