مطالبات بتبني خطة فلسطينية لاستثمار المواقف الغربية في عزل "إسرائيل"

mainThumb
مطالبات بتبني خطة فلسطينية لاستثمار المواقف الغربية في عزل "إسرائيل"

22-05-2025 10:12 AM

printIcon

أخبار اليوم - قال خبراء في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية إن المواقف الغربية المتزايدة ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي وسلوكه العدواني، تفرض على العرب والفلسطينيين تبني استراتيجية ضغط متكاملة، لتحويل تلك المواقف إلى خطوات ملموسة تُسهم في زيادة عزلة إسرائيل دوليًا، وتساعد في إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة.

وقد هدّد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، في بيان صدر عنهم الإثنين، باتخاذ خطوات ملموسة إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة، وترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.

ومن بين سلسلة الخطوات الغربية، كان إلغاء جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، زيارة كانت مقررة لإسرائيل، كما وافقت 17 دولة في الاتحاد الأوروبي على مراجعة اتفاقية الشراكة معها.

تحرّك دبلوماسي

وفي ظل هذه التطورات الدبلوماسية والسياسية اللافتة، تقول خبيرة العلاقات السياسية والقانونية لينا الطبال إن تحويل المواقف الغربية إلى أفعال ملموسة يتطلب خطة ضغط استراتيجية فلسطينية عربية، تشمل الأبعاد السياسية والقانونية والإعلامية والشعبية.

وذكرت أن الخطة تفترض تحركًا دبلوماسيًا منسقًا وتوحيد الموقف العربي والفلسطيني الرسمي أمام العواصم الأوروبية، للمطالبة بقرارات واضحة، مثل وقف تصدير السلاح لإسرائيل أو فرض عقوبات عليها.

وأكدت الطبال أهمية الدعم القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، من خلال تفعيل دور الجاليات والمنظمات القانونية العربية في أوروبا لدعم مذكرات التوقيف بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وعلى الصعيد الإعلامي، دعت إلى تصعيد الخطاب الإعلامي والحقوقي، لنقل الرواية الفلسطينية بمهنية ولغة قانونية وأخلاقية إلى المنصات الغربية، عبر صحفيين، ومثقفين، وفنانين عرب في الشتات.

كما دعت إلى تحريك الشارع العربي والغربي، ودعم التظاهرات والاعتصامات في أوروبا لإبقاء الضغط الشعبي، مشددة على ضرورة وقف التواطؤ العربي، من خلال إنهاء كل أشكال التطبيع السياسي والإعلامي مع الاحتلال، لأن لا معنى للغضب الأوروبي إذا قابله صمت أو تواطؤ رسمي عربي.

فرصة ثمينة

ويرى فؤاد بكر، الخبير في القانون الدولي والناشط في حركة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، أن ما شهدته الساحة الغربية مؤخرًا من مواقف وتصريحات لافتة تجاه القضية الفلسطينية، يعكس تحوّلًا تدريجيًا في المزاج السياسي الأوروبي.

ويضيف أن هذا التحوّل، رغم أنه لا يزال غير كافٍ لتغيير موازين القوى، فإنه يُمثّل فرصة ثمينة يجب استثمارها فلسطينيًا وعربيًا بذكاء استراتيجي ودبلوماسي نشط، بعيدًا عن الاكتفاء بالترحيب الخطابي أو التعويل على التعاطف الإنساني وحده.

ويؤكد بكر، في حديثه لـ "فلسطين أون لاين"، أن المطلوب على المستوى الفلسطيني هو تشكيل موقف وطني موحّد يعبّر عن تطلعات الشعب الفلسطيني، ويدعم الحراك السياسي والدبلوماسي الرسمي، من خلال تحرك نشط لطلب المزيد من الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، وتدويل الجرائم الإسرائيلية عبر المحافل القضائية الدولية.

كما تبرز أهمية تفعيل دور الجاليات الفلسطينية والعربية في أوروبا، وتكثيف الجهود الإعلامية والقانونية لفضح الانتهاكات، مستندين إلى القوانين الأوروبية ذاتها في ملفات المحاسبة والمساءلة.

أما على المستوى العربي، فإن دعم هذا الزخم يتطلب تحركًا جماعيًا من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، للضغط على الاتحاد الأوروبي نحو اتخاذ خطوات ملموسة، بما في ذلك فرض عقوبات على الاحتلال، ومساندة الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية.

وشدد بكر على أهمية توظيف العلاقات الاقتصادية والسياسية مع أوروبا كأدوات ضغط هادئة ولكن فعّالة، إلى جانب تعزيز حضور الرواية الفلسطينية في الإعلام الغربي بلغات متعددة، بما يخدم تحويل المواقف الأوروبية من أقوال إلى أفعال تُسهم في إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة.

 فلسطين أون لاين