أخبار اليوم - لم يُكمل أحمد أبو لبدة (46 عامًا) جملته لطفله الصغير عز الدين (12 عامًا)، الذي كان يبعد عنه أمتارًا قليلة في ساحة عيادة الصليب الأحمر قرب منطقة 'فش فرش' في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، حتى دوّى إطلاق نار كثيف، صادر من جهة مراكز توزيع المساعدات الأمريكية ومن رافعة إسرائيلية متمركزة على الشريط الساحلي، صباح يوم 29 مايو/أيار 2025.
وفي لحظة، سقط عز الدين أرضًا، فيما بدأت بركة دماء تنزف من رأسه الصغير. رصاصة واحدة خرقت الصمت، وكسرت مشهد الانتظار، كما كسرته صرخة والده وهو يركض نحوه: 'وحيدي.. هذا ابني الوحيد!'
نُقل الطفل إلى مستشفى ناصر بعد نحو نصف ساعة من إصابته برصاصة في الرأس، وأُدخل غرفة العناية المركزة، حيث بقي 42 يومًا يصارع الموت. ورغم مناشدات عائلته المتكررة للمنظمات الدولية من أجل تسفيره للعلاج، ظل المعبر مغلقًا، ليُستشهد وهو يبحث عن الدواء، بعدما سبقت الرصاصة العلاج.
نومٌ على الرمل
قبل الإصابة بعشرة أيام، نزحت العائلة من بلدة بني سهيلا شرق خان يونس إلى منطقة 'فش فرش'. وبسبب الاكتظاظ الشديد في المواصي، لم تجد العائلة مكانًا لنصب خيمتها، فافترشوا رمال الشاطئ لعدة أيام. كان عز الدين ينام مع والده في العراء، فيما كانت والدته تنام لدى أقاربها مع شقيقتيه ديما (14 عامًا) ودانا (5 أعوام).
يروي والده لصحيفة 'فلسطين'، محاولًا لملمة ما تبقى من قوته: 'استيقظ عز باكرًا كعادته، تناول قطعة بسكويت ثم عاد للنوم قليلًا، كنا ننتظر ابن أخي ليساعدنا في نصب الخيمة. ذهبتُ مع والدته إلى العيادة للحصول على دواء لضغط الدم، وكان عز يُعاني من حساسية جلدية وكان ينتظر دواءه أيضًا، فأتى خلفنا.'
ويتابع بصوت يملؤه الحزن: 'كان يقف بجانبي حين بدأت الطواقم الطبية تنادي بالدخول إلى العيادة، مع بدء إطلاق النار. ناديت عليه: (تعال وقف على الجنب)، لكن الرصاصة كانت أسرع من صوتي، فسقط أمامي، والدماء تنزف من رأسه بعدما اخترقت الرصاصة جمجمته من الجهتين.'
وفي مجمع ناصر الطبي، لم يُغادر الأب أبواب غرفة العناية إلا لساعات المساء. كان يعود صباحًا حاملاً الطعام لابنه، الذي تحسّنت حالته في بعض الأيام وبدأ يتنفس بشكل طبيعي. يقول والده: 'في آخر ثلاثة أيام شعرت بالقلق عليه، بقيت بجانبه، أمسح عرقه وأراقبه، كان يتغذى عبر أنبوب.'
وفي يومه الأخير، 6 يوليو/تموز 2025، وصل الوالد متأخرًا إلى المستشفى، فتقدّم نحو الطبيب قائلًا: 'تفضل، هذا طعام عز الدين'، لكنه فوجئ بإزالة الأجهزة الطبية عن جسده، لم يكن هناك صوت، لا نبض، ولا حراك. احتضنه الطبيب مواسيًا، فيما خرج الأب تائهًا نحو السلم ليصادف زوجته، التي لم تحتج إلا إلى نظرة واحدة لتنهار مغشيًا عليها.
وحيد العائلة
عز الدين هو الابن الوحيد بين شقيقتين. بعد عشر سنوات من محاولات الإنجاب الفاشلة، رُزق الزوجان بابنتهم 'ديما'، ثم جاء 'عز الدين' بعد عامين ليُكمل فرحتهما، وبعده بثماني سنوات جاءت 'دانا'.
