الشمالي: الحكومة اتخذت العديد من الإجراءات لتحفيز الصادرات الوطنية

mainThumb
صناعيون يطالبون بدعم الاتصال مع سلاسل التوريد العالمية

06-04-2024 11:51 AM

printIcon

اخبار اليوم - طالب صناعيون بوضع استراتيجيات وخطط لتعزيز تنوع الصادرات، بما في ذلك دعم الاتصال بسلاسل التوريد العالمية عبر التجارة الإلكترونية وتكثيف الترويج والتسويق للمنتجات الوطنية، والانفتاح على الاسواق الخارجية، وتعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الصناعي، واستهداف الأسواق غير التقليدية وتطوير الصناعات الوسيطة، ودعم القطاع الخاص بالمشاركة في المعارض والفعاليات الدولية، وتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية، وتعظيم الاستفادة من اتفاقيات التجارة التي تربط المملكة مع العديد من التكتلات الاقتصادية العالمية.

وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين المهندس يوسف الشمالي، إنه جرى تذليل التحديات التي واجهت الاقتصاد الأردني خلال السنوات الماضية وخاصة جائحة كورونا وتداعياتها والأزمة الروسية الأوكرانية وعدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة واضطرابات باب المندب والبحر الأحمر وغيرها من الظروف التي شهدها العالم والمنطقة، لذا اتخذت الحكومة العديد من الإجراءات لتحفيز الصادرات الوطنية وتعزيز وصولها إلى الأسواق العربية والعالمية، وتهيئة الظروف المناسبة أمامها، والعمل على تعظيم الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعها الأردن بشكل ثنائي أو متعدد الأطراف، بالإضافة إلى زيادة القدرات التصديرية للقطاعات التصديرية وتوفير برامج الدعم الممكنة للقطاع الصناعي وغير من القطاعات.

وأضاف إنه في منتصف عام 2022، جرى إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي للفترة (2023 – 2033) برعاية ملكية سامية وبرنامج تنفيذي لثلاث سنوات، واشتملت على العديد من الاهداف من بينها زيادة الصادرات الوطنية، بالشراكة مع القطاعات كافة ومختلف الشرائح، بحضور الفاعليات القطاعية لكلّ من القطاع التجاري والصناعي ومؤسسات المجتمع المدني.

وبين الشمالي أنه تم تطوير الاستراتيجية الوطنية للتصدير للأعوام(2023 – 2025) بهدف تهيئة بيئة أعمال مواتية للسلع والخدمات الصناعية والزراعية الأردنية، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي المتوازن والمستقر.

وترتكز الاستراتيجية، حسب الشمالي، على عدة ركائز، منها تحديد الفرص والتحديات الإنتاجية داخل القطاع الصناعي وتعزيز القدرة التنافسية للصادرات وجودتها وتنويع سلة المنتجات للسلع والخدمات وتسهيل الوصول إلى الأسواق غير التقليدية، بالإضافة إلى استكشاف أسواق جديد.

وقال إن تحقيق الأهداف المتوخاة، استدعى وضع خطة عمل تضم أكثر من 100 نشاط سنوياً وتتوافق مع الركائز الأساسية لاستراتيجية التصدير الوطنية.

وأكد انه كجزء من التزام الحكومة بتعزيز قطاع الصادرات الأردني وضمان نموه المستدام، جرى تحديد سلسلة من السياسات والإجراءات التي تهدف إلى تعزيز هيكل الصادرات الأردنية، من خلال التركيز على تنويع قاعدة الصادرات الوطنية لتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية، ويتضمن ذلك تشجيع القطاعات التصديرية غير التقليدية من خلال تعزيز الابتكار ودعم القطاعات الناشئة، بهدف إيجاد سبل جديدة لنمو الصادرات وتقليل التعرض للتقلبات في الأسواق العالمية.

وبين أن الحكومة تستثمر في تعزيز القدرة التنافسية للمصدرين الأردنيين من خلال مبادرات بناء القدرات وبرامج الدعم، ويشمل ذلك توفير التدريب والمساعدة الفنية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتسهيل الوصول إلى التمويل، وتعزيز أنشطة البحث والتطوير؛ حيث تم إطلاق صندوق دعم وتنمية الصناعة بالتعاون مع البنك الدولي، بهدف تعزيز تنمية الصادرات وترويجها بما يتماشى تماماً مع الالتزامات الدولية مع تحفيز الشركات على التفوق في المجالات الحيوية لنمو القطاعات التصديرية، مثل تعزيز الاستجابة للمناخ وزيادة توظيف الإناث.

وقال إنه تم إطلاق برنامج تسريع الصادرات الذي تنفذه شركة بيت التصدير بهدف مساعدة 150 منشأة صغيرة ومتوسطة عاملة في القطاع الصناعي في جميع محافظات المملكة للحصول على المعلومات اللازمة عن الأسواق المستهدفة، وتمكينها من دخول هذه الأسواق من خلال العمل على رفع جاهزيتها التصديرية وزيارد قدرتها التنافسية، كما جرى إطلاق برنامج استشارة الذي تنفذه المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية "جيدكو" لمساعدة 30 شركة صغيرة ومتوسطة في قطاع الاستشارات لتقديم الدعم المالي والفني لها.

