الحسين للسرطان: دراسة نوعيّة حول الإعتلالات الجينيّة الموروثة لدى مرضى السرطان الأردنيين والعرب

mainThumb

07-06-2023 11:25 AM

printIcon

قدّم باحثون من مركز الحسين للسرطان ورقة بحثية في غاية الأهمية في المؤتمر الأمريكي للأورام والمنعقد حالياً في مدينة شيكاغو الأمريكية بعنوان: "التطبيق السريري للاعتلالات الجينية الموروثة لمرضى السرطان الأردنيين والعرب". وتُعد هذه الدّراسة، والتي تحمل الاسم (JO.ECAG) من أضخم الدراسات العالمية، والأكبر على مستوى المنطقة العربية. حيث قام الباحثون بدراسة أنماط الاعتلالات الجينية لدى (3313) مريضاً أردنياً وعربياً، والذين كانوا شُخّصوا بإصابتهم بأورام سرطانية مُختلفة خلال العامين المنصرمين، مثل: سرطان الثدي، والمبيض والقولون والبروستات وغيرها.


وقد صرّح د. عاصم منصور، مدير عام مركز الحسين للسرطان:" بأنّ تشخيص وعلاج مرض السّرطان يشهد هذه الأيام ثورة حقيقية من خلال تبني استراتيجية الطب الدقيق، الذي يستند إلى معرفة الطبيعة الجينيّة لكل ورم، وتصميم علاج دقيق وموجّه يعمل على خصائص هذه الطفرات الجينيّة". مُضيفاً: " نحنُ في مركز الحسين للسرطان نواكب هذا التطور الهائل في العلاج الموجّه من خلال توفير هذه الرعاية الطبية لمرضانا لما يعود عليهم بالفائدة ولتحقيق نسب شفاء أعلى من ذي قبل". وأثنى د. منصور على جهود الفريق البحثي المميزة والذي قام على هذه الدراسة، والتي اعتبرها حجر الزاوية في فهم الطبيعة الوراثية للسرطان في الأردن والمنطقة وبالتالي هذه الدراسة ومثيلاتها ستسهم في توفير العلاج الأمثل لكل مريض بشكل خاص وفقاً لخريطته الجينيّة.


وقال الأستاذ الدكتور حكمت عبد الرازق، رئيس قسم الأورام والمدير الطبي في مركز الحسين للسرطان، والباحث الرئيس للدراسة، بأن هذه الدراسة أظهرت أن نسبة الإعتلالات الجينية الموروثة لدى عينة الدراسة من جميع الفئات العمرية فوق (18) عاماً، ودون اعتبار لتاريخهم أو تاريخ أُسرهم المرضي تُقارب ( 13%)، أي أن مريضاً واحداً من بين ثمانية يحمل طفرة جينية موروثة، وبيّنت الدراسة أن هذه النسبة تزيد عن (25%) لدى المريضات اللواتي يعانين من سرطان المبيض، أيّ أن مريضةً واحدةً من بين أربع تحمل الاعتلال الجيني. وأشار إلى أن مرضى السرطان الذين يحملون هذه الاعتلالات الجينية بإمكانهم توريثها إلى الأبناء: ذكوراً وإناثاً، ومن ثمّ اصابتهم بأمراض السرطانات المختلفة، كسرطان الثدي والمبيض والقولون والبنكرياس وبأعمارٍ مبكرة نسبياً. وشدّد على ضرورة الكشف عن هذه الطفرات الجينية وإمكانيّة تفادي إصابة المريض نفسه بأورام سرطانية أخرى وإمكانية تجنّب وتقليل فرص خطر إصابة الأبناء والأحفاد بهذه السّرطانات.


من جهة أخرى أعرب أ.د. عبد الرازق عن أهمية تشخيص هذه الاعتلالات الجينية لدى الإصابة ببعض الأورام السرطانية كسرطان الثدي والمبيض والبنكرياس، ولأهميتها في اختيار العلاجات الموجّهة والمناعيّة الأكثر فاعلية في علاج السرطان عند المريض نفسه. وأفاد بأنّه يتم فحص الاعتلالات الجينية لدى مرضى السرطان ثم عند ذويهم من الدرجة الأولى بأخذ عينة دم إعتيادية كالتي يتم سحبها عند إجراء أي فحص مخبري آخر. وأوضح بأن عمل مثل هذه الفحوصات متوفّر في مركز الحسين للسرطان، إضافة لتوفرعيادات متخصصة للاستشارات الجينية السريرية للمرضى وذويهم، حيث يقوم أطباء وخبراء المركز بمناقشة الحاجة لإجراء الفحص الجيني وتداعيات النتائج الإيجابية لديهم، كما ويقوم المركز بتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لهؤلاء المرضى وذويهم عند الحاجة لذلك.