نورالدين نديم
منذ سنوات، ترددت على ألسنة بعض المسؤولين والنخب السياسية عبارات 'شبابنا ما بدهم يشتغلوا.. عندهم ثقافة العيب.. بدهم بس وظائف مكاتب ومدراء'.. وانتشرت هذه العبارات بيننا وفي الإعلام كالنّار في الهشيم.
وحقيقة ما وراء هذه الاتهامات، أنّها تُستَخدم للتنصل من مسؤولية معالجة البطالة، ولإلقاء اللوم على جيل كامل من الشباب الجامعيين..
لكن السؤال: هل هذه التُّهم صحيحة حقًا؟
الواقع على الأرض يثبت العكس تمامًا، فأبناء الناس البسطاء يعملون في كل شيء، ومثل ما بقولو 'خدّامين لقمة عيشهم'..
وآلاف الشباب والشابات من حملة الشهادات الجامعية، وحتى العليا، يعملون في مهن بسيطة:
- توصيل الطلبات أو سائق تطبيقات.
- كاشير في الأسواق والمولات.
- مرافقي جولات سياحية.
- باعة على بسطات وأكشاك قهوة.
- موظفي خدمة زبائن.
وكل ما سبق ذكره أو غفلت عن ذكره بأجور متدنية ودون أمان وظيفي.
هل هؤلاء 'مدللون'؟! هل يرفضون العمل؟!
على العكس تمامًا، هم يقبلون بأي فرصة، ولو كانت مؤقتة أو مرهقة أو بلا ضمانات، من أجل تأمين لقمة العيش.
فمن يملك حقًا 'ثقافة العيب'؟
الحقيقة المؤلمة أن من يرددون هذه التهمة يتجاهلون أن ثقافة العيب الحقيقية تسكن في بيوت أبناء المتنفذين، الذين لا يرضون لأبنائهم إلا بالمناصب الكبرى:
ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية، أو متصرف في وزارة الداخلية، أو وظيفة 'مفصلة' في هيئة مستقلة،
أو 'مستشار' أو 'مدير' براتب فلكي..
أما أبناء الحرّاثين، فليس لهم إلا العمل بكل ما تيسّر، بلا حماية ولا فرص حقيقية للتطور.
المشكلة ليست في الشباب.. بل في السياسات.
البطالة في الأردن ليست نتاج 'ثقافة العيب'، بل نتيجة:
تخبط في سياسات القبول الجامعي التي تخرّج آلافًا في تخصصات لا يحتاجها السوق، وبفقدان بوصلة الانتاجيّة، وغياب استراتيجيات التشغيل الحقيقيّة التي توفر وظائف منتجة ومستقرة.
لقد تُرك الشباب وحيدين يواجهون سوق عمل قاسٍ يفتقر للأمان الوظيفي والتدرج المهني، دون أدنى حماية لمستقبلهم وطموحهم..
من الظلم أن يُوصم شبابنا بوصمة 'ثقافة العيب'، والواقع يشهد أنهم يعملون في كل شيء، وبشجاعة وصبر، رغم الإحباط والعوز.
العيب الحقيقي ليس عندهم، بل عند منظومة سياسية واقتصادية لم توفر لهم فرصًا تليق بجهدهم وتضحيات أسرهم.
فلنتوقف عن جلد شبابنا بهذه التهمة الجاهزة، ولنوجّه بوصلة النقد نحو من يحتكرون الوظائف المرموقة والرواتب الخيالية، بينما يتركون أبناء الناس على هامش السوق يصارعون من أجل البقاء.
نورالدين نديم
منذ سنوات، ترددت على ألسنة بعض المسؤولين والنخب السياسية عبارات 'شبابنا ما بدهم يشتغلوا.. عندهم ثقافة العيب.. بدهم بس وظائف مكاتب ومدراء'.. وانتشرت هذه العبارات بيننا وفي الإعلام كالنّار في الهشيم.
وحقيقة ما وراء هذه الاتهامات، أنّها تُستَخدم للتنصل من مسؤولية معالجة البطالة، ولإلقاء اللوم على جيل كامل من الشباب الجامعيين..
لكن السؤال: هل هذه التُّهم صحيحة حقًا؟
الواقع على الأرض يثبت العكس تمامًا، فأبناء الناس البسطاء يعملون في كل شيء، ومثل ما بقولو 'خدّامين لقمة عيشهم'..
وآلاف الشباب والشابات من حملة الشهادات الجامعية، وحتى العليا، يعملون في مهن بسيطة:
- توصيل الطلبات أو سائق تطبيقات.
- كاشير في الأسواق والمولات.
- مرافقي جولات سياحية.
- باعة على بسطات وأكشاك قهوة.
- موظفي خدمة زبائن.
وكل ما سبق ذكره أو غفلت عن ذكره بأجور متدنية ودون أمان وظيفي.
هل هؤلاء 'مدللون'؟! هل يرفضون العمل؟!
على العكس تمامًا، هم يقبلون بأي فرصة، ولو كانت مؤقتة أو مرهقة أو بلا ضمانات، من أجل تأمين لقمة العيش.
