سهم محمد العبادي
في زيارتي الأخيرة للزميل فارس الحباشنة خلال مكوثه في مستشفى ابن الهيثم، لم تكن الزيارة مجرد عبور إلى غرفة مريض، بل كانت رحلةً إلى عمق مؤسسة وطنية كُتب على جدرانها أن تكون شاهدة على الطب في أنبله، وعلى الإدارة في أنقاها، وعلى الإنسانية في أصفى صورها.
ما إن تخطو إلى داخل المبنى، حتى تشعر أنك تدخل صرحًا لا تملكه شركة، بل تملكه ذاكرة وطن، ويقوده ضمير عائلة. فهذا ليس مستشفى فحسب، بل هو ابن الهيثم، الاسم الذي ما إن يُذكر في الأوساط الطبية حتى تُقرن به سمعة طبية رفيعة واحترافية متقدمة جعلته مقصدًا للأردنيين، كما للأشقاء العرب والمرضى القادمين من دول عديدة.
حين تعود بي الذاكرة إلى البدايات، أستذكر الجلسات السنوية التي كان يُعقد فيها اجتماع الميزانية العمومية بحضور الراحل الكبير الحاج عبد الله أبو خديجة، مؤسس المستشفى. فلم يكن يقرأ الأرقام فقط، بل كان يقرأ القيم، ويعيد توزيعها على شكل فرص علاجية للفقراء، وأبواب رزق للعاملين، وقرارات تطوير تُبقي هذا الصرح في المقدمة، مواكبًا للتطور.
كان الرجل يدير المكان بعقله وقلبه، وكان يورّث أبناءه ليس فقط الإدارة، بل الإيمان بأن الطب رسالة، وأن المستشفى يجب أن يبقى بيتًا مفتوحًا لكل محتاج، لا أن يتحول إلى رقم في معادلة ربح؛ فالإنسانية كانت عنده تتقدم على كل الحسابات.
ولا يمكن أن أكتب عن مستشفى ابن الهيثم دون أن أتوقف عند تلك العائلات المستورة التي كنا نرسلها إلى الحاج عبد الله أبو خديجة، رحمه الله، في صمتٍ وبغير ضجيج، ولا ملفات دعم، ولا توصيات رسمية. كانت تلك العائلات تأتي فقط بـ'اسم الحج'، وكان ذلك الاسم كفيلاً بأن تُعامل بأقصى درجات الاحترام والكرامة.
لم يكن لديهم تأمين صحي، لكنهم كانوا 'مؤمَّنين من طرف الحج'، وهي جملة كانت تكفي في المستشفى لتعني أن الفاتورة مدفوعة من رصيد الإنسانية، وأن الرعاية مضمونة من ضمير رجلٍ يعرف أن الكرامة لا تُقسط.
كانت غرفهم مهيّأة، والعلاج يُقدَّم كما لو أنهم من كبار الزوار، لا من محدودي الدخل. يغادرون المستشفى وهم ممتنّون، لا لأنهم تلقّوا علاجًا فقط، بل لأنهم خرجوا مرفوعي الرأس، ولم يشعروا للحظة أنهم عبءٌ على أحد.
هذا هو ابن الهيثم كما عرفناه... وهذا هو الحاج عبد الله أبو خديجة كما سنظل نذكره: رجلٌ حوّل المستشفى من مبنى علاجي إلى حاضنة اجتماعية، ومن صرح طبي إلى بيت لكل محتاج.
اليوم، يقود الدكتور أحمد أبو خديجة هذا الإرث. ورغم أن القطاع الصحي الخاص يشهد منافسة شديدة، إلا أن مستشفى ابن الهيثم حافظ على موقعه كأحد أهم المستشفيات الأردنية وأقواها من حيث السمعة، وسعة الخدمات، وتنوع التخصصات، ودقة الإجراءات. ويبدع أحمد أبو خديجة في مواصلة التميز والريادة بثبات وعقلية تطويرية متقدمة.
