عجلون أم الينابيع بلا ماء .. المواطنون : نعيش "بعل" ونطالب ببناء سدود وحلول جذرية

mainThumb
عجلون أم الينابيع بلا ماء... المواطنون : نعيش "بعل" ونطالب ببناء سدود وحلول جذرية

13-05-2025 05:59 PM

printIcon

أخبار اليوم - عواد الفالح - في مشهد يحمل الكثير من المفارقات المؤلمة، تعيش محافظة عجلون، المعروفة تاريخياً بأنها "أم الينابيع"، أزمة عطش خانقة طالت معظم قراها وبلداتها، وسط استغاثات متواصلة من المواطنين الذين يطالبون بحلول جذرية تنهي معاناتهم المستمرة مع نقص المياه، رغم أن المحافظة تسجّل أعلى نسب الهطول المطري سنوياً على مستوى المملكة.

ورغم توجيهات رئيس الوزراء الأخيرة بتقديم دعم فوري لمياه عجلون وتعزيز الإمدادات، إلا أن الأهالي يرون أن هذه التوجيهات بقيت حبيسة التصريحات الإعلامية، مؤكدين أن المعالجة لا تزال مؤقتة لأزمة مزمنة لن تُحل إلا بمشاريع استراتيجية تضمن استغلال مياه الأمطار بشكل فعّال عبر بناء السدود وتطوير منظومة الحصاد المائي.

في قرى عبين وعبلين والخيط وعنجره وكفرنجة وغيرها من المناطق المرتفعة، تتكرر الشكوى ذاتها: دورة مياه تصل مرة كل 25 إلى 30 يوماً، وإن وصلت فلا تكفي سوى ساعات محدودة، ما يدفع السكان إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة من الصهاريج، رغم التزامهم بدفع فواتير المياه بانتظام.

يقول أحد المواطنين بمرارة: "نعيش في أرض الخيرات ونبحث عن تنكة ماء… هل المطلوب أن نحبس أنفسنا في البيوت ونترك الحياة للمكاتب والموازنات الورقية؟!"

ويضيف آخر: "أين مشاريع السدود؟ ولماذا تذهب مياه الأمطار هدراً كل شتاء بينما نعيش نحن العطش؟! هل المطلوب أن نظل نشتري الماء مرتين؛ ندفع الفواتير ونشتري بالصهاريج؟!"

كما أشار مواطنون إلى غياب واضح لمشاريع الحصاد المائي والاستفادة من كميات الأمطار الكبيرة، متسائلين عن سبب غياب خطط بناء السدود الصغيرة والمتوسطة التي تضمن تأمين مصادر مائية دائمة ومستقرة، بدلاً من الاستمرار في المعاناة السنوية مع شح المياه.

وفي منطقة أبو سليق عنجرة، يروي أحد السكان: "راجعنا سلطة المياه مرات عديدة، ننتظر منذ 28 يوماً تنكة ماء دفعنا ثمنها مسبقاً ولم تصل. حتى أصبحنا ننتظر الفرج وكأنه يحتاج قراراً سيادياً!"

هذا الواقع دفع بالكثيرين للمطالبة بإعادة النظر في سياسات توزيع المياه، وضرورة إطلاق حملة وطنية لبناء السدود وتعزيز البنية التحتية المائية لعجلون، التي أصبحت عنواناً لمعاناة عطش لا تليق بتاريخها ولا بمواردها الطبيعية.

وفي ختام حديثهم، يقول أحد كبار السن من عبين بحسرة: "إذا استمر الحال هكذا… تعالوا خذوا عدادات المياه، ما نريدها! ندفع فواتير بلا خدمة ونشتري الماء من السوق… أي عدل هذا؟!"

ويبقى السؤال الذي يطرحه الجميع: متى تعود "أم الينابيع" إلى عهدها، ومتى يتحول الحديث عن الأمن المائي إلى واقع ينعكس على حياة الناس ويضع حداً لمعاناة طال أمدها؟