وتركز الحكومة -حسب الشمالي- على تعزيز البنية التحتية والشبكات اللوجستية التي تدعم الأنشطة التصديرية، وينطوي ذلك على الاستثمار في البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية وتسهيل التجارة لتحسين الاتصال وخفض تكاليف التجارة؛ وآخر هذه المبادرات قبول المستندات الإلكترونية من قبل دائرة الجمارك، مثل قوائم الشحن والمستندات التجارية المرفقة بالبيانات الجمركية، وإطلاق بوابة تسهيل التجارة الأردنية الإلكترونية.

وقال إن وثيقة الاستراتيجية الوطنية مكنت من تحديد المعوقات التي تواجه الصادرات الوطنية وتنويعها بشكلٍ خاص، بهدف الوصول إلى الأنشطة والبرامج الداعمة للتخفيض من وطأة هذه المعيقات وتعزيز الصادرات الوطنية الأردنية وبيان تنويع سلة التصدير ورفع تغطية رقعتها الجغرافية حول العالم.

وأوضح أن الاستراتيجية عرضت مجموعة من التحديات أمام تحقيق نفاذ فعال للمنتجات الأردنية إلى الأسواق المستهدفة، ومن أبرزها الحاجة لتبسيط إجراءات الشحن وخفض تكاليفه وتبسيط الإجراءات الفنية وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم واختلاف المواصفات الفنية الأردنية عن المواصفات المطلوبة للأسواق المستهدفة، وصعوبة منافسة منتجات دول أخرى، وصعوبة تطبيق قواعد المنشأ، وضعف القدرات التسويقية للشركات الأردنية المصدرة.

وأشار إلى أن الاستراتيجية وضعت لكل تحدٍ من هذه التحديات أنشطة لتجاوزها، ومن هذه الأنشطة تصميم برامج خاصة بتقييم الجاهزية التصديرية والمطابقة الفنية وعقد ورش عمل وفعاليات لتوعية القطاع الخاص بالإجراءات الجمركية، والمتطلبات الفنية والإجرائية، والتزامات الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، والفرص التصديرية ذات العلاقة، وزيادة تمثيل القطاع الخاص في اللجان المشتركة، وبناء قدرات المنشآت الأردنية على التسجيل على مواقع البيع الإلكتروني، وتعزيز وتفعيل دور مكاتب المستشارين الاقتصاديين الموجودين في بعض الدول المستهدفة.

ولفت الشمالي إلى أن الاستراتيجية أرفقت بخريطة طريق لتنفيذ الأنشطة التي تسهم في تخطي معوقات الاستغلال الأمثل للفرص التصديرية في الأسواق المستهدفة وغيرها من الأسواق الممكن استهدافها مستقبلاً.

وبين أن وزارة الصناعة والتجارة والتموين تعمل على زيادة تنافسية المنتجات الأردنية من سلع وخدمات، وتعظيم الصادرات للمساهمة في خفض العجز المزمن بالميزان التجاري، وتعزيز موقع المنتج الأردني في الأسواق العالمية وفتح أسواق جديدة.

من جهته، قال رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير، إن خمس دول فقط تستحوذ على ما نسبته 61 بالمئة من إجمالي الصادرات الوطنية رغم وصول المنتجات الأردنية لأكثر من 149 دولة، أبرزها الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 24 بالمئة، والهند بنسبة 14.8 بالمئة، والسعودية بنسبة 11.9 بالمئة، والعراق بنسبة 7.7 بالمئة.
وأضاف الجغبير إن هناك 5 مجموعات سلعية تستحوذ فقط على حوالي 53 بالمئة من إجمالي الصادرات الوطنية، تركزت أبرزها في مجموعة الألبسة بنسبة 16 بالمئة، والبوتاس والفوسفات الخام بنسبة 15 بالمئة، والأسمدة بنسبة 12 بالمئة، والمجوهرات والأحجار الكريمة واللؤلؤ بنسبة 10 بالمئة.

وعزا الجغبير ذلك التركز لعدد من الأسباب، أهمها أن المنتجات الوطنية تواجه ضعفا في الترويج والتسويق في الأسواق العالمية رغم الجودة والكفاءة التي تتمع بها مقارنة مع نظيراتها العالمية، إلى جانب ضعف التشبيك داخل العديد من الأسواق الواعدة والتي تمتلك فرصا للتصدير إليها، إضافة إلى إرتفاع كلف الشحن، وكلف الإنتاج العالية التي تصل مقارنة مع منافسينا لأكثر من 25 بالمئة.
وأشار الجغبير، إلى أنه رغم ذلك، إلا أن دراسات مركز التجارة الدولية وفقا لآلية خارطة إمكانيات التصدير، قدرت إجمالي الفرص التصديرية غير المستغلة للمنتجات الأردنية بحوالي 6.6 مليار دولار من مختلف المنتجات وإلى مختلف دول العالم، في ظل نفس الحجم من العمليات التصنيعية والاستثمار الحالي، والتي يمكن في حال استغلال هذه الفرص ضمان التنوع السلعي والجغرافي المطلوب للصادرات الوطنية والتي تضاف قيمتها إلى قيمة الاقتصاد الوطني والتي تنعكس بشكل مباشر على القيمة المضافة التي توفرها هذه العمليات الإنتاجية وبالتالي تحقق النمو الاقتصادي المنشود.