فالمستشفى لا يتميّز فقط بتاريخه، بل بكوادره الطبية والتمريضية التي تُصنّف ضمن الأفضل محليًا وإقليميًا. ففي كل طابق، وفي كل غرفة، ترى حضورًا حقيقيًا للعلم، والاهتمام، والاحترام. فالتمريض ليس مجرّد 'كوادر'، بل عيون ساهرة، وقلوب رحيمة، تسبق الطبيب أحيانًا في احتضان المريض وطمأنته.
وعلى مستوى البنية التحتية، فإن المستشفى يتميز على مستوى المنطقة. وحدات العناية الحثيثة متطورة، أقسام الطوارئ مجهّزة، الغرف واسعة تحفظ خصوصية المرضى، ومرافق المستشفى تنظَّف وكأنها تُعدُّ لصلاة، لا لعملية جراحية. وحتى في أقسى الأزمات الصحية، لم يخذل المستشفى مرضاه، وظلّ على العهد: أبوابه لا تُغلق، واسمه لا يُشوّه.
أما عن السمعة الطبية، فإن ابن الهيثم بات جزءًا من الهوية العلاجية الأردنية، وذاكرة الوطن الطبية. وهو أحد أعمدة السياحة العلاجية، وقد استقبل حالات من الخليج، ومن فلسطين، ومن العراق وليبيا، ومن دول أوروبية أيضًا، لا لشيء، إلا لأنه يقدّم العلاج بكرامة، والضيافة بصدق، والكفاءة بثقة. المرضى يغادرون بشفافية التقرير، لا بضبابية الحساب.
وعندما نقول إن هذا المستشفى أردني، فنحن لا نقصد الموقع الجغرافي فقط، بل نقصد الفكرة. لأن ابن الهيثم لم يُبنَ بقرار استثمار خارجي، بل بقرار وطني. ولأن من يعمل فيه هم أطباء وممرضون وفنيون أردنيون، تعبوا، ودرسوا، واختبروا الألم، ثم عادوا ليخدموا أهلهم، لا ليرحلوا عنهم.
في تلك الغرفة التي زرت فيها فارس الحباشنة، رأيت حجم الرعاية، ولمحت في العيون أن الجميع يتعامل مع المريض كأخ، لا كملف طبي. وهناك فقط، عرفت لماذا يُحب الناس هذا المستشفى.
فهو ليس المكان، ولا الأجهزة، ولا التصاميم الحديثة. هو الناس. من المؤسس إلى المدير، ومن الطبيب إلى موظف الاستقبال.
ابن الهيثم… هو الأردن حين يلبس مئزرًا أبيض، ويضع السماعة في قلبه.
رحم الله الحاج عبد الله أبو خديجة (أبو هيثم)، وكلّنا فخر بهذا الصرح الطبي الوطني.
ويبقى ابن الهيثم بوابة الأردن الطبية.
سهم محمد العبادي
في زيارتي الأخيرة للزميل فارس الحباشنة خلال مكوثه في مستشفى ابن الهيثم، لم تكن الزيارة مجرد عبور إلى غرفة مريض، بل كانت رحلةً إلى عمق مؤسسة وطنية كُتب على جدرانها أن تكون شاهدة على الطب في أنبله، وعلى الإدارة في أنقاها، وعلى الإنسانية في أصفى صورها.
ما إن تخطو إلى داخل المبنى، حتى تشعر أنك تدخل صرحًا لا تملكه شركة، بل تملكه ذاكرة وطن، ويقوده ضمير عائلة. فهذا ليس مستشفى فحسب، بل هو ابن الهيثم، الاسم الذي ما إن يُذكر في الأوساط الطبية حتى تُقرن به سمعة طبية رفيعة واحترافية متقدمة جعلته مقصدًا للأردنيين، كما للأشقاء العرب والمرضى القادمين من دول عديدة.
حين تعود بي الذاكرة إلى البدايات، أستذكر الجلسات السنوية التي كان يُعقد فيها اجتماع الميزانية العمومية بحضور الراحل الكبير الحاج عبد الله أبو خديجة، مؤسس المستشفى. فلم يكن يقرأ الأرقام فقط، بل كان يقرأ القيم، ويعيد توزيعها على شكل فرص علاجية للفقراء، وأبواب رزق للعاملين، وقرارات تطوير تُبقي هذا الصرح في المقدمة، مواكبًا للتطور.
