سياسيّون يتحدثون لـ "أخبار اليوم" عن المشاركة الشبابيّة في الأحزاب السياسيّة

mainThumb
سياسيّون يتحدثون لـ "أخبار اليوم" عن المشاركة الشبابيّة في الأحزاب السياسيّة

15-01-2024 02:27 PM

printIcon


أخبار اليوم - سمير الصمادي - يُشكِّل الشباب الأُردنيّ ركيزةً أساسيّةً من ركائز المجتمع وبُنيَتِه، وتأتي أهميّتهم من أنَّهم يملكون الطَّاقات المُتجدِّدَة، ويتسلَّحون بالعلم والمعرفة، ويستطيعون مواكبة متطلبات العصر، ويمتلكون مهارات التواصل اللازمة لسماع صوتهم وإيصال آرائهم ومقترحاتهم.
وتُمَثِّل مشاركتهم في الحياة الحزبيّة وانخراطهم في العمل السياسيّ حجر الزاوية في مسيرة الإصلاح والتحديث والتطوير المنشودة؛ لتواكب رؤية المملكة في مئويتها الثانية.

المومني: الحزب الذي يُقَدِّم الشباب هو الحزب الذي سَيُكتَب له النَّجاح


وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني، بيّن لـ "أخبار اليوم"، أنَّ الشباب ركنٌ أساسيٌ لأي عملٍ حزبيّ، فالحزب الذي يُقَدِّم الشباب هو الحزب الذي سَيُكتَب له النَّجاح، لذلك كان أحد شروط تأسيس الحزب أن يكون 20% من فئة الشباب من عدد الأعضاء المؤسِّسين.
ونوَّهَ أنَّ نجاح القرارات في الأحزاب يجب أن يستند إلى العمل الجماعيّ التشاركيّ، حينها ستنصهر المصالح الشخصيَّة الضيَّقة ضمن العمل الحزبي الواسع.
وأضاف أنَّ الأعداد المتنامية لانتساب الشباب للأحزاب مُشجِّعةٌ وجيَّدةٌ، وستستمر مع الزمن، وتَدُلُّ على أهميّة العمل الحزبيّ، وانتسابهم سيعود عليهم بتطوير الذات والنُّضج الفكريّ.
وأوضح أنَّ المنتسبين للأحزاب السياسيّة في كل أنحاء العالم بأرقامٍ قليلةٍ، وأنَّ هذه الأرقام وعدد الأصوات التي تحصل عليها الأحزاب تعطي مؤشرًا يجب الوقوف عليه وتحليله.
وعن عدد الأحزاب التي تأسَّسَت والأحزاب التي تسير في إجراءات التأسيس في الساحة الأُردنيّة، بيّن المومني أنَّ العمل الحزبيّ هو عملٌ تطوعيٌ، ومن حق أي مجموعةٍ من الأُردنيين أن تؤسس حزبٍ خاصٍّ إذا ما حققت شروط تأسيس الأحزاب.


ولفت إلى أنَّ الأهم من تأسيس الحزب هو حصول الأحزاب على مقاعد في مجلس النواب وتجاوز العتبة، وأن ترتفع نسبة التصويت للأحزاب، وليس التصويت للأعضاء؛ لزيادة التمثيل الشبابيّ في الحياة الحزبيّة والسياسيّة.


وذَكَرَ أنَّ انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب يعني أنَّ الحزب أصبح حِزبًا كامل الأهليّة بموجب أحكام القانون، أمّا قبل انعقاد هذا المؤتمر تحقق الأحزاب متطلبات وشروط التأسيس.
وأكَّد المومني أنَّ الأحزاب قامت بدورٍ متميّزٍ للترويج للعمل الحزبيّ والعمل السياسيّ بين شرائح المجتمع، مما انعكس إيجابًا على فكرة قبول الأحزاب من قبل الرأي العام الأُردنيّ.

