ما العلاقة بين الالتهاب وقلّة النوم؟

mainThumb
ما العلاقة بين الالتهاب وقلّة النوم؟

29-06-2025 12:27 PM

printIcon

أخبار اليوم - كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من مستشفى «ماونت سيناي» في الولايات المتحدة، تهدف إلى تقييم كيفية تأثير كل من الالتهابات وأعراض داء الأمعاء الالتهابي (IBD) في خصائص النوم وأنماطه، عن أنَّ التغيّرات الملحوظة في مقاييس النوم، وتحديداً انخفاض نوم حركة العين السريعة التي تُساعد على النوم العميق، وزيادة النوم الخفيف، لا تحدث إلا عند وجود التهاب في الجسم.


ونُشرت النتائج التي تُشير أيضاً إلى أنّ تغيّرات النوم قد تُنذر بنوبات مقبلة من المرض، في مجلة «كلينيكال جاستروإنترولوجي آند هيباتولوجي» المعنيّة بأمراض الجهاز الهضمي والكبد.

ووجد الباحثون أنّ انخفاض نوم حركة العين السريعة -وهي المرحلة التي يُعدّها الخبراء الأكثر تجديداً للجسم- يحدث فقط عند وجود التهاب في الجسم؛ إذ لا تُؤدي عوارض المرض وحدها إلى أي اضطراب في النوم.

وقد قيّموا بيانات النوم لأكثر من 100 مُشارك مُصاب بداء الأمعاء الالتهابي، ارتدوا أجهزة قابلة للارتداء متوفرة على نطاق واسع، لمدة تجاوزت 7 أشهر في المتوسط.

وشملت البيانات مراحل النوم، ونسبة الوقت الذي يقضيه المشاركون نائمين في السرير، وإجمالي ساعات النوم. كما جمع الفريق استبيانات يومية للعوارض، إلى جانب مؤشّرات معملية للالتهاب.

وقال الباحث المُراسل، الدكتور روبرت هيرتن، الأستاذ المُشارك في أمراض الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي في كلية «إيكان» للطبّ في «ماونت سيناي»: «نتائجنا شديدة الأهمية؛ لأنها تُشير إلى أنّ قلة النوم قد تكون مرتبطة بمرض التهابي نشط، حتى في الحالات التي لا يُبلِّغ فيها المرضى عن عوارض ظاهرة».

وأضاف، في بيان نُشر، الثلاثاء: «هذا النهج يفتح آفاقاً جديدة لكيفية استخدام الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة الأحداث الصحية وتتبُّع النوم في سياق الأمراض المزمنة».

وتُعدّ قلة النوم شكوى شائعة لدى مرضى داء الأمعاء الالتهابي. وقد ركزت الدراسات السابقة في الغالب على تقييمات ذاتية ودراسات قصيرة المدى، مما ترك غموضاً حول ما إذا كانت اضطرابات النوم ناتجة عن العوارض أو الالتهابات أو كليهما.

ويُعدّ داء الأمعاء الالتهابي فئة مرضية تشمل التهاب القولون التقرحي وداء كرون، ويتّسم بوجود التهابات في الجهاز الهضمي. ويمكن أن تترافق نوبات النشاط مع عوارض مثل ألم البطن، والإسهال، والنزيف، وإنما هذه العوارض قد تظهر أحياناً حتى في غياب مؤشّرات التهابية فعلية.

تغيّرات النوم

في هذا السياق، أجرى الفريق خرائط طولية لأنماط النوم الموضوعية قبل نوبات التفاقم وفي أثنائها وبعدها. كما حُلَّلت بيانات النوم لمدّة 6 أسابيع قبل النوبات و6 أسابيع بعدها.

ووجد الباحثون أنّ اضطرابات النوم تتفاقم بشكل واضح قبيل تفاقم الحالة الالتهابية، ثم تتحسَّن بعد ذلك، مما يُشير إلى أنَّ تغيّرات النوم قد تُشكّل مؤشراً مبكراً على زيادة وشيكة في نشاط المرض.

وتُعدّ هذه الدراسة الأولى من نوعها التي ترسم خريطة طولية لأنماط النوم لدى مرضى داء الأمعاء الالتهابي باستخدام أجهزة قابلة للارتداء، ما يُتيح طريقة غير جراحية لمراقبة نشاط المرض واستكشاف العلاقة بين قلة النوم والالتهاب.

وعلّق الباحثون بأنَّ هذه النتائج تُعزّز إمكانات المراقبة المستمرّة والسلبية للنوم باستخدام أجهزة مخصَّصة للمستهلكين، مما قد يُمهّد لمستقبل تُراقب فيه الحالة الالتهابية بشكل لحظي، بديلاً عن الإجراءات الجراحية أو المعقَّدة مثل تحاليل الدم أو عيّنات البراز.