يقول الأب وهو يحبس دمعته: 'قلبي رحل عني... كان بالنسبة لي الهواء والظل. كنت له أكثر من أب، علّمته الصلاة، وحفظ القرآن، وقبل أيام من وفاته، أنهى تسميع جزءٍ كامل، ولم يترك صلاة فجر واحدة في رمضان.'
ولد عز الدين في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح، ونزح مع عائلته تسع مرات منذ بدء الحرب، آخرها إلى بني سهيلا، قبل أن تُجبرهم الاجتياحات الإسرائيلية على النزوح مجددًا إلى المواصي.
كان يحلم بالسفر بعيدًا عن أجواء الحرب، عن القصف والموت، وقال لوالدته: 'تعبت يما...'
وطلب منها أن يُدفن بجانب عمه بسام الذي توفي قبل ثلاث سنوات.
تحكي والدته، وقد سبقت دموعها الكلمات: 'كان يبدو عليه الإرهاق، رغم عمره الصغير، بدأ يشعر بالتعب من الحياة والنزوح والفقر. قلت له: (أنت صغير، ليش بدك تسافر؟) فأجابني: (بدي أعيش بعيد عن الحرب)... ربما الآن هو فعلاً بعيد، في الجنة.'
قبل إصابته بيوم، شاهد عز رافعة الاحتلال القريبة أثناء تجوله مع والدته بحثًا عن مكان للخيمة، ونبّهها إليها قائلًا: 'انتبهي، في رافعة هناك.'
وفي لحظة الفاجعة، لم تُدرك الأم أن الرصاصة أصابت ابنها، حتى بدأ والده بالصراخ، لتلتفت وترى دماءه تملأ ساحة العيادة.
'آمن'.. لكنه قُتل
وُلد عز الدين في 20 نوفمبر 2012، وأدخل الفرحة إلى قلبَي والديه. حاولا حمايته من نيران الحرب، وهرَبا به إلى منطقة 'آمنة' بحسب تعريف الاحتلال، لكنّه استُشهد فيها.
لم يكن قلب الأم يتحمّل رؤيته في غرفة العناية، لكنها كانت تتمنّى فقط أن تراه يتعافى.
طوال فترة علاجه، لم تتوقف العائلة عن مناشدة منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر من أجل تسفيره، وحصلوا بالفعل على تحويلة علاج بعد يومين من الإصابة، لكن المعبر ظل مغلقًا، وبقي العلاج في الجهة الأخرى من الحاجز... بينما لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة على السرير، يبحث عن الحياة، فلم يجدها.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - لم يُكمل أحمد أبو لبدة (46 عامًا) جملته لطفله الصغير عز الدين (12 عامًا)، الذي كان يبعد عنه أمتارًا قليلة في ساحة عيادة الصليب الأحمر قرب منطقة 'فش فرش' في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، حتى دوّى إطلاق نار كثيف، صادر من جهة مراكز توزيع المساعدات الأمريكية ومن رافعة إسرائيلية متمركزة على الشريط الساحلي، صباح يوم 29 مايو/أيار 2025.
وفي لحظة، سقط عز الدين أرضًا، فيما بدأت بركة دماء تنزف من رأسه الصغير. رصاصة واحدة خرقت الصمت، وكسرت مشهد الانتظار، كما كسرته صرخة والده وهو يركض نحوه: 'وحيدي.. هذا ابني الوحيد!'
نُقل الطفل إلى مستشفى ناصر بعد نحو نصف ساعة من إصابته برصاصة في الرأس، وأُدخل غرفة العناية المركزة، حيث بقي 42 يومًا يصارع الموت. ورغم مناشدات عائلته المتكررة للمنظمات الدولية من أجل تسفيره للعلاج، ظل المعبر مغلقًا، ليُستشهد وهو يبحث عن الدواء، بعدما سبقت الرصاصة العلاج.
