محمد .. شابٌ يافع شلَّت الحرب أحلامه وجسده

mainThumb
محمد.. شابٌ يافع شلَّت الحرب أحلامه وجسده

15-05-2025 10:12 AM

printIcon

أخبار اليوم - يرقد بلا حراك، هكذا هي حال الشاب محمد أبو هنا (19 عامًا)، المستلقي على سرير المرض بعد أن كان شابًا يافعًا لا يشكو أي علة صحية، مقبلًا على الحياة بتفاؤل، على الرغم من كل البؤس الذي خيّم على غزة خلال ما يقارب العامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.

فعندما اشتد القصف والقتل والدمار في مدينة غزة وبعد عدة مرات من النزوح القسري المتكرر داخل المدينة، رحلت أسرة محمد إلى الجنوب علها تجد مأوى آمنا، فنزحت الأسرة إلى مدينة رفح لعدة شهور.

وعندما اجتاح الاحتلال الإسرائيلي رفح انتقلت الأسرة إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفي رحلة النزوح المريرة كان محمد يدا يمنى لأسرته يساعدهم في تدبر شؤون حياتهم من نقل مياه وتسوق وإشعال نار وغيرها من الأمور الحياتية.

وعندما عادت العائلة إلى شمال القطاع كان الوضع لا زال صعبا من تدمير البنية التحتية ما ضاعف الأعباء الملقاة على عاتق شاب مثله لكن الفرحة بالعودة إلى حي الشجاعية مسقط رأسه كانت تهون عليه الكثير.

ولكن تاريخ ٢٩ مارس من العام الحالي حمل لـ" ابو هنا" صدمة غير متوقعة ففي أثناء مروره صدفة بجانب مكان استهدفه الاحتلال الإسرائيلي في الشجاعية أصابته شظية في العمود الفقري.

أقعدت الإصابة "أبو هنا" عن الحركة وأصابته بشلل رباعي فقد على أثره الحركة في يديه وقدميه، يقول والده أحمد لصحيفة "فلسطين" : "أصابت الشظية الفقرة السادسة من العمود الفقري بكسور ما جعلها تضغط على العمود الفقري وتمتعه من الحركة".

ومنذ تلك اللحظة وأبو هنا يرقد على سرير المشفى بلا حراك يعلق آماله على السفر للعلاج بالخارج الذي لا زال محروما منه حتى اللحظة هو وعشرات الآلاف من المرض. والجرحى بغزة بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع.

ويضيف ابو هنا:" مستقبل ابني الصحي متعلق بتصوير الرنين المغناطيسي غير الموجود حاليا في قطاع غزة والهدف منه معرفة مدى تأثير الإصابة على النخاع الشوكي وهل يمكن أن يتم تدخل جراحي يعيد الحركة لأطرافه".

وحتى تحين لحظة السفر وفق التحويلة الطبية الممنوحة له، فإن الجريح أبو هنا وذويه يعيشون ظروفا صعبة في ظل إصابته، فهو منوم الآن في مشفى الوفاء ولا يتلقى شيئا من العلاج سوى بعض تمارين العلاج الطبيعي.

ويتابع والده:" طلبوا منا توفير كرسي متحرك وقفازات لنقوم له ببعض التمارين المتقدمة لكن بعد جولة على كل جمعيات تأهيل ذوي الاعاقة في قطاع غزة أخبرونا أن هذه الأشياء غير متوفرة وسيوفرونها لنا حال فتح المعبر".

وحتى توفير الغذاء المناسب فهو معضلة كبرى في ظل المجاعة التي تضرب اطنابها في قطاع غزة وعدم وجود منتجات الألبان والأسماك واللحوم وغيرها من مصادر البروتين والكالسيوم.

يقول :" حتى المتوفر بكميات قليلة جدا في الأسواق كالمكسرات فأسعاره باهظة الثمن في ظل تعطلي عن العمل بعد أن فقدت محلي التجاري اثر قصفه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".

ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد فلا زال مسلسل النزوح مستمرا لدى الأسرة فهي نازحة الان من حي الشجاعية إلى غرب مدينة غزة وبين تدبر أمورها في النزوح وأضرارها لمرافقة محمد ليلا ونهارا تتقاسم الأسرة مهامها اليومية.

يقول أبو هنا:" محمد يحتاج لمن يغير له فهو لا يتحكم بالبراز والبول، ولمن يناوله الطعام والشراب ولمن يسنده، فنتقاسم مرافقته أنا واشقاؤه بحيث يكون هناك مرافق له نهارا واخر ليلا".

وحتى ينظر العالم - الذي يغض النظر عن ادنى حقوق الإنسان للغزيين في ظل تغول الاحتلال الإسرائيلي عليه -لحال محمد ومعاناته فإن الأسرة لا تملك سوى الدعم المعنوي والنفسي له على أمل أن تلوح له فرصة العلاج بالخارج وتكون له فيها الراحة من كل اوجاعه.

 فلسطين أون لاين