أخبار اليوم - صفوت الحنيني - أكد الخبير التربوي عايش النوايسة في حديث خاص لـ"أخبار اليوم" أن تربية الأبناء ليست مهمة عابرة، بل هي رحلة معقدة تتطلب مزيجاً من الصبر والحكمة والتوازن بين الحزم والحنان، مشدداً على أن النجاح التربوي يتحقق من خلال فهم هذا التوازن وتطبيقه بوعي.

وأوضح النوايسة أن الحزم لا يعني القسوة أو الصرامة الزائدة، بل هو ضرورة لوضع حدود واضحة وقواعد ثابتة يشعر الطفل من خلالها بالأمان والانضباط الذاتي، وهو ما يسهم في تعزيز الاحترام وتكوين الشخصية بشكل إيجابي.

وفي المقابل، شدد على أهمية الحنان كحاجة تربوية أساسية، يتجلى في التعبير عن الحب والدعم العاطفي غير المشروط، بما يعزز ثقة الطفل بنفسه ويشعره بالتقدير والقبول. وأشار إلى أن الحنان يلعب دوراً محورياً في بناء ارتباط عاطفي قوي بين الطفل وأسرته، كما يساعد على تخفيف التوتر وتشجيع التعبير عن المشاعر بطريقة صحية.

وأشار النوايسة إلى أن التوازن المثالي يتحقق عندما يكون الحزم ممزوجاً بالحب، وأن يكون هناك استماع فعال وتعاطف حقيقي مع الطفل، مؤكداً أن دور الأهل لا يقتصر على تطبيق القواعد، بل يمتد إلى أن يكونوا قدوة في السلوك الإيجابي، ويقدموا التشجيع والثناء عند ظهور السلوكيات الجيدة.

وختم النوايسة حديثه بالتأكيد على أن الهدف الأساسي من التربية هو إعداد أبناء قادرين على تحمل المسؤولية، واثقين بأنفسهم، متفاعلين بإيجابية مع محيطهم الاجتماعي، وأن هذا الهدف لا يتحقق إلا من خلال تحقيق التوازن بين الحزم والحنان في كل مراحل الطفولة والنمو.