أخبار اليوم - صفوت الحنيني - حذر الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة من التأثيرات السلبية العميقة للإفراط في استخدام الشاشات – بما في ذلك الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والتلفاز، وألعاب الفيديو – على النمو العقلي والاجتماعي للأطفال، خصوصاً في المراحل العمرية المبكرة.

وقال النوايسة في حديثه لـ"أخبار اليوم" إن الاستخدام الطويل لهذه الأجهزة يؤدي إلى ضعف الانتباه والتركيز نتيجة تعوّد الدماغ على التحفيز السريع والمتكرر، مما ينعكس سلباً على التحصيل الدراسي والقدرة على أداء الأنشطة اليومية.

وأشار إلى أن من أبرز الآثار الخطيرة أيضاً هو تأخر تطور اللغة نتيجة قلة التفاعل البشري، إلى جانب ضعف التفكير الإبداعي بسبب استهلاك محتوى جاهز لا يشجع الطفل على الابتكار أو توليد الأفكار.

وأوضح النوايسة أن الأطفال الذين يمضون وقتاً طويلاً أمام الشاشات يعانون كذلك من العزلة الاجتماعية، وانخفاض الذكاء العاطفي، نظراً لانعدام التجارب الواقعية التي تساعد على فهم المشاعر والتواصل مع الآخرين. كما نبه إلى زيادة في السلوكيات العدوانية الناتجة عن تعرض الأطفال لمحتوى عنيف دون رقابة الأهل.

وبيّن النوايسة أن هذه المؤشرات مجتمعة تُنذر بـ"الإدمان الرقمي"، الذي يؤدي بدوره إلى القلق، تقلب المزاج، الانطواء، ومشكلات في النوم.

ودعا الخبير التربوي إلى عدم تعريض الأطفال دون سن السنتين للشاشات، وتحديد أوقات الاستخدام اليومي، وتوفير بدائل مثل القصص، والأنشطة الحركية، والمشاركة الأبوية في المشاهدة. كما شدد على أهمية النشاط البدني لتجنب السمنة والمشاكل الصحية الناتجة عن قلة الحركة، مشجعاً على إدماج الأطفال في أندية وأنشطة رياضية واجتماعية