هل أخطأ "التعليم العالي" بتحديد مقاعد الطب في الجامعات الأردنية؟

mainThumb

28-09-2023 01:24 PM

printIcon

منير فريحات- ما زالت قضية مقاعد الطب في الأردن تحتمل الكثير من التوقعات وكذلك تأخذ جانبا كبيرا من اهتمامات الطلبة وأولياء أمورهم، مثلما أصبحت تأخذ اهتماما كبيرا من بعض الدول التي وجدت في هذه القضية عامل جذب للطلاب الأردنيين لتدريسهم في تلك الدول.


خلال الأعوام السابقة كان عدد المقاعد "2150" ولم تكن هنالك أية معارضات أو مطالبات لزيادتها أو تخفيضها، ولكن قرار وزارة التعليم العالي هذا العام أربك المشهد، حيث كانت البداية بقرار مفاجئ لتخفيض عدد مقاعد الطب وطب الأسنان إلى نحو "640" مقعدا، وبعد تدخلات نيابية واعتراضات الأهالي تم رفع عدد المقاعد إلى "1000 مقعد وهو ما يعادل تقريبا ثلث المقاعد السنوية السابقة، في معرض تبريرها حول هذا التخفيض قالت وزارة التعليم العالي أن هذا القرار سيسهم في تخفيض أعداد البطالة في تخصصات الطب وطب الأسنان، ثم قامت برفع معدل الثانوية العامة لمن يرغب بدراسة الطب وطب الأسنان في الخارج إلى 90 % (علمي) فما فوق، وعدد الطلبة الحاصلين على 90 % علمي يزيد عن ستة آلاف طالب، ويسعى غالبيتهم لدراسة الطب وطب الأسنان اعتبارا من العام القادم


في هذه الحالة تنبه البعض إلى أن التبرير من أجل تخفيض أعداد البطالة في هذين التخصصين غير مجدي، والسبب أن عديد الطلبة بحسب أولياء أمورهم خصوصا ممن نفذوا وقفات احتجاجية أمام مجلس النواب والتعليم العالي وغيرها يسعون لدراسة الطب في الخارج في حال عدم حصولهم على مقاعد في الجامعات الأردنية، وهذا يعني أن آلافا سوف يغادرون إلى الخارج لدراسة الطب وطب الأسنان والعودة بعد ست سنوات إلى أرض الوطن للبحث عن فرصة عمل مع زملائهم خريجي الجامعات الأردنية، فما هي الجدوى من هذا التخفيض لحجم المقاعد؟ في حين أن من تم منعهم من الدراسة في جامعات وطنهم ذهبوا إلى الخارج وعادوا بشهادات مثل زملائهم الدارسين في وطنهم.


وكل ما حدث هو أنفاق عائلات الطلبة مئات آلاف من الدولارات على أبنائهم في الخارج، وهو ما يعني خروج العملة الصعبة إلى الدول الأخرى، والمتابع لهذا الأمر يعي جيدا تركيز عديد الدول التي تدرس جامعاتها الطب وطب الأسنان لتقديم عروض تدريسية للطلبة الأردنيين للدراسة في جامعاتهم ووضع عدة مزايا لاستقطابهم، من ضمنها خصومات على تذاكر الطيران للطلبة وعائلاتهم وكذلك توظيف مكاتب خاصة لاستكمال أوراق الطلبة من أجل تسجيلهم في تلك الجامعات، وهو ما يعني رفد تلك الجامعات للطلبة والعملة الصعبة." أخبار اليوم "من جانبها تواصلت مع رئيس حملة" ذبحتونا "فاخر الدعاس حول هذا الموضوع، والذي قال إن تخصيص مقاعد الطب لا يساهم في الحد من البطالة، لأن الطلبة الحاصلين على معدل 85 فما فوق سوف يتجهون للدراسة في الخارج وهذا بدوره لا يساهم إلا في نقل العملة الصعبة إلى خارج أرض الوطن.


كما كشف أولياء أمور الطلبة ل" أخبار اليوم "أنه في حال عدم حصول أبنائهم على مقاعد الطب داخل المملكة سوف يقومون بتدريسهم في إحدى الدول المجاورة، وأشار إلى أن بعض الدول أصبحت تقدم خصومات تشجيعية للطلبة المغتربين من أجل الدراسة في جامعتها، وأضاف أن أبناهم سوف يعودون إلى أرض الوطن بعد عدة سنوات وينافسون زملاءهم في الثانوية العامة الذين حصلوا على مقاعد الطب في الجامعات الأردنية.


الناطق باسم وزارة التعليم العالي، مدير وحدة التنسيق القبول الموحد مهند الخطيب قال ل" أخبار اليوم "إنه تم رفع معدل قبول دراسة تخصصي الطب في الخارج الى85 % خلال السنة الحالية، وفي مطلع العام القادم سوف يرتفع معدل القبول من85 % إلى 90 %.