نومٌ على الرمل
قبل الإصابة بعشرة أيام، نزحت العائلة من بلدة بني سهيلا شرق خان يونس إلى منطقة 'فش فرش'. وبسبب الاكتظاظ الشديد في المواصي، لم تجد العائلة مكانًا لنصب خيمتها، فافترشوا رمال الشاطئ لعدة أيام. كان عز الدين ينام مع والده في العراء، فيما كانت والدته تنام لدى أقاربها مع شقيقتيه ديما (14 عامًا) ودانا (5 أعوام).
يروي والده لصحيفة 'فلسطين'، محاولًا لملمة ما تبقى من قوته: 'استيقظ عز باكرًا كعادته، تناول قطعة بسكويت ثم عاد للنوم قليلًا، كنا ننتظر ابن أخي ليساعدنا في نصب الخيمة. ذهبتُ مع والدته إلى العيادة للحصول على دواء لضغط الدم، وكان عز يُعاني من حساسية جلدية وكان ينتظر دواءه أيضًا، فأتى خلفنا.'
ويتابع بصوت يملؤه الحزن: 'كان يقف بجانبي حين بدأت الطواقم الطبية تنادي بالدخول إلى العيادة، مع بدء إطلاق النار. ناديت عليه: (تعال وقف على الجنب)، لكن الرصاصة كانت أسرع من صوتي، فسقط أمامي، والدماء تنزف من رأسه بعدما اخترقت الرصاصة جمجمته من الجهتين.'
وفي مجمع ناصر الطبي، لم يُغادر الأب أبواب غرفة العناية إلا لساعات المساء. كان يعود صباحًا حاملاً الطعام لابنه، الذي تحسّنت حالته في بعض الأيام وبدأ يتنفس بشكل طبيعي. يقول والده: 'في آخر ثلاثة أيام شعرت بالقلق عليه، بقيت بجانبه، أمسح عرقه وأراقبه، كان يتغذى عبر أنبوب.'
وفي يومه الأخير، 6 يوليو/تموز 2025، وصل الوالد متأخرًا إلى المستشفى، فتقدّم نحو الطبيب قائلًا: 'تفضل، هذا طعام عز الدين'، لكنه فوجئ بإزالة الأجهزة الطبية عن جسده، لم يكن هناك صوت، لا نبض، ولا حراك. احتضنه الطبيب مواسيًا، فيما خرج الأب تائهًا نحو السلم ليصادف زوجته، التي لم تحتج إلا إلى نظرة واحدة لتنهار مغشيًا عليها.
وحيد العائلة
عز الدين هو الابن الوحيد بين شقيقتين. بعد عشر سنوات من محاولات الإنجاب الفاشلة، رُزق الزوجان بابنتهم 'ديما'، ثم جاء 'عز الدين' بعد عامين ليُكمل فرحتهما، وبعده بثماني سنوات جاءت 'دانا'.
يقول الأب وهو يحبس دمعته: 'قلبي رحل عني... كان بالنسبة لي الهواء والظل. كنت له أكثر من أب، علّمته الصلاة، وحفظ القرآن، وقبل أيام من وفاته، أنهى تسميع جزءٍ كامل، ولم يترك صلاة فجر واحدة في رمضان.'
ولد عز الدين في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح، ونزح مع عائلته تسع مرات منذ بدء الحرب، آخرها إلى بني سهيلا، قبل أن تُجبرهم الاجتياحات الإسرائيلية على النزوح مجددًا إلى المواصي.
كان يحلم بالسفر بعيدًا عن أجواء الحرب، عن القصف والموت، وقال لوالدته: 'تعبت يما...'
وطلب منها أن يُدفن بجانب عمه بسام الذي توفي قبل ثلاث سنوات.
تحكي والدته، وقد سبقت دموعها الكلمات: 'كان يبدو عليه الإرهاق، رغم عمره الصغير، بدأ يشعر بالتعب من الحياة والنزوح والفقر. قلت له: (أنت صغير، ليش بدك تسافر؟) فأجابني: (بدي أعيش بعيد عن الحرب)... ربما الآن هو فعلاً بعيد، في الجنة.'
