الدكتور صبري ربيحات يكتب: عذرا كابتن ماجد .. لقد تغيرنا

mainThumb
الدكتور صبري ربيحات

18-02-2024 08:00 PM

printIcon

صبري ربيحات

 

لم اكن يوما لاعب كرة قدم ولا اظن ان كان لدي الشغف الذي يحتاجه المشجع لكن خبرتي مع الكرة طويلة وتعود الى ايام الطفولة المتوسطة في قرية عيمة التي استطاعت ان تنشأ جيلا من اللاعبين العمالقة ...


في منتصف ستينيات القرن الماضي كان لمدرسة عيمة الاعدادية فريق كرة قدم لا يهزمه احد فقد كان احد افضل فرق مدارس لواء الكرك ومصدرا من مصادر الترفيه والتسلية والإثارة واذكاء روح الانتماء والاعتزاز
في المنافسات التي تنطلق كل عام مع بدايات فصل الربيع كان فريق مدرستنا يجوب ارجاء لواء الكرك الذي يشمل في تقسيمات اليوم محافظتي الكرك والطفيلة .


كان لاعضاء الفريق بنية جسدية قوية وقدرة على إرسال الكرة من أقصى جنوب الملعب الى أقصى شماله وكان لديهم عزيمة وروح قتالية لا أذكر اني شهدت مثلها ...في فريق القرية الذي قاده محمد عقيل الحراسيس كان نصر السعود واحمد غيضان وثلة من الشباب الذين امتلكوا بنى جسدية لافتة وقلوب لا تعرف الخوف او القلق.


من غير ان نعرف مواقع القرى والبلدات التي كان فريقنا ينازل فرقها كنا متيقنين بانهم سيفوزوا . كنا نشجع الفريق بالالتزام حول السيارة التي ستقلهم وننتظر عودتهم بلهفة ...لم يكن لدينا هتافات يرددها المشجعين ولا اعتقد اننا نملك صورة فوتوغرافية واحدة للفريق الذي جاب قرى وبلدات عي والثنية والمزار والربة وبصيرا وهزم الكرك الثانوية والطفيلة ولا اعتقد ان احدا من هؤلاء اللاعبين احتفظ بالقميص الأزرق الذي كان يميز فريق بلدتنا.


سيارة اللاند روفر الصغيرة التي تقل الفريق والاحتياط لا تتسع في الاصل لأكثر من خمسة ركاب لكنها كانت الناقل الرسمي لفريق بلدتنا....يجلس اللاعبين على عجل الاحتياط وعلى القفص المثبت على سقف غرفتها ...كانت قلوبنا ترحل مع الفريق ولا تعود إلى صدورنا الا بعد بعد عودته للقرية بعد العاشرة مساء من إيام نزاله لفرق اللواء ..


أداء فريق عيمة ونجاحاته المبكرة كانت اهم مصادر فخر واعتزاز جيلنا واللاعبين كانوا نجوم القرية بالنسبة لنا نحن الأصغر سنا مع ان بعض الكبار كانوا ينتقدون النشاط ويعتبرونه نشاطا لا يستحق الجهد ولا العناء.


في سبعينيات القرن الماضي تعرفنا على فرق النوادي التي تتنافس على بطولة أندية الاردن .كان الفيصلي والجزيرة والاهلي والوحدات والعربي والجيل والرمثا أبرز تلك النوادي ....وقد وجدنا أنفسنا كابناء حي الطفايلة نشجع الفيصلي بحكم ان جودت عبدالمنعم السوالقة احد ابناء الطفيلة لاعب في النادي .


لقد تاثرنا بالرياضة واندمجنا فيها بفعل العصبية حيث دفعنا ذلك الى تأسيس جمعية جعفر الطيار وبناء فريق رياضي قام على تدريبه فريق من المتطوعين ليتقدم ويحرز العديد من النتائج المبارة في فترة قصيرة...


لقد قمنا بكل ذلك قبل ان نشاهد اولى حلقات الكابتن ماجد في المانجا سيرز الياباني . منذ مطلع الثمانينيات ومع دخول وانتشار أجهزة التلفزيون واتساب دائرة المشاهدة اصبح مسلسل الكرتون الياباني الذي يصور سيرة اللاعب تسوباسا اوزارا واحداث مبارياته الكروية ونتائجها وعلاقاته مع الاصدقاء والخصوم وحجم ونوع تأثير نتائج كل منازل كروية عليه وعلى اصدقاءه ...


قبل اسابيع أعلن عن ان المسلسل الذي دام لأكثر من أربعين عاما سيتوقف في نيسان القادم بالصورة التي بدى فيها ولتسدل الستارة على احد اهم الأعمال التي اسست لهواية اللعب وبناء الشغف ونشر القيم لإحدى اهم واكثر الألعاب شهرة وعالمية ..


في تصوري ان اللعبة فقدت الكثير من القها وقيمتها وقيمتها بدخول المال الى الأندية والملاعب والاتحادات فأصبح من غير الممكن الجلوس بعد كل مباراة لتقييم النتائج التي لا تمت الى الكرة التي عرفناها بصلة.

 

عذرا كابتن ماجد...لقد تغيرنا. لم اكن يوما لاعب كرة قدم ولا اظن ان كان لدي الشغف الذي يحتاجه المشجع لكن خبرتي مع الكرة طويلة وتعود الى ايام الطفولة المتوسطة في قرية عيمة التي استطاعت ان تنشأ جيلا...

Posted by ‎Sabri Rbeihat - عذرا كابتن ماجد...لقد تغيرنا. لم اكن يوما...‎ on ...