كان الرجل يدير المكان بعقله وقلبه، وكان يورّث أبناءه ليس فقط الإدارة، بل الإيمان بأن الطب رسالة، وأن المستشفى يجب أن يبقى بيتًا مفتوحًا لكل محتاج، لا أن يتحول إلى رقم في معادلة ربح؛ فالإنسانية كانت عنده تتقدم على كل الحسابات.
ولا يمكن أن أكتب عن مستشفى ابن الهيثم دون أن أتوقف عند تلك العائلات المستورة التي كنا نرسلها إلى الحاج عبد الله أبو خديجة، رحمه الله، في صمتٍ وبغير ضجيج، ولا ملفات دعم، ولا توصيات رسمية. كانت تلك العائلات تأتي فقط بـ'اسم الحج'، وكان ذلك الاسم كفيلاً بأن تُعامل بأقصى درجات الاحترام والكرامة.
لم يكن لديهم تأمين صحي، لكنهم كانوا 'مؤمَّنين من طرف الحج'، وهي جملة كانت تكفي في المستشفى لتعني أن الفاتورة مدفوعة من رصيد الإنسانية، وأن الرعاية مضمونة من ضمير رجلٍ يعرف أن الكرامة لا تُقسط.
كانت غرفهم مهيّأة، والعلاج يُقدَّم كما لو أنهم من كبار الزوار، لا من محدودي الدخل. يغادرون المستشفى وهم ممتنّون، لا لأنهم تلقّوا علاجًا فقط، بل لأنهم خرجوا مرفوعي الرأس، ولم يشعروا للحظة أنهم عبءٌ على أحد.
هذا هو ابن الهيثم كما عرفناه... وهذا هو الحاج عبد الله أبو خديجة كما سنظل نذكره: رجلٌ حوّل المستشفى من مبنى علاجي إلى حاضنة اجتماعية، ومن صرح طبي إلى بيت لكل محتاج.
اليوم، يقود الدكتور أحمد أبو خديجة هذا الإرث. ورغم أن القطاع الصحي الخاص يشهد منافسة شديدة، إلا أن مستشفى ابن الهيثم حافظ على موقعه كأحد أهم المستشفيات الأردنية وأقواها من حيث السمعة، وسعة الخدمات، وتنوع التخصصات، ودقة الإجراءات. ويبدع أحمد أبو خديجة في مواصلة التميز والريادة بثبات وعقلية تطويرية متقدمة.
فالمستشفى لا يتميّز فقط بتاريخه، بل بكوادره الطبية والتمريضية التي تُصنّف ضمن الأفضل محليًا وإقليميًا. ففي كل طابق، وفي كل غرفة، ترى حضورًا حقيقيًا للعلم، والاهتمام، والاحترام. فالتمريض ليس مجرّد 'كوادر'، بل عيون ساهرة، وقلوب رحيمة، تسبق الطبيب أحيانًا في احتضان المريض وطمأنته.
وعلى مستوى البنية التحتية، فإن المستشفى يتميز على مستوى المنطقة. وحدات العناية الحثيثة متطورة، أقسام الطوارئ مجهّزة، الغرف واسعة تحفظ خصوصية المرضى، ومرافق المستشفى تنظَّف وكأنها تُعدُّ لصلاة، لا لعملية جراحية. وحتى في أقسى الأزمات الصحية، لم يخذل المستشفى مرضاه، وظلّ على العهد: أبوابه لا تُغلق، واسمه لا يُشوّه.
أما عن السمعة الطبية، فإن ابن الهيثم بات جزءًا من الهوية العلاجية الأردنية، وذاكرة الوطن الطبية. وهو أحد أعمدة السياحة العلاجية، وقد استقبل حالات من الخليج، ومن فلسطين، ومن العراق وليبيا، ومن دول أوروبية أيضًا، لا لشيء، إلا لأنه يقدّم العلاج بكرامة، والضيافة بصدق، والكفاءة بثقة. المرضى يغادرون بشفافية التقرير، لا بضبابية الحساب.