فمن يملك حقًا 'ثقافة العيب'؟
الحقيقة المؤلمة أن من يرددون هذه التهمة يتجاهلون أن ثقافة العيب الحقيقية تسكن في بيوت أبناء المتنفذين، الذين لا يرضون لأبنائهم إلا بالمناصب الكبرى:
ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية، أو متصرف في وزارة الداخلية، أو وظيفة 'مفصلة' في هيئة مستقلة،
أو 'مستشار' أو 'مدير' براتب فلكي..
أما أبناء الحرّاثين، فليس لهم إلا العمل بكل ما تيسّر، بلا حماية ولا فرص حقيقية للتطور.
المشكلة ليست في الشباب.. بل في السياسات.
البطالة في الأردن ليست نتاج 'ثقافة العيب'، بل نتيجة:
تخبط في سياسات القبول الجامعي التي تخرّج آلافًا في تخصصات لا يحتاجها السوق، وبفقدان بوصلة الانتاجيّة، وغياب استراتيجيات التشغيل الحقيقيّة التي توفر وظائف منتجة ومستقرة.
لقد تُرك الشباب وحيدين يواجهون سوق عمل قاسٍ يفتقر للأمان الوظيفي والتدرج المهني، دون أدنى حماية لمستقبلهم وطموحهم..
من الظلم أن يُوصم شبابنا بوصمة 'ثقافة العيب'، والواقع يشهد أنهم يعملون في كل شيء، وبشجاعة وصبر، رغم الإحباط والعوز.
العيب الحقيقي ليس عندهم، بل عند منظومة سياسية واقتصادية لم توفر لهم فرصًا تليق بجهدهم وتضحيات أسرهم.
فلنتوقف عن جلد شبابنا بهذه التهمة الجاهزة، ولنوجّه بوصلة النقد نحو من يحتكرون الوظائف المرموقة والرواتب الخيالية، بينما يتركون أبناء الناس على هامش السوق يصارعون من أجل البقاء.
نورالدين نديم
منذ سنوات، ترددت على ألسنة بعض المسؤولين والنخب السياسية عبارات 'شبابنا ما بدهم يشتغلوا.. عندهم ثقافة العيب.. بدهم بس وظائف مكاتب ومدراء'.. وانتشرت هذه العبارات بيننا وفي الإعلام كالنّار في الهشيم.
وحقيقة ما وراء هذه الاتهامات، أنّها تُستَخدم للتنصل من مسؤولية معالجة البطالة، ولإلقاء اللوم على جيل كامل من الشباب الجامعيين..
لكن السؤال: هل هذه التُّهم صحيحة حقًا؟
الواقع على الأرض يثبت العكس تمامًا، فأبناء الناس البسطاء يعملون في كل شيء، ومثل ما بقولو 'خدّامين لقمة عيشهم'..
وآلاف الشباب والشابات من حملة الشهادات الجامعية، وحتى العليا، يعملون في مهن بسيطة:
- توصيل الطلبات أو سائق تطبيقات.
- كاشير في الأسواق والمولات.
- مرافقي جولات سياحية.
- باعة على بسطات وأكشاك قهوة.
- موظفي خدمة زبائن.
وكل ما سبق ذكره أو غفلت عن ذكره بأجور متدنية ودون أمان وظيفي.
هل هؤلاء 'مدللون'؟! هل يرفضون العمل؟!
على العكس تمامًا، هم يقبلون بأي فرصة، ولو كانت مؤقتة أو مرهقة أو بلا ضمانات، من أجل تأمين لقمة العيش.
فمن يملك حقًا 'ثقافة العيب'؟
الحقيقة المؤلمة أن من يرددون هذه التهمة يتجاهلون أن ثقافة العيب الحقيقية تسكن في بيوت أبناء المتنفذين، الذين لا يرضون لأبنائهم إلا بالمناصب الكبرى:
ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية، أو متصرف في وزارة الداخلية، أو وظيفة 'مفصلة' في هيئة مستقلة،
أو 'مستشار' أو 'مدير' براتب فلكي..
أما أبناء الحرّاثين، فليس لهم إلا العمل بكل ما تيسّر، بلا حماية ولا فرص حقيقية للتطور.
المشكلة ليست في الشباب.. بل في السياسات.
البطالة في الأردن ليست نتاج 'ثقافة العيب'، بل نتيجة:
تخبط في سياسات القبول الجامعي التي تخرّج آلافًا في تخصصات لا يحتاجها السوق، وبفقدان بوصلة الانتاجيّة، وغياب استراتيجيات التشغيل الحقيقيّة التي توفر وظائف منتجة ومستقرة.
لقد تُرك الشباب وحيدين يواجهون سوق عمل قاسٍ يفتقر للأمان الوظيفي والتدرج المهني، دون أدنى حماية لمستقبلهم وطموحهم..
من الظلم أن يُوصم شبابنا بوصمة 'ثقافة العيب'، والواقع يشهد أنهم يعملون في كل شيء، وبشجاعة وصبر، رغم الإحباط والعوز.
العيب الحقيقي ليس عندهم، بل عند منظومة سياسية واقتصادية لم توفر لهم فرصًا تليق بجهدهم وتضحيات أسرهم.
فلنتوقف عن جلد شبابنا بهذه التهمة الجاهزة، ولنوجّه بوصلة النقد نحو من يحتكرون الوظائف المرموقة والرواتب الخيالية، بينما يتركون أبناء الناس على هامش السوق يصارعون من أجل البقاء.
التعليقات