التقاعس عن إرسال الأبناء لفترة الفاقد التعليمي .. بماذا يبرره أولياء الأمور؟

mainThumb

19-08-2023 11:09 PM

printIcon

مع التحاق طلبة المدارس الحكومية بصفوفهم إيذاناً ببدء الفصل الدراسي المبكر لهذا العام، وسعيا وراء استرجاع المعلومات وتقديم الفاقد التعليمي، "ارتأى" عدد من الأهالي عدم إرسال أبنائهم للمدرسة بحجة أن "الفاقد لا فائدة منه والعطلة كانت قصيرة بعض الشيء".

وكانت وزارة التربية والتعليم، قد أقرت نظام الفاقد التعليمي لسنوات مقبلة، في محاولة منها لتعويض طلبة في معظم الصفوف، جراء ما لحق بهم من تبعات "التعلم عن بعد إبان جائحة كورونا، والذي يأتي ضمن خطة الوزارة التنفيذية للتدخلات التعليمية لمعالجة الفاقد بالتعاون مع مشروع دعم التعليم والشباب الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)".

كما كانت الوزارة قد بينت، في تصريحات صحفية سابقة "أن الاستجابة لمشكلة الفاقد التعليمي جاءت من خلال إجراء دراسات وتقييمات تشخيصية وطنية، والتي من شأنها تعزيز تعلم الطلبة، وتمكينهم من الوصول إلى الأهداف المرجوة".
وزارة التربية والتعليم، أكدت أن أول يوم دوام فعلي للطلبة سيكون اليوم، وأنه يتم تخصيص برنامج خاص لمبحثي الرياضيات واللغة العربية، ما يحفز أولياء الأمور، وسيستفيد منه الطلبة بشكل واضح، عدا عن أن يومي 16 و17 آب (أغسطس) الحالي كانا مخصصين لتسليم الكتب المدرسية.
وعلى سبيل المثال، تقول والدة الطفل أحمد في الصف الثالث "إنها لا تنوي إلحاق ابنها في فترة الفاقد التعليمي، بحجة أن الفاقد للطلبة في الصفوف الأكبر فقط، وأن ابنها صغير وبحاجة إلى عطلة أطول، عدا عن أنه لن يجد متعة في دوام صفي من دون المباشرة بدراسة كتب الصف الثالث". كما ترى والدة أحمد، أن له أخوين كذلك في الصفين السابع والعاشر، ولا يرغبان في العودة المبكرة للدوام المدرسي، فهم جميعا ينتظرون أن تبدأ الدراسة الفعلية لصفوفهم ومن ثم الالتحاق بالمدرسة، خاصة وأنهم "يشعرون بعدم حاجتهم للفاقد التعليمي"، على حد تعبيرها.
وما بين متقاعس ومتحمس، تقول الخبيرة والاستشارية التربوية الدكتورة سعاد غيث "إن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة وحزم من قبل الأهالي، والأمر السليم هو الاستجابة لخطة وزارة التربية والتعليم المقررة التي تتضمن تعويض الفاقد التعليمي للطلاب، خاصة وأن هناك معلمين مجهزين ومدربين لكل تفاصيل هذه المرحلة والقيام بهذه المهمة".
ووفق غيث، "فإن الأصل هنا أن نعطي الفرصة لتنفيذ خطة الوزارة التي تهدف بالأصل إلى مصلحة الطلبة، لذا من المهم أن تتحول تلك القناعة إلى سلوك، ليقبلوا على هذه المرحلة بتفاعل ونشاط، وأن كل شيء له نهاية حتى الإجازة الصيفية سواء طالت أو قصرت".
وتؤكد، كذلك، أن ما أخذه الأبناء من إجازة كافية بالمجمل، وأنهم في هذه المرحلة بحاجة إلى كسب معارف ومهارات تساعد بالنمو السليم، وبالتالي من المنطق الاستجابة لطلب الوزارة وأن يكون أولياء الأمور عامل تشجيع للأبناء بالانطلاق للتعليم والحياة المدرسية.