وبين أن معظم الدراسات أكدت أن الصادرات الوطنية وتحفيزها يعود بمنافع اقتصادية كبيرة، فعلى سبيل المثال؛ أكدت دراسة لمنتدى الاستراتيجيات الأردني والتي بينت نتائجها أن كل دينار صادرات يؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 2.89 دينار، بالإضافة إلى انعكاساتها على توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وغيرها الكثير من الانعكاسات الايجابية.


وقال الجغبير إن الصناعة الوطنية تمتلك فرصا واعدة لزيادة عدد المنتجات التي تقدمها وتحسين مستوياتها، ومخزونا كبيرا من الفرص على المستويين المحلي والخارجي بمجمل قطاعتها الإنتاجية، والتي من خلال تطويرها ستحدث فارقا إيجابيا بمؤشرات الاقتصاد الوطني والصادرات من خلال رفدها بالمنتجـات المتميـزة وذات القيمـة العاليـة.


وأوضح أن الأردن يمتلك عددا من الفرص التصديرية غير المستغلة نحو العديد من الأسواق العالمية، جاءت ضمن العديد من القطاعات والمنتجات الوطنية، أبرزها صناعات الأسمدة بمقدمة القطاعات التي تملك فرصا تصديرية غير مستغلة لمختلف دول العالم بقيمة 1.5 مليار دولار، والمنتجات الكيماوية 1.1 مليون دولار، ومنتجات الألبسة بنحو 680 مليون دولار، وصناعة المعادن بقيمة 550 مليون دولار، والمنتجات الصيدلانية 500 مليون دولا، وصناعة المجوهرات والمصنوعات المعدنية الثمينة بنحو 311 مليون دولار، إضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى، كالمنتجات الورقية، والغذائية، والمنتجات البلاسيتيكية وغيرها.


وبين أن الحكومة تلعب دورا مهما ومحوريا في تعزيز التنوع السلعي والجغرافي للصادرات الوطنية، من خلال الاستراتيجيات والخطط التي تهدف إلى تعزيز هذا التنوع، مشيرا إلى الاستراتيجية الوطنية للتصدير التي تطمح إلى ضمان التنوع السلعي والجغرافي للصادرات الوطنية، وزيادة مستوياتها والحفاظ على زخمها المطلوب، بالإضافة إلى ما وضعته رؤية التحديث الاقتصادي ومبادراتها كافة لزيادة وتنويع سلة المنتجات الوطنية المصدرة ورفع جودتها.


وأكد أن خفض كلف الإنتاج ومد المدن والتجمعات الصناعية بالغاز الطبيعي له إنعكاسات واضحة على خفض الكلف، وبالتالي زيادة أعداد وأحجام الاستثمار في منتجات جديدة ومتنوعة ورفع القدرة على المنافسة وإستغلال الفرص المتاحة كافة.


ولفت إلى ضرورة العمل على دعم الاتصال بسلاسل التوريد العالمية من خلال استحداث آليات وتقنيات للتجارة الإلكترونية التي زاد الاعتماد عليها خلال الفترة الماضية، وتكثيف عمليات الترويج والتسويق للمنتجات الوطنية والانفتاح على الأسواق الخارجية الجديدة بهدف توسيع قاعدة العملاء.


وقال إن القطاع الخاص يعنى بشكل رئيس ومباشر في تعزيز الصادرات الأردنية، وهو أساس هذا المحور باعتباره المستحوذ الأكبر على العمليات الإنتاجية والصادرات السلعية في الأردن، مشيرا إلى أن الغرفة تولي أهمية كبيرة لتعزيز الصادرات الوطنية وتحسينها، ودفعها نحو طريق النمو، حيث تعمل الغرفة بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص (جيدكو وبيت التصدير) على تكثيف الجهود الترويجية وزيادة مشاركة الشركات الصناعية في المعارض الدولية، ودعم وصول المنتجات الوطنية للأسواق المستهدفة بهدف الحفاظ على وتيرة نمو الصادرات الوطنية.


وأشار الجغبير إلى جهود الغرفة في تعزيز المشاركة في منتديات رجال الأعمال وغيرها من اللقاءات التي تهدف إلى التشبيك بين الشركات الأردنية والشركات الموجودة في تلك الدول، لاستغلال الفرص والإمكانيات والخدمات اللوجستية المتاحة في توسعة القاعدة التصديرية والدخول إلى عدد أكبر من الأسواق.
بترا