فريحات: ستبقى العشيرة والجغرافيا الأقرب لوجدان المجتمع الأُردنيّ أكثر من الانتماء الفكري للأحزاب


وفي السياق ذاته، قال النائب ينال فريحات لـ"أخبار اليوم"، إنِّه يتوجب على الأحزاب أن تمنح الفرصة للشباب لأداء أدوارٍ قياديّةٍ، وعلى الشباب السعي لفرض أنفسهم للحصول على تلك الأدوار.
وبيّن أنَّ الأحزاب يمكنها تقديم برامج مُقنِعَة تلبي طموحات الشباب، حتى ينتسبوا إلى تلك الأحزاب، ويكون لهم دور في تطبيق وتنفيذ البرامج والرؤى على أرض الواقع، من خلال مشاركة الحزب السياسيّ في الحياة العامّة، وعلى رأسها الانتخابات النيابيّة القادمة.


وأضاف أنَّ التجربة الحزبيّة الجديدة ما تزال وليدة، بالرغم من أنَّ الأُردن لديه تاريخ طويل للأحزاب، لكن ما تزال الأحزاب مُقًصِّرَة في الترويج عن نفسها لافتقارها للأدوات اللازمة لذلك، وستكون الانتخابات النيابيَّة القادمة فرصة ذهبيَّة للأحزاب كي تقوم بذلك، ومع مرور الوقت ستكتسب الأحزاب السياسيَّة أدوات جديدة لتقديم نفسها، وتنتشر أكثر داخل المجتمع الأردني.


وعن أعداد المنتسبين للأحزاب من الشباب يعتقد فريحات أنَّ العدد ليس مهمًا بِقَدرِ فاعليَّة الأعضاء وقدرتهم على الترويج عن أنفسهم وعن أحزابهم السياسيَّة، وقوة الأحزاب تكمن في عدد الداعمين والمؤيدين لها، وليس بالمنتسبين إليها، بمعنى قد يكون للحزب عدد محدود من المنتسبين، ولكن ربما يكون لديه أنصار بأعدادٍ كبيرة، فالتعويل بالنهاية يرجع إلى أداء الحزب وقدرة أعضائه في التأثير في المجتمع خلال فترة الانتخابات.


ويعتقد فريحات أنَّ عدد الأحزاب ليس مقياسًا، وأنَّ المقياس للحزب الفعَّال الذي يشارك بالانتخابات ويفوز فيها، ولن تتجاوز 12 حِزبًا في الانتخابات القادمة.


وأضاف أنَّ عددًا من الأحزاب الجديدة ستندمج مع بعضها، لأنَّه لا يمكن لكل هذه الأحزاب أن تفوز بالانتخابات المقبلة، خاصةًّ إذا شارك الحزب بالانتخابات، ولم يستطع الفوز بأي مقعد، فإنَّ ذلك سيُضعِف موقفه، ويهدِّد استمراريته ويُقلِّل الحافز لدى أعضائه بالمشاركة بالحياة السياسيَّة.


ويرى فريحات أنَّ التحدي هو كيفيّة أن يكون الشباب فاعلين وأكثر تأثيرًا وانخراطًا بالعمل السياسيّ والحزبيّ؛ ليقنعوا المجتمع بكفاءتهم وقدرتهم على أن يؤدوا دورًا سياسيًّا مهمًّا.
واعتبر فريحات أنَّ المجتمع الأُردنيّ غير مستعد لفكرة الأحزاب والانتساب إليها، وستبقى العشيرة والجغرافيا الأقرب لوجدان المجتمع الأُردنيّ أكثر من الانتماء الفكري للأحزاب السياسيّة، وبالرغم من تزايد الأعداد مع مرور الوقت ستبقى النسبة قليلة وغير مُرضِيَة.


وتابع فريحات أنَّ على الأحزاب أن تفرض نفسها، وتجعل لها مكانة متقدِّمة لدى الشارع الأُردنيّ، ومن خلال مصداقيتها قد يتحرر المجتمع من عصبيّته القبليَّة والمناطقيّة والجغرافيّة، حينها ينتقل إلى بُعدٍ فكريٍّ أكبر؛ ويكون للأحزاب مساحة حقيقيّة وكافية للعمل السياسيّ والبرلمانيّ؛ لتصل إلى تشكيل حكوماتٍ برلمانيّةٍ برامجيّةٍ في خطوةٍ لاحقةٍ.