ووفق غيث، فإن الإجازة الصيفية التي حصل عليها الأبناء في الفترة الماضية التحقوا فيها ببعض الأندية وجزء منها للترفيه والتسلية، ولكن فيها كذلك إضاعة للوقت في بعض الأمور الأخرى، لذلك من الأهمية العودة للمدرسة بنشاط وبما يساعد على تحسين مستوى الطلبة.
وكانت العديد من المدارس الحكومية قد تعمدت إعادة نشر بيان وزارة التربية والتعليم حول أهمية الدوام الفعلي للطلبة خلال هذه الفترة، من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعت الهيئات التدريسية، الأهالي، إلى ضرورة تحفيز أبنائهم للالتحاق بالدوام المدرسي والاستفادة من هذه الفترة الدراسية، ومحاولة تعويضهم عما يحتاجونه من إعادة المعلومات وترسيخها في العقول.
وعلى الرغم من حماس آمنة جيداوي لإرسال أبنائها الثلاثة إلى المدرسة في هذه الفترة، لأسباب عدة، إلا أن تقاعس باقي الأهل والطلبة قد يكون سبباً في امتناع الأبناء عن الذهاب دون باقي أقرانهم، ما جعل العائلة في مرحلة "ضبابية" لمدى أهمية الالتحاق بالمدرسة بشكل عام والاستجابة لطلب وزارة التربية والتعليم.
وتقول آمنة "أياً كانت الأهداف، أنا متحمسة لذلك، للتوقف عن إهدار الوقت خلال هذه العطلة، عدا عن رغبتي بأن يستفيد أبنائي في مراحلهم الدرسية المختلفة مما تقدمه المدرسة الآن من تسليم كتب، إعادة معلومات، وعودة النشاط للأبناء بعد فترة خمول كافية".
معلمة المرحلة الأساسية في إحدى المدارس الحكومية ألفت البقور، تقول إنه من الأهمية بمكان، أن يشجع الأهل أبناءهم على الالتحاق بهذه الفترة المهمة التي وجدت وزارة التربية أنها "ضرورية" سواء لطلبة المرحلة الأساسية أو الصفوف العليا.
وتقول البقور، إنها تنوي خلال هذه الفترة، كما بقية زميلاتها المعلمات، أن يكون هناك خطة مراجعة للأساسيات كافة للطلبة، وبخاصة طلبة الصفوف الثلاثة الأولى، التي فيها "الإفادة من الإعادة"، وأنها تنوي أن تقدم الكثير من المراجعة لمادتي اللغة العربية والرياضيات، عدا عن أنها ترى في هذه الفترة القصيرة فرصة للابتعاد عن روتين العطلة الذي قد يقتصر على شاشات الهواتف والتلفاز. ولكن ترى البقور، أن من الأفضل ألا يكون وقت الدوام للطلبة طويلا جداً، خاصة في ظل هذه الظروف الجوية الحارة، لتفادي "الحر"، وحتى لا يشعر الطفل بالملل مما يتم إملاؤه عليه من دروس، إلا أنها تعاود تأكيد أهمية الفاقد التعليمي.
وتتمنى البقور من الأهل الوقوف مع الأبناء في هذه الفترة، خاصة ممن قد يكون تعذر حصولهم على ما يحتاجونه من دروس بسبب ظروف طارئة للعائلات، ليأتي هذا الفاقد كنوع من الدعم والمساندة للطلاب، ويظهر على مستوى تحصيلهم الدراسي، خاصة وأن "وزارة التربية والتعليم لم تكن لتقر هذا الفاقد، إلا من خلال نتائج دراسات واختبارات تم عقدها للطلبة وتبين من خلالها الحاجة الكبيرة للفاقد التعليمي".

الغد