مفهوم الإدارة في الإسلام

mainThumb

09-05-2024 01:45 PM

printIcon

اخبار اليوم - الإدارة في القرآن الكريم والسنة النبوية مفهوم الإدارة في الإسلام له معانٍ، وتفسيرات ارتبطت بمنهج الإسلام الأخلاقي وخصائصه الرّبانيّة، وتعود بذورمصطلح الإدارة في الإسلام إلى آيات القرآن الكريم؛ فقد جاء قوله -تعالى-: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا).

ومعنى هذه الآية الكريمة يتضمن وظيفة التّنظيم؛ التي تكلّم عليها علماء الإدارة كجزء من وظائف الإدارة، فعندما يكون المجتمع مكوّناً من رئيس ومرؤوس فذلك يمكّن النّاس من تسخير بعضهم لبعض من أجل تسيير عمليّة الإنتاج، والعمل من أجل تحقيق الأهداف العامّة، وبدون هذا التنظيم لا يُتصوّر تعاون الناس مع بعضهم البعض.

وكذلك جاء مصطلح الإدارة في قوله -تعالى-: (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها)،[٣] وقوله -تعالى-: (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ)، وأما في السنة النبوية فقد قال بعض أهل العلم إن هذا المصطلح لم يرد صراحة في الأحاديث النبوية.

الإدارة عند العلماء توسعت أقوال أهل العلم بتعريف الإدارة أو ما يتعلق؛ فأهل اللغة ذكروا كلمة "دور" ومشتقاتها، لكنهم لم يذكروا كلمة الإدارة بصريح العبارة، وبعضهم قال: أدار السياسة، أي دبر أمور الرعية، أما العلماء في الحديث فعرفوا الإدارة بأنها: "جميع العمليات التي تستهدف تنفيذ السياسة العامة"؛ وهذا التعريف يشمل جميع الجوانب الدينية، والسياسية، والاقتصادية، ونحوها.

ومن التّعريفات الإسلاميّة لمفهوم الإدارة؛ تعريف الدّكتور حزام المطيري لها حيث يرى بأنّها: ذلك النّوع من الإدارة الذي يتّصف فيه القادة والأتباع بمقوّمات العلم والإيمان التي تمكّنهم من أداء وظائفهم مهما اختلفت مستوياتهم ومسؤولياتهم المناطة بهم.

كما عرّف الدّكتور النّحوي الإدارة الإسلاميّة بأنّها الاستفادة من كلّ الأسّس الإسلاميّة والقواعد الشرعية، والتّوجيهات الأخلاقيّة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الإنتاج، في أقل وقتٍ ممكن، وعلى أعلى مستوى من الإتقان ليكون كلّ عمل الإنسان عبادة لوجه الله -تعالى-.

خصائص الإدارة الإسلامية تميزت الإدارة الإسلامية بعدد من الخصائص؛ نذكر منها ما يأتي: ممارسة الأنشطة المباحة للوصول إلى الأهداف؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة. السعي لتحقيق أهداف مشروعة تتنفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية، وتندرج تحت مفهوم عبادة الله -عزو جل-. تقديم النفع لجميع الناس دون التمييز بينهم على أساس العرق، أو الدين، أو اللون، ونحوها. الرقابة الذاتية وهذا نابع من مخافة الله -سبحانه وتعالى-، والإحساس بثقل الأمانة التي تقع على كل مسؤول؛ في الإدارة الإسلامية.

إشباع الحاجات الأساسية للإنسان مثل الحاجات الروحية، والنفسية، والمادية، والفكرية؛ كل ذلك بطريقة معتدلة. مفهوم الإدارة عرّف كثيرٌ من المفكّرين الغربيين؛ أمثال فريدريك تايلر وهنري فايول الإدارة على أنّها: فنّ قيادة النّاس من أجل تحقيق الأهداف بأقلّ التّكاليف وأقصر الطّرق، ووفق أفضل معايير الكفاءة والفاعليّة، كما عُرّفت الإدارة بأنّها: العملية التي تشتمل على وظائف التخطيط، والتنظيم والتوجيه، والتنسيق والرقابة.

وقد كان هدف علماء الإدارة من تعريفها وضع تصوّرٍ عامٍ وواضح؛ لتلك العمليّة التي ترتقي بالعمل، وتزيد الإنتاج، وتختصر الوقت والجهد؛ في سبيل تحقيق الأهداف العامة للدول والمؤسّسات.