بطالة الإناث ما بين مطرقة الخبرة وسندان بيئة العمل

mainThumb
تعبيرية

17-01-2023 09:53 PM

printIcon

فاطمة الزهراء - تزداد أعداد الإناث غير العاملات في المجتمع الأردني بشكل ملحوظ، وهو أحد أسباب زيادة الفجوة بين مخرجات التعليم وحاجات سوق العمل، الأمر الذي يدعو للتساؤل حول أسباب ارتفاع معدلات البطالة بين الإناث.
قالت خريجة دبلوم التمريض، (ف.ج) "تخرجت عام 2015 وأنا المعيلة الأساسية للعائلة وتقدمت لأكثر من فرصة عمل وتقدمت لديوان الخدمة المدنية ولغاية الآن لم يصلني الدور في التوظيف، وكل فترة أتقدم لشغل جديد يواجهني سؤال شرط الخبرة وبسكروها في وجهنا، وقد عملت في أحد المرات حيث كانت بيئة العمل سيئة ومؤذية ومنفرة جدًا، وهذا دمرلي نفسيتي"
خريجة دبلوم إدارة الأعمال، (ه.م) أفادت "قدمت لمستشفيات ومكاتب وشركات خاصة وبستنى، ومش متأملة بالجانب الحكومي عشان هيك ما سجلت بديوان الخدمة، الإنسان بهرم قبل ما يلحقه دور ديوان الخدمة"
بينما خريجة تخصص اللغة العربية وآدابها، ملاك سويد قالت " تخرجت عام 2021، ومن وقتها تقدمت لعشرات الوظائف دون جدوى، الجميع بطلب سنوات من الخبرة، وكيف رح أحصل على خبرة في مجال عملي بينما ما حدا بقبل بشخص حديث التخرّج، ولا أستطيع إكمال دراسات عليا بسبب عدم وجود عمل أو دخل مادي"
المستشارة الاجتماعية، الدكتورة فاديا الإبراهيم بيّنت لـ"أخبار اليوم" أن أهم أسباب ارتفاع نسب البطالة بين الإناث، تعود للوضع الاقتصادي العالمي والمناخ الاقتصادي المحلي ومدى فعالية الخطط والاستراتيجيات الحكومية والرسمية في توفير فرص عمل للشباب بشكل عام وللاناث بشكل خاص، مشيرةً إلى أن ثقافة التوجه للعمل في القطاع العام وضعف التوجه للعمل في القطاع الخاص، والبيئة الاجتماعية والاقتصادية المنفرة والتي تُثبط المرأة، تعد عوامل معززة لارتفاع نسب البطالة بين الإناث.
ولفتت الإبراهيم إلى وجود عدد من نظريات التغير المتعلقة بتمكين المرأة اقتصاديًا وزيادة مشاركتها في سوق العمل والتقليل من نسب البطالة المرتفعة، لكن "يبقى التطبيق ذا قيود نتمنى ان نتجاوزها ونحقق فرص أفضل للنساء والفتيات".
وأضافت الإبراهيم حول مشاركة المرأة في سوق العمل، أن تقليل نسب البطالة بين الإناث ليس بالأمر السهل أو السريع كما يعتقد البعض، فهناك عوامل قد تكون خارجة عن إرادة أو سيطرة الدولة نفسها، مثل التحولات السياسية والتحديات الأمنية ومع ذلك يجب أن تضمن الحكومات من خلال سياساتها توفير فرص متساوية للنساء والفتيات في الحياة العامة وسوق العمل للتمتع بالاستقلالية الاقتصادية.
وطالبت الإبراهيم الحكومة بتوفير فرص متساوية للنساء في الحياة العامة وسوق العمل وتوفير السلامة والأمان للنساء في عالم العمل، منوهةً إلى ضرورة التركيز على ريادة الأعمال وعمل الورش والتدريبات للإناث لتسهيل فرص إنجاح مشاريعهن، وتوفير الخدمات المالية للنساء لتمكينهن اقتصاديًا.
يذكر بأنه قد ارتفعت نسبة الإناث المتعطلات عن العمل في الربع الثالث من عام 2022 عن الربع الثاني من نفس العام بنسبة 3.7%، كما بلغت نسبة الإناث المتعطلات عن العمل من حملة البكالوريوس فأعلى 81.8%، بينما بلغت عدد الطلبات للإناث في ديوان الخدمة (329,712) طلبًا.