"ولاد حارتنا" .. في شوارع أمريكا

mainThumb
"ولاد حارتنا".. في شوارع أمريكا

07-06-2025 06:04 PM

printIcon

أخبار اليوم - صفوت الحنيني - منذ تسعينيات القرن الماضي، كان "صاحب الطابة" هو المتحكم بمجريات المباريات التي كانت تُلعب في شارع حارتنا؛ فهو الحكم، والهدّاف، وحارس المرمى، وحتى من يختار اللاعبين، ويقرر من لا يريده أن يلعب. وكان قائد "فريق حارتنا".

في تلك الأيام، كان حلم كل طفل أن يلعب كرة القدم حتى بعد أذان المغرب، والذي كان بمثابة الدقيقة التسعين في مباريات "الحارة". فإذا كنت متقدمًا بالنتيجة وأذّن المؤذن، تُعتبر الفريق الفائز، وبنتيجة قد تصل إلى عشرين هدفًا!

أما الآن، فقد استمر اللعب بعد أذّن المغرب بالنسبة لفريق حارتنا، وحقق حلمه الذي طال انتظاره.

بداية الرحلة

بدأ "فريق حارتنا" رحلته لتحقيق حلمه حينما وقع في مجموعة متوازنة في الدور الأول من التصفيات المونديالية، فلعب مع السعودية وطاجيكستان وباكستان، وخرج منها متصدرًا للمجموعة على حساب من ظنّ الجميع أنه المتصدر الفعلي قبل بداية التصفيات.

ومع توقّف التصفيات، ذهب "فريق حارتنا" ليُشارك في بطولة كان من المستحيل الفوز بها، فقد كانت تضم "حارات" فيها لعيبة أحسن من لعيبة حارتنا.
إلا أن فريقنا وصل إلى المباراة النهائية، وخسر البطولة أمام صاحب الأرض والجمهور والتنظيم، بسيناريو صعب.

الحارة في مأزق

بعد الوصول إلى المشهد النهائي من بطولة "الحارات" وخسارته، بدأ مدرب فريق الحارة يُلوّح بمنديل الرحيل لأسباب "خاصة"، وكان له ما أراد، ليتسلم "ابن عمه" زمام الأمور ويُشرف على فريق حارتنا ويُكمل مشوار التصفيات.

ومع استلام المدرب الجديد، بدأت الانتقادات تُلاحقه: أداء باهت، لا انتصارات، ولا رسم تكتيكي واضح في المباريات الودية مع الحارات الأخرى.

الحارة تتألق

بعد النتائج السلبية لـ"الحارة" في الوديات، طرقت المواعيد الرسمية بابها، وتبيّن أن المدرب الجديد "أحسن من ابن عمه"، وحقق النتائج الإيجابية الواحدة تلو الأخرى.
فانتصر على عُمان في مناسبتين، وتعادل مع كوريا في سيول، وانتصر على فلسطين، بالإضافة إلى تعادل ثمين في "كراج حويدر".

مسك الختام.. الحارة تُحقق حلمها

مع نهاية مشوار التصفيات لـ"فريق حارتنا"، أصبح الحلم حقيقة.
من شوارع الزرقاء وإربد وعمّان والسلط، إلى أزقة أمريكا، وأرصفة المكسيك، وأجواء كندا الباردة.

"ولاد حارتنا" — موسى، وعلي، ويزن، والبقية — أصبحوا الآن الفريق العربي الأول الذي يحجز مقعدًا مباشرًا في المونديال.

من أذان المغرب إلى صافرة النهاية في مسقط... والحلم أصبح حقيقة.