من أجل صحافة ملتزمة بالقانون

mainThumb

18-01-2024 01:41 PM

printIcon

د. أشرف الراعي
ضروري جداً أن يعيش الأردن استقراره في الإعلام كما هو في الواقع، لا سيما في ظل الظروف الحالية. فالكيل طفح كلاماً فارغاً من مضمونه و"تحليلات سياسية" (مع تحفظي على التسمية) لا تشبه الواقع أبداً، وإضراراً بمصالح المجتمع ونشراً للسلبية والإحباط بينهم. وتناقل للمعلومات المغلوطة من كُتاب وصحافيين؛ وكأنهم العالمين بشؤون الغيب، وهو أمر قد بلغ ذروته، لغاية غير معروفة النتائج والأهداف.
مواثيق الشرف الصحافي وأخلاقيات المهنة تضع على نقابة الصحافيين الأردنيين أدواراً مضاعفة. فلا بد من ضبط المهنة الصحافية، وإلزام الصحافيين بدورات تدريبية قانونية. من دون أن يؤثر ذلك على وجود صحافة حرة مستنيرة مستقلة بعيدة عن الضغوطات، توجه أصابع النقد إلى الخلل من دون الإساءة إلى البلد ومنجزاته ومواقفه السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والحضارية.
فالأساس أن وسائل الصحافة والإعلام تعد جزءاً أساسياً وركناً هاماً من أركان ممارسة الديموقراطية؛ تساعد على تعزيز الحريات الصحفية والتعددية الثقافية والاجتماعية، وتمكن المواطنين من الحصول على معلومات دقيقة ومتوازنة لاتخاذ قرارات مستنيرة، ومن هنا، تتحمل وسائل الصحافة والإعلام مسؤولية كبيرة في تعزيز هذه المفاهيم بما يضمن التواصل الفعال بين الحكومة والمواطنين، ويسهم في تعزيز مفاهيم الشفافية والمساءلة العامة.
إن مسؤولية وسائل الصحافة والإعلام تتمثل في تقديم المعلومات والأخبار بشكل دقيق، وموضوعي، ومتوازن، وعدم التحيز، أو الترويج لآراء معينة، أو مصالح شخصية، أو جهات معينة، وتشمل هذه المسؤولية توفير منصة لجميع الأصوات، والآراء، والأفكار والمعتقدات، وعدم تحريف المعلومات أو تضخيم الأحداث بشكل يخلق الذعر أو يثير العنف أو الكراهية في المجتمع مع المحافظة على أمنه واستقراره وتكريس وحماية حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية.
نحتاج على صحافة حرة محترفة مستقلة تواجه الخلل، ولكنها في المقابل ملتزمة بالقانون وبأخلاقيات العمل الصحافي، من دون إثارة أي نعرات عنصرية، أو طائفية، أو اختلاق للأكاذيب، أو تغذية أي استقطابات في أي اتجاه، وهو ما ينطبق أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي والناشطين عبر المنصات الرقمية والمواقع الإلكترونية، وهذه هي الرسالة التي طالما وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني.
قوام هذه الصحافة السعي إلى الحديث عن الدور الإيجابي للأردن لا سيما في ظل الظروف العالمية الحالية، وتعظيم الإنجازات وبيان مواقف الأردنيين الذين يستحقون صحافة حرة مهنية تليق بهم وبتراثهم، وتاريخهم العريق وقدراتهم العلمية والعملية ومواقفهم الوطنية.
أما بالنسبة للانعكاسات التي يخلفها الإعلام غير المهني، فهي كثيرة أبرزها ما نشهده اليوم من انعكاسات سلبية لما يُنشر من شائعات في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، استناداً إلى أخبار منشورة في مواقع إلكترونية مغمورة أو اختلاق الأكاذيب أو الشائعات من أجل غرض معين.
المشهد اليوم يبدو مُستفزاً، ففي ظل السباق المحموم في العالم للتطور، والتقدم، نجد أشخاصاً على مواقع التواصل الاجتماعي يهاجمون كل مواقفنا الصلبة ويحاربوننا بدواع وطنية. كل منا اليوم مطالب بالدفاع عن البلد وأهله والابتعاد عن التخندق من أجل مصالح فردية أو فئوية. فالوقت حساس ودقيق ونحن على مفترق طرق.
وعلى وسائل الصحافة والإعلام أن تتحمل مسؤوليتها في إدارة هذا التأثير بشكل إيجابي، وعدم الإساءة إلى المجتمع أو ترويج الأفكار الضارة أو الخطيرة، لذلك، يجب عليها أن تتبع القانون ومعايير الأخلاق والمسؤولية الاجتماعية في أداء عملها، والتعاون مع المجتمع والحكومة لتحقيق الصالح العام وخدمة المصلحة العامة.