أسد الأطلس بالمغرب .. حكاية زئير يمتد لآلاف السنين

mainThumb

28-01-2023 10:56 AM

printIcon

آخر مرة شوهد فيها أسد الأطلس في الطبيعة بالمغرب كان في أربعينيات القرن العشرين، إذ التُقطت له صورة من إحدى الطائرات الفرنسية وهو يمشي وحيدا بفروه الأسود المميز، وسط ثلوج جبال الأطلس، وفق الروايات المتداولة.

وفي كانون الأول 2022، أعلن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب اكتشاف بقايا عظمية لأسد الأطلس داخل مستويات أركيولوجية يعود تاريخها إلى أكثر من 100 ألف سنة.

هذا الاكتشاف أضيف إلى اكتشافات أخرى لبقايا عظمية في مواقع متنوعة… تحكي جميعها حكاية زئير يمتد لآلاف السنين، وتُعرض هذه الحكاية للمرة الأولى في معرض مفتوح أمام الجمهور والمتخصصين في الحديقة الوطنية للحيوانات بالعاصمة الرباط، والتي تحتضن عشرات الأسود وترعاها في إطار برنامج حماية أسود الأطلس في البلاد.




اكتشافات أحفورية
في مدخل الحديقة التي افتتحت بحلّتها الحديثة قبل 11 عامًا، يستقبل الزوارَ مجسّمٌ ضخمٌ لأسد الأطلس الذي يُعد رمز المكان. وغير بعيد عن المدخل، خُصص فضاء مجاني لمعرض عن اللقى الأثرية لهذا الصنف من الأُسود يستمر حتى أبريل/نيسان المقبل.

والمعرض هو الأول من نوعه في المغرب، إذ تم تجميع اللقى العظمية الأحفورية التي تعود إلى أسد الأطلس في مكان واحد، وعرضها للعموم لكي يتعرفوا على هذا الحيوان النادر وعلى تاريخه الممتد لآلاف السنين.

ومكّنت هذه البقايا العظمية التي يعود تاريخها إلى نحو 110 آلاف سنة من التعرّف بشكل أكثر دقة على أسد الأطلس الذي يقترب من شكله الحالي، بحسب بوزوكار.

وقبل ذلك، اكتشف علماء آثار عظاما متحجّرة في موقع أهل الغلام بمدينة الدار البيضاء، يعود تاريخها إلى مليونين ونصف المليون سنة، نُسبت إلى نوع دينوفيليس، الذي يمكن أن يشكل سلفا للأسد.

 

انقراض من الطبيعة

 

تعرض أسد الأطلس للصيد العشوائي، خصوصا في فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب (1912-1956)، إذ كان الصيادون يصطادونها للظفر بفروها وجلدها ولتهريبها إلى دول أوروبا، إلى أن اختفى هذا الحيوان من الوسط الطبيعي، ولم تتبقَّ منه إلا أعداد محدودة جدا في حديقة الحيوانات الخاصة بالقصر الملكي في الرباط. وأصبح أسد الأطلس جزءا من شعار المملكة المغربية الذي اعتُمد عام 1957، ويتكوّن من درع وتاج تعلوه نجمة خماسية يحيط بها أسدان.

 

 

برنامج حماية أسد الأطلس

في بداية السبعينيات، نُقلت جميع حيوانات الحديقة الملكية، بما فيها أسود الأطلس، إلى حديقة الحيوانات الوطنية بالرباط، التي يشكل حماية الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض إحدى مهامها الرئيسية.

يقول الطبيب البيطري في الحديقة زيد الدين محمود إن المجموعة التي حصلت عليها حديقة الحيوانات من القصر الملكي تنقسم إلى عائلتين تكاثرتا داخل الحديقة بشكل منفصل، من دون أن تختلط أي منهما مع أي عناصر دخيلة.

وكانت إدارة حديقة الحيوانات في الرباط قدمت للزوار في فبراير/شباط الماضي 5 أشبال لأسود الأطلس ولدوا في الحديقة عام 2021. وترعى الحديقة هذه الأسود وفق برنامج حماية يقوم على الحفاظ على صحة هذا النوع من السنوريات (القططيات) وإدارة معقلها لتكاثرها.

وعن العناية الصحية، يقول محمود إن معالجي الأسود يسهرون يوميا على التكفّل بغذائها ونظافة مكان إقامتها وتتبع صحتها، مشيرا إلى أن الأشبال تتلقى منذ شهرها الثالث اللقاحات الضرورية للوقاية من الأمراض المعدية التي تصيب السنوريات والطفيليات، وتخضع كل مجموعة لفحص دوري وسنوي.

ويشير إلى أن المساحة المحدودة داخل حديقة الحيوانات تفرض تقنين تكاثر الأسود، ويتم ذلك إما بعزل الذكور عن الإناث، وإما بتدخل هرموني، مضيفا "نقوم بهذا الأمر حتى نحافظ على قطيع من 30 إلى 40 فردا".

 

- الجزيرة نت