الإفراج عن ألكسندر .. الغزيون بين أمل وقف الإبادة والحذر من التعنت "الإسرائيلي"

mainThumb
الإفراج عن ألكسندر.. الغزيون بين أمل وقف الإبادة والحذر من التعنت الإسرائيلي

14-05-2025 10:03 AM

printIcon

أخبار اليوم - "يمكن تكون هاي بداية النهاية... تعبنا من الموت والتشريد، وبدنا نعيش مثل باقي الناس"، بهذه الكلمات، يختصر محمود دلول، نازح من حي الزيتون شرق مدينة غزة، شعور الغزيين الذين يأملون أن تتلقف واشنطن والعالم رسالة غزة من الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر وتوقف حرب الإبادة.

وينظر الغزيون بكثير من الأمل، الممزوج بالخوف والقلق إلى ما بعد هذه الخطوة، إذ اعتادوا أن تفشل (إسرائيل) مساعي وقف حرب الإبادة، كلما اكتسبت زخما.

وعقب اتصالات أجرتها مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، أفرجت حركة المقاومة الإسلامية حماس أول من أمس عن الجندي الإسرائيلي الحامل للجنسية الأمريكية "عيدان"، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وعلّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الخطوة قائلًا: "يسعدني أن أعلن عودة عيدان ألكسندر، المحتجز منذ أكتوبر 2023، إلى عائلته. وأتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في تحقيق هذا الخبر"، وعبّر عن أمله في أن تكون هذه الخطوة "أولى المراحل الأخيرة اللازمة لإنهاء الحرب في غزة"، واصفًا إياها بـ"الوحشية".

ويأتي هذا الإفراج في وقت يعيش فيه قطاع غزة أسوأ كارثة إنسانية منذ عقود، تحت وطأة الحصار، والقصف الإسرائيلي المتواصل، والدمار الشامل الذي طال البنية التحتية والمنازل.

خطوة جريئة

خالد السوسي (33 عامًا)، من سكان مدينة غزة، وهو أب لأربعة أطفال عبر عن ارتياحه: "أنا شخصيًا بعتبر الإفراج عن الجندي خطوة جريئة... حماس بدها تقول للعالم إنها جاهزة للحلول (وفق الحقوق الفلسطينية). بس هل الطرف الآخر مستعد؟".

ويعرب عن أمله بأن يمارس العالم الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للذهاب لوقف إطلاق كامل ينهي الحرب.

ويشير إلى أن حرب الإبادة جعلت الموت روتينا في غزة، متابعا: "الناس في غزة تعبوا، إحنا بدنا نعيش ونؤمّن مستقبل أولادنا".

أما رنا أحمد (26 عامًا)، وهي نازحة من شمال غزة، عبرت عن تفاؤل حذر: "حماس بالإفراج عن الأسير عيدان بتحاول توصل رسالة إننا مش شعب متعطش للدم، بالعكس، إحنا بدنا نعيش بكرامة. الخطوة فيها إنسانية، بس العالم لازم يتحرك. إذا ما في ضغط دولي على (اسرائيل)، ما راح يتغير شي".

ورغم التفاؤل، فإن البعض يرى أن الرهانات على الموقف الأمريكي محدودة، خاصة وأن ترامب يُعد من أبرز الداعمين لـ(إسرائيل)، وهو من اعترف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس، وأطلق ما عُرف بـ"صفقة القرن"، التي رفضها الفلسطينيون باعتبارها تهدف لتهجيرهم وتصفية قضيتهم.

يأس من رؤساء أمريكا

أبو محمد عوض (60 عامًا)، لا يخفي تشاؤمه: "كل مرة بنسمع عن مبادرة لوقف النار بنتمسك فيها، وبترجع الحرب أشرس من قبل. الأمل صار عبء. بس يمكن، يمكن ربنا يفرجها من هالخطوة."

ويضيف عوض بنبرة ناقدة: "ما في رئيس أمريكي كان يومًا معنا. كلهم داعمين لـ(إسرائيل)، وبيشتغلوا لخدمتها، مش لفلسطين."

هبة المصري النازحة من شمالي غزة، وتعيش مع عائلتها في مدرسة تابعة لوكالة "أونروا"، تقول: "إفراج حماس عن الجندي بيأكد إن الشعب الفلسطيني مش حاقد ولا دموي. بس كمان لازم الناس برا تعرف إنه في شعب تشرد وبموت من الجوع. الخطوة لازم يتبعها وقف فوري للحرب".

وأضافت المصري: "بكفي حرب بكفي موت.. نحن نريد العودة إلى منازلنا واستعادة حياتنا الطبيعية".

الشاب بلال معروف، يضيف: "شوفنا مآسي لا توصف. أطفال تحت الركام، الناس بتنزف وبتموت عالطرقات. أي خطوة توقف الحرب، لازم ندعمها. يمكن العالم يسمع صوتنا أخيرًا. بس الأهم إننا نضل موحدين كمجتمع".

وترتكب (إسرائيل) بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة خلّفت أكثر من 217 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.

المصدر / فلسطين أون لاين