وعندما نقول إن هذا المستشفى أردني، فنحن لا نقصد الموقع الجغرافي فقط، بل نقصد الفكرة. لأن ابن الهيثم لم يُبنَ بقرار استثمار خارجي، بل بقرار وطني. ولأن من يعمل فيه هم أطباء وممرضون وفنيون أردنيون، تعبوا، ودرسوا، واختبروا الألم، ثم عادوا ليخدموا أهلهم، لا ليرحلوا عنهم.
في تلك الغرفة التي زرت فيها فارس الحباشنة، رأيت حجم الرعاية، ولمحت في العيون أن الجميع يتعامل مع المريض كأخ، لا كملف طبي. وهناك فقط، عرفت لماذا يُحب الناس هذا المستشفى.
فهو ليس المكان، ولا الأجهزة، ولا التصاميم الحديثة. هو الناس. من المؤسس إلى المدير، ومن الطبيب إلى موظف الاستقبال.
ابن الهيثم… هو الأردن حين يلبس مئزرًا أبيض، ويضع السماعة في قلبه.
رحم الله الحاج عبد الله أبو خديجة (أبو هيثم)، وكلّنا فخر بهذا الصرح الطبي الوطني.
ويبقى ابن الهيثم بوابة الأردن الطبية.
سهم محمد العبادي
في زيارتي الأخيرة للزميل فارس الحباشنة خلال مكوثه في مستشفى ابن الهيثم، لم تكن الزيارة مجرد عبور إلى غرفة مريض، بل كانت رحلةً إلى عمق مؤسسة وطنية كُتب على جدرانها أن تكون شاهدة على الطب في أنبله، وعلى الإدارة في أنقاها، وعلى الإنسانية في أصفى صورها.
ما إن تخطو إلى داخل المبنى، حتى تشعر أنك تدخل صرحًا لا تملكه شركة، بل تملكه ذاكرة وطن، ويقوده ضمير عائلة. فهذا ليس مستشفى فحسب، بل هو ابن الهيثم، الاسم الذي ما إن يُذكر في الأوساط الطبية حتى تُقرن به سمعة طبية رفيعة واحترافية متقدمة جعلته مقصدًا للأردنيين، كما للأشقاء العرب والمرضى القادمين من دول عديدة.
حين تعود بي الذاكرة إلى البدايات، أستذكر الجلسات السنوية التي كان يُعقد فيها اجتماع الميزانية العمومية بحضور الراحل الكبير الحاج عبد الله أبو خديجة، مؤسس المستشفى. فلم يكن يقرأ الأرقام فقط، بل كان يقرأ القيم، ويعيد توزيعها على شكل فرص علاجية للفقراء، وأبواب رزق للعاملين، وقرارات تطوير تُبقي هذا الصرح في المقدمة، مواكبًا للتطور.
كان الرجل يدير المكان بعقله وقلبه، وكان يورّث أبناءه ليس فقط الإدارة، بل الإيمان بأن الطب رسالة، وأن المستشفى يجب أن يبقى بيتًا مفتوحًا لكل محتاج، لا أن يتحول إلى رقم في معادلة ربح؛ فالإنسانية كانت عنده تتقدم على كل الحسابات.
ولا يمكن أن أكتب عن مستشفى ابن الهيثم دون أن أتوقف عند تلك العائلات المستورة التي كنا نرسلها إلى الحاج عبد الله أبو خديجة، رحمه الله، في صمتٍ وبغير ضجيج، ولا ملفات دعم، ولا توصيات رسمية. كانت تلك العائلات تأتي فقط بـ'اسم الحج'، وكان ذلك الاسم كفيلاً بأن تُعامل بأقصى درجات الاحترام والكرامة.
لم يكن لديهم تأمين صحي، لكنهم كانوا 'مؤمَّنين من طرف الحج'، وهي جملة كانت تكفي في المستشفى لتعني أن الفاتورة مدفوعة من رصيد الإنسانية، وأن الرعاية مضمونة من ضمير رجلٍ يعرف أن الكرامة لا تُقسط.
