أخبار اليوم - عمان - تالا الفقيه - أكدت الدكتورة رولا عواد بزادوغ أن امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) لم يعد مجرد محطة تعليمية، بل أصبح مصدر ضغط نفسي هائل يهدد سلامة الطلبة الجسدية والنفسية، بسبب الثقافة المجتمعية التي تضخم نتائجه وتحصر النجاح في ورقة العلامات فقط.
وأشارت بزادوغ إلى أن حالات فقدان الوعي والانهيارات العصبية، وحتى حالات الوفاة بين الطلبة، لم تعد مجرد حوادث فردية بل مؤشر صريح على وجود أزمة عميقة في بيئتنا التعليمية والنفسية.
وبينت أن أسباب هذا القلق المفرط متعددة، من أبرزها الضغوط العائلية القائمة على النوايا الحسنة ولكن بتوقعات عالية، إضافة إلى نظام تعليمي يعتمد على الحفظ والتقييم النهائي فقط، ما يشعر الطالب أن مستقبله كله يتحدد بساعات الامتحان القليلة.
وشددت بزادوغ على أهمية إعادة تعريف مفهوم النجاح ليصبح أوسع من مجرد تحصيل أكاديمي، بحيث يشمل المهارات، الشغف، الإبداع والتعلم الذاتي، خاصة في عصر تتوافر فيه المعرفة بسهولة.
كما دعت إلى ضرورة دعم الصحة النفسية للطلبة عبر توفير جلسات تفريغ وتدريب على إدارة التوتر في المدارس، إلى جانب حملات توعية للأهالي لتعليمهم أساليب دعم أبنائهم نفسيًا بدلًا من الضغط عليهم.
وأكدت على أهمية تطوير المناهج وآليات التقييم، والتحول نحو التعليم النقدي والتفاعلي، وتقليل الاعتماد على الامتحان النهائي كمقياس وحيد للنجاح.
وفي ختام حديثها شددت الدكتورة بزادوغ على أن التوجيهي مرحلة مهمة لكنها ليست نهاية الطريق، قائلة: «من حق أبنائنا أن يعيشوا هذه المرحلة بتوازن ووعي ودعم حقيقي، ومن واجبنا جميعًا أن نخلق لهم بيئة تعليمية أكثر إنسانية وأقل ضغطًا».