ما الذي قصده “الخصاونة” في “مصارحة” الكرك؟

mainThumb

16-07-2023 10:12 AM

printIcon

لماذا قالها رئيس وزراء الأردن الدكتور بشر خصاونة بالصيغة المباشرة عندما حاول “طمأنة” الشارع الطلابي مجددا على موقف “المنظومة الأمنية” من عملية التحديث السياسي والعمل الحزبي؟

صحيح أن سؤال “الصيغة والعبارة” طرح فور نقل ونشر جوهر الحوار الذي أداره الخصاونة صباح السبت مع الجمهور في جامعة مؤتة جنوبي البلاد.

لكن أيضا إن السؤال ليس بالضرورة “تبريره”، فمحطة التحديث السياسي أصبحت مسارا إجباريا في المملكة لكل السلطات الدستورية والسيادية أيضا، وما خطط له الخصاونة على الأرجح “إظهار ذلك” بلغة مباشرة حتى تستطيع حكومته على الأقل تعديل تنفيذ واجباتها الإجرائية.

المناخ وسط الطلبة كان يميل إلى التشكيك

وعندما وصل الأمر إلى استفسار مباشر عن موقف المؤسسة الأمنية من العمل الحزبي، اختار الخصاونة تذكير الجميع بـ”لقاء صحافي نادر” عقده مدير المخابرات الحالي اللواء أحمد حسني بعد انتهاء نقاشات التحديث قبل عدة أشهر.

في ذلك اللقاء ليس سرا أن الجنرال حسني أبلغ بأن دائرة المخابرات تقف داعمة لخيارات العمل الحزبي ومسار تحديث المنظومة، ليس ذلك فقط، بل آنذاك أشار الجنرال بوضوح إلى أن المستوى الأمني حصل على الضمانات التي يحتاجها بالنقاشات.

عمليا، كان ما قاله حسني آنذاك بمثابة “نبأ سار” للجميع انطلقت بعده مسيرة العمل الحزبي الجديدة، خصوصا وأن الجنرال حسني معروف بمباشرته ووضوحه وعدم وجود “لهجتين”.

بكل حال ولأسباب لا تزال غامضة سياسيا قليلا، لجأ خصاونة إلى زرع اليقين في أذهان القطاع الشبابي الذي تركز عليه “الرؤية الملكية”، فسجل مفاجأة مباشرة لا يستوي معها الإفراط في التأويل والتخيل.

قال رئيس الوزراء وفقا للمنقول عن لقاء الكرك، إن مدير المخابرات العامة أكد دعم الدائرة لتحديث المنظومة السياسية .. “هذا التزام واضح وعلني للمنظومة الأمنية”.

وشرح رئيس الوزراء أن هناك إجراءات رادعة بحق كل من يحاول ثني الطلبة عن العمل الحزبي، مشيرا إلى أن طلبة المنح أيضا يمكنهم الانتساب إلى الأحزاب ولا يمنعهم القانون من ذلك.

ثم سجل خصاونة مفاجأة ثانية: قد نلزم طلبة المنح بالعمل السياسي.

تلك عمليا لغة “تأكيدية” تظهر أن الحكومة بصدد “تطوير الاستجابة” لتوجيهات ملكية مباشرة خلف الستائر أمرت فيما يبدو بتصويب الأخطاء ومعالجة المشكلات في مسارات التحديث وتأسيس مصداقية مختلفة أمام الشارع.

لكن المنظومة الأمنية في الواقع لا تحتاج إلى “تذكير أي حكومة” بالتزاماتها العلنية وغير العلنية.

وأغلب الملاحظات المتراكمة اليوم في مسارات التحديث الحزبي تراكمت عمليا بسبب النخب والمستشارين، وفي بعض الأحيان الوزراء، والأهم أن ما يوحي به “بوح الخصاونة” ولو نسبيا، هو أن المنظومتين الأمنية والسياسية معا في الالتزام وقد يكونان في سياق تبادل الخبرة والتعاون وهو أكثر الأنباء إثارة للبهجة من أسابيع طويلة بالنسبة إلى المخلصين الأوفياء لمسار التحديث السياسي.

التفاعل بين المستوى الأمني والحكومي خطوة مهمة، خصوصا إذا كان الهدف “تأكيد المؤكد الملكي سابقا” على أساس “اليقين” بأن المستقبل بات مرتهنا تماما بالعمل الحزبي ومسارات التحديث في المئوية الثالثة للدولة.

كلاهما- الجنرال حسني والخصاونة- يحاولان قول ذلك الآن في خطوة إنتاجية ملموسة ومطلوبة مرحليا ينبغي أن تتطور قريبا جدا بعودة كل المؤسسات إلى روحية “العمل الجماعي”، لأن الحكومة بعد الآن -أي حكومة- عليها القيام بواجبها أكثر من الاسترسال في التلميح لإعاقات في مسؤولية النظام الأمني وأكثر من التلاوم والتغطية على “التقصير”.

نشاط خصاونة وسط الشباب مؤخرا ملحوظ وديناميكي، ولا يوجد ما يدلل على أن المنظومة الأمنية تحاول عرقلته. ذلك الاستنتاج الأهم في بطن كلمات رئيس الوزراء بطلاب جامعة مؤتة في الكرك صباح السبت.
“القدس العربي”