قبل إصابته بيوم، شاهد عز رافعة الاحتلال القريبة أثناء تجوله مع والدته بحثًا عن مكان للخيمة، ونبّهها إليها قائلًا: 'انتبهي، في رافعة هناك.'
وفي لحظة الفاجعة، لم تُدرك الأم أن الرصاصة أصابت ابنها، حتى بدأ والده بالصراخ، لتلتفت وترى دماءه تملأ ساحة العيادة.
'آمن'.. لكنه قُتل
وُلد عز الدين في 20 نوفمبر 2012، وأدخل الفرحة إلى قلبَي والديه. حاولا حمايته من نيران الحرب، وهرَبا به إلى منطقة 'آمنة' بحسب تعريف الاحتلال، لكنّه استُشهد فيها.
لم يكن قلب الأم يتحمّل رؤيته في غرفة العناية، لكنها كانت تتمنّى فقط أن تراه يتعافى.
طوال فترة علاجه، لم تتوقف العائلة عن مناشدة منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر من أجل تسفيره، وحصلوا بالفعل على تحويلة علاج بعد يومين من الإصابة، لكن المعبر ظل مغلقًا، وبقي العلاج في الجهة الأخرى من الحاجز... بينما لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة على السرير، يبحث عن الحياة، فلم يجدها.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - لم يُكمل أحمد أبو لبدة (46 عامًا) جملته لطفله الصغير عز الدين (12 عامًا)، الذي كان يبعد عنه أمتارًا قليلة في ساحة عيادة الصليب الأحمر قرب منطقة 'فش فرش' في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، حتى دوّى إطلاق نار كثيف، صادر من جهة مراكز توزيع المساعدات الأمريكية ومن رافعة إسرائيلية متمركزة على الشريط الساحلي، صباح يوم 29 مايو/أيار 2025.
وفي لحظة، سقط عز الدين أرضًا، فيما بدأت بركة دماء تنزف من رأسه الصغير. رصاصة واحدة خرقت الصمت، وكسرت مشهد الانتظار، كما كسرته صرخة والده وهو يركض نحوه: 'وحيدي.. هذا ابني الوحيد!'
نُقل الطفل إلى مستشفى ناصر بعد نحو نصف ساعة من إصابته برصاصة في الرأس، وأُدخل غرفة العناية المركزة، حيث بقي 42 يومًا يصارع الموت. ورغم مناشدات عائلته المتكررة للمنظمات الدولية من أجل تسفيره للعلاج، ظل المعبر مغلقًا، ليُستشهد وهو يبحث عن الدواء، بعدما سبقت الرصاصة العلاج.
نومٌ على الرمل
قبل الإصابة بعشرة أيام، نزحت العائلة من بلدة بني سهيلا شرق خان يونس إلى منطقة 'فش فرش'. وبسبب الاكتظاظ الشديد في المواصي، لم تجد العائلة مكانًا لنصب خيمتها، فافترشوا رمال الشاطئ لعدة أيام. كان عز الدين ينام مع والده في العراء، فيما كانت والدته تنام لدى أقاربها مع شقيقتيه ديما (14 عامًا) ودانا (5 أعوام).
يروي والده لصحيفة 'فلسطين'، محاولًا لملمة ما تبقى من قوته: 'استيقظ عز باكرًا كعادته، تناول قطعة بسكويت ثم عاد للنوم قليلًا، كنا ننتظر ابن أخي ليساعدنا في نصب الخيمة. ذهبتُ مع والدته إلى العيادة للحصول على دواء لضغط الدم، وكان عز يُعاني من حساسية جلدية وكان ينتظر دواءه أيضًا، فأتى خلفنا.'
ويتابع بصوت يملؤه الحزن: 'كان يقف بجانبي حين بدأت الطواقم الطبية تنادي بالدخول إلى العيادة، مع بدء إطلاق النار. ناديت عليه: (تعال وقف على الجنب)، لكن الرصاصة كانت أسرع من صوتي، فسقط أمامي، والدماء تنزف من رأسه بعدما اخترقت الرصاصة جمجمته من الجهتين.'
