أخبار اليوم - بعد أن أثقلت حرب الإبادة الإسرائيلية كاهلها بالهموم، ولإدراكها أن جميع النساء من حولها يعانين ضغوطًا نفسية غير مسبوقة، قررت مها ماهر مغاري الوقوف مجددًا على قدميها، وإطلاق مبادرة تستثمر فيها تخصصها في الخدمة الاجتماعية، لتكون عونًا للنساء اللاتي تتقاذفهن أمواج الحرب وتحفر في نفوسهن جراحًا غائرة.
وبعد تفكير طويل، وغياب أي دعم مادي يمكن أن تستند إليه، اختارت مغاري (26 عامًا) أن يكون منزلها في مدينة دير البلح مقرًا لمبادرتها. تقول: 'لدي خبرة سابقة في مجال التنشيط من خلال العمل التطوعي مع عدة مؤسسات. قبل الحرب، كنت أنفّذ فعاليات ومبادرات بسيطة تستهدف الأطفال في المناطق المهمشة، التي لا تصلها أي فرق تنشيطية أو مبادرين.'
وتضيف لصحيفة 'فلسطين': 'هذه هي المرة الأولى التي أوجّه فيها نشاطي نحو النساء. كان دافعي لذلك شعوري بالاختناق النفسي خلال الحرب، ومحاصرتي بالضغوط من كل جانب، فأيقنت أن باقي النساء يعشن الظروف نفسها. لذلك اخترت أن أطلق المبادرة من منزلي، خوفًا من استهداف أي مكان عام.'
وتؤمن مغاري بأن المرأة هي عماد الأسرة، فإذا انهارت نفسيًا، انعكس ذلك على بيتها بالكامل، قائلة: 'إذا تعبت أو يئست، خاصة وسط الروتين اليومي القاسي في ظل الحرب – من غسل يدوي، وطبخ، وعجن على الحطب، وحياة الخيام، وتربية الأبناء وتعليمهم – فإن البيت كله سيتداعى مثلها.'
وتتابع: 'قررت أن أقدم للنساء شيئًا من الطاقة الإيجابية، وجلسات للتفريغ النفسي، كي يتمكنّ من مواصلة الحياة القاسية، ويمنحن أسرهن قدرًا من الاستقرار.'
ومع الوقت، ومن خلال الجلسات، أدركت مغاري أن الحالة النفسية للنساء بلغت من السوء حدًا كبيرًا، بحيث لم تعد جلسة أو اثنتان كافيتين، بل يلزمهن سنوات من الدعم المنتظم.
تقول: 'أبذل قصارى جهدي للتخفيف عنهن، لكن الضغوط لا تزال مستمرة، لأن السبب الأساس – الحرب – لم يتوقف بعد.'
وفي ظل الغلاء الفاحش، تعتمد مغاري على ما يتوفر لديها من أدوات داخل المنزل، لابتكار الأنشطة، حيث لا تملك القدرة على استئجار المواد اللازمة، لارتفاع تكلفتها.
'مرّ على المبادرة شهران، ولم أكرر أي نشاط رغم شحّ الأدوات، الحمد لله.'
ورغم الصعوبات، تعبّر مغاري عن سعادتها بالإقبال الكبير من النساء على المبادرة، قائلة: 'الإقبال واسع جدًا، والسيدات يخبرنني بأنهن ينفذن الأنشطة نفسها لاحقًا في بيوتهن مع أطفالهن، وهذا يشعرني بالفرح، ويؤكد مدى تأثير المبادرة.'
لكنها لا تُخفي التحديات التي تعيق استمراريتها، ومنها صعوبة التواصل مع النساء بسبب انقطاع الإنترنت، وخشية بعضهن من المجيء إلى منزلها خشية القصف، أو تعذّر انتظامهن في الجلسات نتيجة الظروف القاسية داخل منازلهن، أو بسبب سوء التغذية.
'أبدأ الجلسات في الرابعة عصرًا، لكن بعضهن يعجزن عن الحضور أو المواصلة بسبب الإنهاك الجسدي والنفسي، أو بسبب حالات استشهاد أو فقدان.'
وتوضح مغاري أن التسجيل في المبادرة مجاني، باستثناء رسوم بسيطة لحجز الكراسي. تقول: 'كنت في البداية أدفع إيجار الكراسي من جيبي، لكنني غير موظفة، ومبادرَتي غير ممولة، لذلك طلبت من المشارِكات دفع ثلاثة شواقل عن كل كرسي يوميًا، وهو مبلغ لا أستطيع تغطيته لمجموعة كبيرة.'
