طلاب المدارس في خطر .. من دخان "الفرط" إلى السجائر الإلكترونية والإصابة بالأمراض

mainThumb
طلاب المدارس في خطر... من دخان "الفرط" إلى السجائر الإلكترونية والإصابة بالأمراض

17-02-2024 01:10 PM

printIcon

أبو عمارة: ضرورة تطرق قسم الإرشاد في المدارس الحكومية والخاصة لهذا الأمر
الطراونة: السجائر الإلكترونية تحتوي على 242 مادة كيميائية، منها 40 مادة صنفت بأنها سامة
900 مليون دينار كلفة علاج المرضى بسبب التدخين

أخبار اليومتالا الفقيه - أن انتشار السجائر الإلكترونية عند المراهقين تجاوز الخط الأحمر، وقائمة الضحايا بازدياد، حيث أن المراهقين أصبحوا يستخدمونها بشكل كبير، وتحولوا من استخدام الدخان "الفرط" إلى السجائر الإلكترونية، والتجمعات الطلابية قرب أسوار المدارس قبيل الطابور الصباحي أو خلال الاستراحة أو ما بعد الدوام المدرسي نشاهد الطلبة وهم يستخدمون السجائر الإلكترونية بأعداد كبيرة، ويعزى انتشار هذه السجائر بين المراهقين لسهولة استخدامها وتخبئتها وعدم وجود رائحة لها مثل السجائر العادية وتعدد النكهات على مختلف أنواع الفواكه أسهم في زيادة الطلب عليها.


الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة قال ل "أخبار اليوم" أن سبب إقبال المراهقين يعود إلى تقليد من هو أكبر منهم سنا سواء الوالد أو المعلم، ومحاولة إثبات الرجولة، والبعض الآخر يلجأ إلى السجائر هروبا من فشله الدراسي، حتى يشعر أنه مميز عن أقرانه؛ مؤكدا أن الترويج الكبير الذي حظيت به السجائر الإلكترونية على وسائل الإعلام أعطت المراهقين دافعا كبيرا لاستخدامها.


وأشار أبو عمارة إلى ضرورة تطرق قسم الإرشاد في المدارس الحكومية والخاصة لهذا الأمر، من خلال المنهج الخفي وتوعية الطلاب حول أضرار هذه السجائر على الصحة، خصوصا أنهم في مرحلة نمو، وما تسببه من أضرار كبيرة على مستقبلهم، وتطبيق القوانين التربوية بحق مستخدميها، وضرورة مراقبة أولياء الأمور لأولادهم سيحد من هذا الأمر، حيث أن السجائر الإلكترونية يبدأ سعرها من ١٠ دنانير، لذلك من الضروري الانتباه لمصروف الأطفال.

أبو عمارة: التهاون بهذا الموضوع سيفقد جيلاً كاملاً.

وبين أن استخدام المراهقين للسجائر الإلكترونية ما هي إلا ترفيه، وتميز بالنسبة لهم، وليست إدماناً.


ودعا أبو عمارة من خلال وكالة "أخبار اليوم" إلى ضرورة توجه المدارس على التعامل بحزم وجدية مطلقة بموضوع السجائر الإلكترونية، وعلى ضرورة تطبيق القوانين؛ لأن التعامل بتهاون في هذا الموضوع سيفقد جيلاً كاملاً.


‎وتعمل السجائر الإلكترونية، بحسب اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، على تسخين سائل النيكوتين الذي يحتوي على مجموعة من المواد، مثل الجليسرين ومحلول كحولي يتم تسخينه من خلال بطارية تُشْحَن عند استخدام هذه السيجارة، حيث ينفخ دخان كثيف جدا يحتوي على الكثير من المواد الضارة والمسببة للسرطان.


‎
ما يخيف بهذه السجائر، بحسب الطراونة، هو انتشارها بشكل كبير بين اليافعين والمراهقين بقصد استخدامها كبدائل للسجائر العادية، لا سيما وأنها صنفت كبدائل للإقلاع عن التدخين، ولكن الدراسات العالمية، مثل الجامعة الأسترالية الطبية، أثبتت احتواءها على 242 مادة كيميائية، منها 40 مادة صنفت على أنها سامة، في حين أثبتت الدراسة التي أجرتها جامعة بوسطن أن هذه المواد تقتل الخلايا المناعية، وهو ما أظهر نتيجتها أمراضا جديدة ارتبطت على نحو مباشر بالتدخين الإلكتروني.

الطراونة: أمراض عديدة يصاب بها مستخدمو السجائر الإلكترونية

‎
وقال الطراونة أن المضاعفات الناتجة عن السجائر الإلكترونية طويلة الأمد كحدوث التهابات متكررة في الفم والجهاز التنفسي العلوي وتهيج المجاري التنفسية العلوية والسلفية واحتمالية حدوث التهابات رئوية مستمرة ونوبات من الربو وتحسس بالقصبات وغيرها من الأمراض، والمواد الحافظة الموجودة في السائل الإلكتروني حتى هذه اللحظة غير معروف أثرها.


‎
وأوضح أن كفاءة الرئة تبدأ بالاستقرار حتى سن 30 عاما، وبعد ذلك تبدأ بالنزول بسبب التقدم بالعمر، وكلما كانت بداية التدخين مبكرة كانت الأعراض والمضاعفات الناجمة عنها أكثر.


وأشار أنه على الرغم من الاتفاقية الموقعة بين الأردن ومنظمة الصحة العالمية وبين جهات دولية عدة لمكافحة تعاطي التبغ، فإنه يمنع الترويج لمنتجات التبغ على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام ومع ذلك نلاحظ دائما في مداخل المتاجر، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات ترويج للسجائر الإلكترونية، وهذا أمر في غاية الخطورة.


وفي حديثه ل "أخبار اليوم" طالب أولياء الأمور بتشديد الرقابة في المدارس على الطلبة، وعدم التهاون مع الطالب المدخن، والمروج والبائع، وعبروا عن مخاوفهم من انتشار السجائر الإلكترونية بين طلبة المدارس، وحصول أبنائهم عليها من خلال المدرسة، بالرغم من رقابتهم ومتابعتهم المستمرة في المنزل.

900 مليون دينار كلفة علاج المرضى بسبب التدخين

وبحسب تصريحات سابقة لوزارة الصحة، فإن التدخين يورد للدولة 900 مليون دينار سنويا (نحو 1.2 مليار دولار)، لكن كلفة علاج المرضى بسبب التدخين هي مليار و600 مليون دينار (نحو 2.2 مليار دولار)، أي بخسارة تقدر بـ700 مليون دينار (نحو مليار دولار).