وفي مجمع ناصر الطبي، لم يُغادر الأب أبواب غرفة العناية إلا لساعات المساء. كان يعود صباحًا حاملاً الطعام لابنه، الذي تحسّنت حالته في بعض الأيام وبدأ يتنفس بشكل طبيعي. يقول والده: 'في آخر ثلاثة أيام شعرت بالقلق عليه، بقيت بجانبه، أمسح عرقه وأراقبه، كان يتغذى عبر أنبوب.'
وفي يومه الأخير، 6 يوليو/تموز 2025، وصل الوالد متأخرًا إلى المستشفى، فتقدّم نحو الطبيب قائلًا: 'تفضل، هذا طعام عز الدين'، لكنه فوجئ بإزالة الأجهزة الطبية عن جسده، لم يكن هناك صوت، لا نبض، ولا حراك. احتضنه الطبيب مواسيًا، فيما خرج الأب تائهًا نحو السلم ليصادف زوجته، التي لم تحتج إلا إلى نظرة واحدة لتنهار مغشيًا عليها.
وحيد العائلة
عز الدين هو الابن الوحيد بين شقيقتين. بعد عشر سنوات من محاولات الإنجاب الفاشلة، رُزق الزوجان بابنتهم 'ديما'، ثم جاء 'عز الدين' بعد عامين ليُكمل فرحتهما، وبعده بثماني سنوات جاءت 'دانا'.
يقول الأب وهو يحبس دمعته: 'قلبي رحل عني... كان بالنسبة لي الهواء والظل. كنت له أكثر من أب، علّمته الصلاة، وحفظ القرآن، وقبل أيام من وفاته، أنهى تسميع جزءٍ كامل، ولم يترك صلاة فجر واحدة في رمضان.'
ولد عز الدين في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح، ونزح مع عائلته تسع مرات منذ بدء الحرب، آخرها إلى بني سهيلا، قبل أن تُجبرهم الاجتياحات الإسرائيلية على النزوح مجددًا إلى المواصي.
كان يحلم بالسفر بعيدًا عن أجواء الحرب، عن القصف والموت، وقال لوالدته: 'تعبت يما...'
وطلب منها أن يُدفن بجانب عمه بسام الذي توفي قبل ثلاث سنوات.
تحكي والدته، وقد سبقت دموعها الكلمات: 'كان يبدو عليه الإرهاق، رغم عمره الصغير، بدأ يشعر بالتعب من الحياة والنزوح والفقر. قلت له: (أنت صغير، ليش بدك تسافر؟) فأجابني: (بدي أعيش بعيد عن الحرب)... ربما الآن هو فعلاً بعيد، في الجنة.'
قبل إصابته بيوم، شاهد عز رافعة الاحتلال القريبة أثناء تجوله مع والدته بحثًا عن مكان للخيمة، ونبّهها إليها قائلًا: 'انتبهي، في رافعة هناك.'
وفي لحظة الفاجعة، لم تُدرك الأم أن الرصاصة أصابت ابنها، حتى بدأ والده بالصراخ، لتلتفت وترى دماءه تملأ ساحة العيادة.
'آمن'.. لكنه قُتل
وُلد عز الدين في 20 نوفمبر 2012، وأدخل الفرحة إلى قلبَي والديه. حاولا حمايته من نيران الحرب، وهرَبا به إلى منطقة 'آمنة' بحسب تعريف الاحتلال، لكنّه استُشهد فيها.
لم يكن قلب الأم يتحمّل رؤيته في غرفة العناية، لكنها كانت تتمنّى فقط أن تراه يتعافى.
طوال فترة علاجه، لم تتوقف العائلة عن مناشدة منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر من أجل تسفيره، وحصلوا بالفعل على تحويلة علاج بعد يومين من الإصابة، لكن المعبر ظل مغلقًا، وبقي العلاج في الجهة الأخرى من الحاجز... بينما لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة على السرير، يبحث عن الحياة، فلم يجدها.
فلسطين أون لاين
التعليقات