ويشكّل غياب الدعم المادي عائقًا أمام تطوير المبادرة، كما تقول: 'لديّ الكثير من الأفكار والأنشطة، لكنني لا أتمكن من تنفيذها بسبب شُحّ الموارد، كما أنني أعجز عن تطوير المكان أو تقديم مساعدات عينية أو مادية للنساء.'
ومع ذلك، تصرّ مغاري على الاستمرار: 'أبذل جهدي لتحقيق هدفي، وهو التخفيف من الضغط النفسي عن النساء، ورسم البسمة على وجوههن، ورفع معنوياتهن.'
وتهدف المبادرة إلى تعليم النساء كيفية تصريف غضبهن من خلال أنشطة إيجابية، ليعكسن هذه الطاقة على أطفالهن، وتقول: 'حين أرى الفرحة ترتسم على وجوه المشارِكات بعد كل جلسة، أشعر بالفخر الكبير بما أفعله.'
وتختم بالقول: 'النساء اليوم يعانين ضغوطًا غير مسبوقة، بسبب الحرب، وارتفاع الأسعار، ومشاكل السيولة، وانقطاع الدقيق، وعجزهن عن توفير الطعام لأطفالهن، إضافة إلى جرائم القتل المتواصلة. هذه المبادرة متنفس بسيط، لكنه مهم جدًا في مواجهة هذا الجحيم'.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - بعد أن أثقلت حرب الإبادة الإسرائيلية كاهلها بالهموم، ولإدراكها أن جميع النساء من حولها يعانين ضغوطًا نفسية غير مسبوقة، قررت مها ماهر مغاري الوقوف مجددًا على قدميها، وإطلاق مبادرة تستثمر فيها تخصصها في الخدمة الاجتماعية، لتكون عونًا للنساء اللاتي تتقاذفهن أمواج الحرب وتحفر في نفوسهن جراحًا غائرة.
وبعد تفكير طويل، وغياب أي دعم مادي يمكن أن تستند إليه، اختارت مغاري (26 عامًا) أن يكون منزلها في مدينة دير البلح مقرًا لمبادرتها. تقول: 'لدي خبرة سابقة في مجال التنشيط من خلال العمل التطوعي مع عدة مؤسسات. قبل الحرب، كنت أنفّذ فعاليات ومبادرات بسيطة تستهدف الأطفال في المناطق المهمشة، التي لا تصلها أي فرق تنشيطية أو مبادرين.'
وتضيف لصحيفة 'فلسطين': 'هذه هي المرة الأولى التي أوجّه فيها نشاطي نحو النساء. كان دافعي لذلك شعوري بالاختناق النفسي خلال الحرب، ومحاصرتي بالضغوط من كل جانب، فأيقنت أن باقي النساء يعشن الظروف نفسها. لذلك اخترت أن أطلق المبادرة من منزلي، خوفًا من استهداف أي مكان عام.'
وتؤمن مغاري بأن المرأة هي عماد الأسرة، فإذا انهارت نفسيًا، انعكس ذلك على بيتها بالكامل، قائلة: 'إذا تعبت أو يئست، خاصة وسط الروتين اليومي القاسي في ظل الحرب – من غسل يدوي، وطبخ، وعجن على الحطب، وحياة الخيام، وتربية الأبناء وتعليمهم – فإن البيت كله سيتداعى مثلها.'
وتتابع: 'قررت أن أقدم للنساء شيئًا من الطاقة الإيجابية، وجلسات للتفريغ النفسي، كي يتمكنّ من مواصلة الحياة القاسية، ويمنحن أسرهن قدرًا من الاستقرار.'
ومع الوقت، ومن خلال الجلسات، أدركت مغاري أن الحالة النفسية للنساء بلغت من السوء حدًا كبيرًا، بحيث لم تعد جلسة أو اثنتان كافيتين، بل يلزمهن سنوات من الدعم المنتظم.
تقول: 'أبذل قصارى جهدي للتخفيف عنهن، لكن الضغوط لا تزال مستمرة، لأن السبب الأساس – الحرب – لم يتوقف بعد.'
وفي ظل الغلاء الفاحش، تعتمد مغاري على ما يتوفر لديها من أدوات داخل المنزل، لابتكار الأنشطة، حيث لا تملك القدرة على استئجار المواد اللازمة، لارتفاع تكلفتها.
