علاء القرالة
اذا كان لغزة مقاومة صامدة قوية تدافع عنها وتلوذ بها عن أطماع ومخططات الصهاينة، فالاردن له مقاومته وتكمن باستقراره السياسي و الاقتصادي والاجتماعي بمواجهة مخططات الاحتلال ، ولهذا فعلينا جميعا ان نعزز صموده، فقلوبنا في غزة ولتبقى عيوننا تحرس استقرار الوطن واقتصاده، فكيف نصمد بمقاومتنا ؟.
الجميع يعلم ان تلك الاطماع والمخططات القائمة على تهجير من تبقى في فلسطين المحتلة في اتجاه الاردن ليست وليدة اللحظة ولا جديدة فمنذ عام 1948 وهذا هو المخطط الذي واجهته المقاومة الاردنية وحدها في سبيل الابقاء على امال اشقائنا الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فتحملت ما تحملت في سبيل افشال كل مخططات الاحتلال طيلة السنوات الماضية .
الاردن ومنذ ان تم تأسيسه لم يعتمد على احد بافشال كافة المخططات عليه، ففيه رجال يجعلون من اعدائنا يحسبون الف حساب قبل الاقتراب من مصالحه القومية واين كانت اطماعهم واهدافهم او ديناتهم او جنسيتهم ولنا على هذا تجارب وبراهين كثيرة ومنذ تاسيس الدولة ولاكثر من 100 عام، ولهذا فوقوفنا مع اهلنا بغزة والضفة واجب عربي وقومي لا لحسابات اخرى يحاول البعض ترويجها لتبرير مواقفنا.
اليوم نحن في قلب المعركة معنويا وتضامنيا كما دول عربية وأسلامية اخرى ونجتهد ضمن الإمكانيات الى اعطاء كل ما يلزم في سبيل تخفيف الاعباء عن اهلنا في غزة جراء العدوان الوحشي البربري عليهم، ومن خلال مساعدات انسانية وجهود دبلوماسية كان لها الدور الابرز والمحوري بتغيير مزاج الرأي العام العالمي واعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة من جديد.
ما يدفعني لجعل مصالح الاردن اولا واخيرا بتصرفاتنا وتضامننا ونصرتنا لفلسطين امرا بغاية الاهمية،حيث بتنا نسمع ونشتم رائحة الانانية ذاتها ومعتادي ركوب الموجة تتصاعد بشوارعنا من خلال شعارات وهتافات ودعوات استفزازية تهدف لزعزة استقرارنا والمزاودة على الاردن ومواقفه الشعبية والرسمية تجاه قضيتنا الام فلسطين، وزرع الفتن بين رجال الامن والمتظاهرين والدعوات المشبوهة الهادفة الى ضرب الاقتصاد والاساءة لدول شقيقه نرفض ان تتهم او ان يسىاء لها من اراضينا.
خلاصة القول، ان هذا الوطن الديمقراطي المجير والكريم والمعطاء رغم قلة امكانياته لايحتاج الى من يبرر له افعاله او يشيد فيها او حتى يثمنها او يرفضها او يزاود عليها، فهو يقوم بما يقوم به واجبا لامنه ولا رغبة منه بالثناء او الشكر او الاستعراض، فهذا ديدنه منذ التأسيس فاتحا ذراعيه للمستجيرين به من الحروب في دولهم، مستمرا بمواقفه القومية العربية ووصايته على القدس والمقدسات فهو اخر حصون الامة استقرارا، ما يجعل من الحفاظ عليه مستقرا فرض عين لايقل عن الجهاد بالسلاح