كانت غرفهم مهيّأة، والعلاج يُقدَّم كما لو أنهم من كبار الزوار، لا من محدودي الدخل. يغادرون المستشفى وهم ممتنّون، لا لأنهم تلقّوا علاجًا فقط، بل لأنهم خرجوا مرفوعي الرأس، ولم يشعروا للحظة أنهم عبءٌ على أحد.
هذا هو ابن الهيثم كما عرفناه... وهذا هو الحاج عبد الله أبو خديجة كما سنظل نذكره: رجلٌ حوّل المستشفى من مبنى علاجي إلى حاضنة اجتماعية، ومن صرح طبي إلى بيت لكل محتاج.
اليوم، يقود الدكتور أحمد أبو خديجة هذا الإرث. ورغم أن القطاع الصحي الخاص يشهد منافسة شديدة، إلا أن مستشفى ابن الهيثم حافظ على موقعه كأحد أهم المستشفيات الأردنية وأقواها من حيث السمعة، وسعة الخدمات، وتنوع التخصصات، ودقة الإجراءات. ويبدع أحمد أبو خديجة في مواصلة التميز والريادة بثبات وعقلية تطويرية متقدمة.
فالمستشفى لا يتميّز فقط بتاريخه، بل بكوادره الطبية والتمريضية التي تُصنّف ضمن الأفضل محليًا وإقليميًا. ففي كل طابق، وفي كل غرفة، ترى حضورًا حقيقيًا للعلم، والاهتمام، والاحترام. فالتمريض ليس مجرّد 'كوادر'، بل عيون ساهرة، وقلوب رحيمة، تسبق الطبيب أحيانًا في احتضان المريض وطمأنته.
وعلى مستوى البنية التحتية، فإن المستشفى يتميز على مستوى المنطقة. وحدات العناية الحثيثة متطورة، أقسام الطوارئ مجهّزة، الغرف واسعة تحفظ خصوصية المرضى، ومرافق المستشفى تنظَّف وكأنها تُعدُّ لصلاة، لا لعملية جراحية. وحتى في أقسى الأزمات الصحية، لم يخذل المستشفى مرضاه، وظلّ على العهد: أبوابه لا تُغلق، واسمه لا يُشوّه.
أما عن السمعة الطبية، فإن ابن الهيثم بات جزءًا من الهوية العلاجية الأردنية، وذاكرة الوطن الطبية. وهو أحد أعمدة السياحة العلاجية، وقد استقبل حالات من الخليج، ومن فلسطين، ومن العراق وليبيا، ومن دول أوروبية أيضًا، لا لشيء، إلا لأنه يقدّم العلاج بكرامة، والضيافة بصدق، والكفاءة بثقة. المرضى يغادرون بشفافية التقرير، لا بضبابية الحساب.
وعندما نقول إن هذا المستشفى أردني، فنحن لا نقصد الموقع الجغرافي فقط، بل نقصد الفكرة. لأن ابن الهيثم لم يُبنَ بقرار استثمار خارجي، بل بقرار وطني. ولأن من يعمل فيه هم أطباء وممرضون وفنيون أردنيون، تعبوا، ودرسوا، واختبروا الألم، ثم عادوا ليخدموا أهلهم، لا ليرحلوا عنهم.
في تلك الغرفة التي زرت فيها فارس الحباشنة، رأيت حجم الرعاية، ولمحت في العيون أن الجميع يتعامل مع المريض كأخ، لا كملف طبي. وهناك فقط، عرفت لماذا يُحب الناس هذا المستشفى.
فهو ليس المكان، ولا الأجهزة، ولا التصاميم الحديثة. هو الناس. من المؤسس إلى المدير، ومن الطبيب إلى موظف الاستقبال.
ابن الهيثم… هو الأردن حين يلبس مئزرًا أبيض، ويضع السماعة في قلبه.
رحم الله الحاج عبد الله أبو خديجة (أبو هيثم)، وكلّنا فخر بهذا الصرح الطبي الوطني.
ويبقى ابن الهيثم بوابة الأردن الطبية.
التعليقات