'مرّ على المبادرة شهران، ولم أكرر أي نشاط رغم شحّ الأدوات، الحمد لله.'
ورغم الصعوبات، تعبّر مغاري عن سعادتها بالإقبال الكبير من النساء على المبادرة، قائلة: 'الإقبال واسع جدًا، والسيدات يخبرنني بأنهن ينفذن الأنشطة نفسها لاحقًا في بيوتهن مع أطفالهن، وهذا يشعرني بالفرح، ويؤكد مدى تأثير المبادرة.'
لكنها لا تُخفي التحديات التي تعيق استمراريتها، ومنها صعوبة التواصل مع النساء بسبب انقطاع الإنترنت، وخشية بعضهن من المجيء إلى منزلها خشية القصف، أو تعذّر انتظامهن في الجلسات نتيجة الظروف القاسية داخل منازلهن، أو بسبب سوء التغذية.
'أبدأ الجلسات في الرابعة عصرًا، لكن بعضهن يعجزن عن الحضور أو المواصلة بسبب الإنهاك الجسدي والنفسي، أو بسبب حالات استشهاد أو فقدان.'
وتوضح مغاري أن التسجيل في المبادرة مجاني، باستثناء رسوم بسيطة لحجز الكراسي. تقول: 'كنت في البداية أدفع إيجار الكراسي من جيبي، لكنني غير موظفة، ومبادرَتي غير ممولة، لذلك طلبت من المشارِكات دفع ثلاثة شواقل عن كل كرسي يوميًا، وهو مبلغ لا أستطيع تغطيته لمجموعة كبيرة.'
ويشكّل غياب الدعم المادي عائقًا أمام تطوير المبادرة، كما تقول: 'لديّ الكثير من الأفكار والأنشطة، لكنني لا أتمكن من تنفيذها بسبب شُحّ الموارد، كما أنني أعجز عن تطوير المكان أو تقديم مساعدات عينية أو مادية للنساء.'
ومع ذلك، تصرّ مغاري على الاستمرار: 'أبذل جهدي لتحقيق هدفي، وهو التخفيف من الضغط النفسي عن النساء، ورسم البسمة على وجوههن، ورفع معنوياتهن.'
وتهدف المبادرة إلى تعليم النساء كيفية تصريف غضبهن من خلال أنشطة إيجابية، ليعكسن هذه الطاقة على أطفالهن، وتقول: 'حين أرى الفرحة ترتسم على وجوه المشارِكات بعد كل جلسة، أشعر بالفخر الكبير بما أفعله.'
وتختم بالقول: 'النساء اليوم يعانين ضغوطًا غير مسبوقة، بسبب الحرب، وارتفاع الأسعار، ومشاكل السيولة، وانقطاع الدقيق، وعجزهن عن توفير الطعام لأطفالهن، إضافة إلى جرائم القتل المتواصلة. هذه المبادرة متنفس بسيط، لكنه مهم جدًا في مواجهة هذا الجحيم'.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - بعد أن أثقلت حرب الإبادة الإسرائيلية كاهلها بالهموم، ولإدراكها أن جميع النساء من حولها يعانين ضغوطًا نفسية غير مسبوقة، قررت مها ماهر مغاري الوقوف مجددًا على قدميها، وإطلاق مبادرة تستثمر فيها تخصصها في الخدمة الاجتماعية، لتكون عونًا للنساء اللاتي تتقاذفهن أمواج الحرب وتحفر في نفوسهن جراحًا غائرة.
وبعد تفكير طويل، وغياب أي دعم مادي يمكن أن تستند إليه، اختارت مغاري (26 عامًا) أن يكون منزلها في مدينة دير البلح مقرًا لمبادرتها. تقول: 'لدي خبرة سابقة في مجال التنشيط من خلال العمل التطوعي مع عدة مؤسسات. قبل الحرب، كنت أنفّذ فعاليات ومبادرات بسيطة تستهدف الأطفال في المناطق المهمشة، التي لا تصلها أي فرق تنشيطية أو مبادرين.'
وتضيف لصحيفة 'فلسطين': 'هذه هي المرة الأولى التي أوجّه فيها نشاطي نحو النساء. كان دافعي لذلك شعوري بالاختناق النفسي خلال الحرب، ومحاصرتي بالضغوط من كل جانب، فأيقنت أن باقي النساء يعشن الظروف نفسها. لذلك اخترت أن أطلق المبادرة من منزلي، خوفًا من استهداف أي مكان عام.'
وتؤمن مغاري بأن المرأة هي عماد الأسرة، فإذا انهارت نفسيًا، انعكس ذلك على بيتها بالكامل، قائلة: 'إذا تعبت أو يئست، خاصة وسط الروتين اليومي القاسي في ظل الحرب – من غسل يدوي، وطبخ، وعجن على الحطب، وحياة الخيام، وتربية الأبناء وتعليمهم – فإن البيت كله سيتداعى مثلها.'
وتتابع: 'قررت أن أقدم للنساء شيئًا من الطاقة الإيجابية، وجلسات للتفريغ النفسي، كي يتمكنّ من مواصلة الحياة القاسية، ويمنحن أسرهن قدرًا من الاستقرار.'
ومع الوقت، ومن خلال الجلسات، أدركت مغاري أن الحالة النفسية للنساء بلغت من السوء حدًا كبيرًا، بحيث لم تعد جلسة أو اثنتان كافيتين، بل يلزمهن سنوات من الدعم المنتظم.
تقول: 'أبذل قصارى جهدي للتخفيف عنهن، لكن الضغوط لا تزال مستمرة، لأن السبب الأساس – الحرب – لم يتوقف بعد.'
وفي ظل الغلاء الفاحش، تعتمد مغاري على ما يتوفر لديها من أدوات داخل المنزل، لابتكار الأنشطة، حيث لا تملك القدرة على استئجار المواد اللازمة، لارتفاع تكلفتها.
'مرّ على المبادرة شهران، ولم أكرر أي نشاط رغم شحّ الأدوات، الحمد لله.'
ورغم الصعوبات، تعبّر مغاري عن سعادتها بالإقبال الكبير من النساء على المبادرة، قائلة: 'الإقبال واسع جدًا، والسيدات يخبرنني بأنهن ينفذن الأنشطة نفسها لاحقًا في بيوتهن مع أطفالهن، وهذا يشعرني بالفرح، ويؤكد مدى تأثير المبادرة.'
لكنها لا تُخفي التحديات التي تعيق استمراريتها، ومنها صعوبة التواصل مع النساء بسبب انقطاع الإنترنت، وخشية بعضهن من المجيء إلى منزلها خشية القصف، أو تعذّر انتظامهن في الجلسات نتيجة الظروف القاسية داخل منازلهن، أو بسبب سوء التغذية.
'أبدأ الجلسات في الرابعة عصرًا، لكن بعضهن يعجزن عن الحضور أو المواصلة بسبب الإنهاك الجسدي والنفسي، أو بسبب حالات استشهاد أو فقدان.'
وتوضح مغاري أن التسجيل في المبادرة مجاني، باستثناء رسوم بسيطة لحجز الكراسي. تقول: 'كنت في البداية أدفع إيجار الكراسي من جيبي، لكنني غير موظفة، ومبادرَتي غير ممولة، لذلك طلبت من المشارِكات دفع ثلاثة شواقل عن كل كرسي يوميًا، وهو مبلغ لا أستطيع تغطيته لمجموعة كبيرة.'
ويشكّل غياب الدعم المادي عائقًا أمام تطوير المبادرة، كما تقول: 'لديّ الكثير من الأفكار والأنشطة، لكنني لا أتمكن من تنفيذها بسبب شُحّ الموارد، كما أنني أعجز عن تطوير المكان أو تقديم مساعدات عينية أو مادية للنساء.'
ومع ذلك، تصرّ مغاري على الاستمرار: 'أبذل جهدي لتحقيق هدفي، وهو التخفيف من الضغط النفسي عن النساء، ورسم البسمة على وجوههن، ورفع معنوياتهن.'
وتهدف المبادرة إلى تعليم النساء كيفية تصريف غضبهن من خلال أنشطة إيجابية، ليعكسن هذه الطاقة على أطفالهن، وتقول: 'حين أرى الفرحة ترتسم على وجوه المشارِكات بعد كل جلسة، أشعر بالفخر الكبير بما أفعله.'
وتختم بالقول: 'النساء اليوم يعانين ضغوطًا غير مسبوقة، بسبب الحرب، وارتفاع الأسعار، ومشاكل السيولة، وانقطاع الدقيق، وعجزهن عن توفير الطعام لأطفالهن، إضافة إلى جرائم القتل المتواصلة. هذه المبادرة متنفس بسيط، لكنه مهم جدًا في مواجهة هذا الجحيم'.
فلسطين أون لاين
التعليقات